الاصداراتترجمات

قصّة التصعيد بين روسيا وأكرانيا حول بحر آزوف

تصاعد في وقتٍ سابقٍ في نهاية عام ٢٠١٨ التوتر بين روسيا وأوكرانيا، حيث تمّ عقد اجتماعٍ في مجلس الأمن الدولي لبحث هذا التوتر، بدأ هذا التصعيد عندما احتُجِزَت السفنُ الأوكرانية من قبل البحريّة الروسية حسب رويترز.

شهدت العلاقات بين أوكرانيا وروسيا موجةً مفاجئةً من التوتر حول بحر آزوف، إذ اتهمت كييف موسكو باحتجاز سفينةٍ أوكرانية وبإغلاق الممر البحري في وجهها.

حصلت هذه الحادثة في المنطقة التي تقع بين شبه جزيرة القرم -وهي منطقة ضمتها روسيا إليها في عام 2014- وشرقي أوكرانيا مسرح الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

تدهور الوضع بسرعة عندما اتهمت أوكرانيا الروس بالاستيلاء على سفنها بعد إطلاق النار عليها في هذه المنطقة الاستراتيجية، ذات هذا التوتر شهدته جلسة مجلس الأمن في الاجتماع الطارئ الذي عُقد بعد هذه الحادثة بيومٍ واحد.

ما الذي حدث تحديدًا؟

حاولت ثلاثة قوارب أوكرانيّة يوم الأحد 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 -قاربين مدرعين(بيردبانسك ونيكوبول) وزورق السحب لاني كابو- حاولت هذه القوارب دخول البحر الأسود عبر مضيق كيرتش الذي يفصل شبه جزيرة القرم عن روسيا والذي يؤمن الوصول إلى بحر آزوف.

البحرية الروسية رصدت هذه القوارب وأوقفتها واستولت عليها، فور ذلك أكدت روسيا عملية التوقيف و “استخدام الأسلحة” لتبرير رد فعلها على أرضية أنّ السفن الأوكرانية إنما كانت تقوم ب”إجراءاتٍ غير قانونية” في المياه الإقليمية الروسية.

كما أكّد الجانب الروسي إصابة ثلاثة أوكرانيين، لكن وفقًا للجيش الأوكراني فقد أُصيب ستةٌ من بين 23 جنديًّا كانوا على متن القوارب، اثنان من المصابين في حالةٍ حرجة.

في نفس الوقت ندّدت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروف بما قالت عنه: “أساليب لصوص الطرق السريعة لأوكرانيا”، مع أنّ أوكرانيا تؤكد أنها أبلغت روسيا مسبقًا بالطريق الذي ستسلكه سفنُها.

وتؤكد أوكرانيا كذلك أنّ سفنها أمضت ساعاتٍ عدة أمام مضيق كيرتش، في الوقت الذي كانت فيه ناقلة نفطٍ ضخمةٍ تحت جسر القرم الذي يمتد على مضيق كيرتش تسدّ الطريق إلى المضيق.

هذا المعبر المائي هو الطريق البحري الوحيد بين البحر الأسود وبحر آزوف، وهو كذلك محورٌ استراتيجي ذو أهميةٍ قصوى لكل من روسيا وأوكرانيا.

كيف كان رد فعل أوكرانيا؟

بعد هذا التصعيد غير المسبوق اتخذت أوكرانيا خطوةً مهمة نحو إعلان قانون الأحكام العرفية، إذ اقترح مجلس الأمن الأوكراني ومجلس الدفاع الطارئ للرئيس بوروشينكو ليلة 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، اقترح إدخال الأحكام العرفية لمدّة 60 يومًا.

هذا القانون يحتاج إلى مصادقة البرلمان الأوكراني لكي يتمّ إقراره، مثل هذه المصادقة في أوكرانيا غير مضمونة، إذ تأتي خلال ارتفاع التوترات الداخلية في الوقت الذي ستُجرى فيه انتخاباتٌ رئاسيةٌ في البلاد شهرَ آذار/مارس 2019.

خلال اجتماع مجلس الأمن الأوكراني شجب الرئيس بوروشينكو “العمل المجنون” الذي قامت به روسيا ضدّ أوكرانيا، مؤكدًا أنّ “الهجوم” كان متعمدًا.

 وقال كذلك أنّ “القانون العرفي لا يعني إعلان الحرب” كما أضاف لرويترز أنّ “وزير الدفاع باموكيمليكين دعا الغرب إلى تشكيل ائتلافٍ واضحٍ لمقاومة أعمال العدوان الروسي”.

ماذا تريد روسيا؟

تطالب روسيا بالسيطرة على المياه قبالة شبه جزيرة القرم منذ ضم شبه الجزيرة، من جهتها كييف والغرب يتهمون موسكو صراحةً “بإعاقة ملاحة السفن التجارية عبر مضيق كيرتش”.

نشأت هذه الصعوبات منذ قيام موسكو ببناء الجسر المثير للجدل والبالغ طوله 19 كيلومترًا في مضيق كيرتش، حيث أعاقت عمليات تركيب أقواس الجسر في عام 2017 مرور جزءٍ من السفن من المضيق.

في ذلك العام بدأ حرس الحدود الروسي باحتجاز الزوارق، وذلك رسميًا من أجل فرض السيطرة على المنطقة بأكملها.

في هذا الوضع تعتقد كييف أنّ موسكو قد تذهب أبعد من ذلك إلى حدّ إعداد هجومٍ ضدّ ماريوبول آخر مدينةٍ رئيسيّةٍ تحت سيطرة كييف في شرق البلاد.

المياه الضحلة لبحر آزوف تلامس جنوبي دونباس وهي منطقة أوكرانية أدّى فيها الصراع المسلح مع الانفصاليين الموالين لروسيا إلى قتل أكثر من 10 آلاف شخصٍ في أربع سنوات.

من هنا يتهم الغرب وكييف موسكو بدعم العسكريين الانفصاليين، الأمر الذي تنكره موسكو جملةً وتفصيلًا على الرغم من الأدلة الكثيرة التي ثتبت الزعم الأوربي الأوكراني.

ميشيل بلوش ل(لو جورنال دو ديمانش) ٢٦تشرين الثاني/نوفمبر 2018

رابط المقال الأصلي

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات 

جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات © 2019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى