الاصداراتالدراسات الاستراتيجيةترجمات

روسيا، هل يمكن ل”ثورة النفايات” أن تُزعزع فلاديمير بوتين؟

في الوقت الذي انخفضت فيه شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى 33% في منتصف شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام، انتشرت في البلاد حركة “مكافحة القمامة” وامتدّت إلى 44 مدينة في روسيا.

يحتدم الغضب ضدّ شاحنات جمع القمامة من أحياء موسكو، وذلك لأنّ هذه الشاحنات تتجه لتفرغ حمولتها في المدن الروسية الإقليمية وخاصةً الفقيرة منها.

وهكذا ففي نهاية كلّ اسبوع يطالب الآلاف من المتظاهرين بأن يقوم المسؤولون المحليون بإيقاف هذا المدّ الملوث، ضمن هذا الإطار انتشرت في 3 شباط/فبراير الماضي حركة “ضدّ النفايات” وامتدت إلى 44 مدينةٍ روسية.

في هذا الموضوع تحدّث مواطنٌ يقع منزله في مدينة  أرخانجيلسك التي تبعد 1000 كم شمال موسكو عن تأذي السكان بسبب تدفق النفايات القادمة من العاصمة.

ولهذا السبب تجمّع أكثر من 30 ألف شخصٍ في 20 كانون الأول/ديسمبر الماضي تحت شعار “موسكو! أَبقوا نفاياتكم في منازلكم”. بلغ هذا التجمع رقمًا غير مسبوقٍ في مدينةٍ عدد سكانها لا يتحاوز 350 ألف نسمة.

مؤشر الثقة ببوتين ينخفض:

أخذ الكرملين “ثورة النفايات” هذه على محمل الجد، وخاصة بعد صدور نظام التقاعد المحدّث مؤخرًا والذي اعْتُبر أنّه “سيءٌ جدًّا”، وكذلك مع استمرار تراجع القوّة الشرائية للروس منذ أربع سنوات.

كذلك وفي منتصف كانون الثاني/يناير من هذا العام انخفض تصنيف الثقة ببوتين إلى 33.4، وهو ما يوصف بأنّه المستوى الأكثر انخفاضًا في حياة بوتين السياسية.

يُذكرُ أنّ الرئيس بوتين يُلقي خطابه السنوي أمام البرلمان قبل نهاية شباط/فبراير 2019، ووفقًا لشبكة (دوجد) المستقلة يضعُ الرئيس الروسي معالجة مشكلة النفايات على جدول خطابه هذا.

تجدرُ الإشارةُ أنّه في روسيا لا يوجد فرزٌ للنفايات المنزلية، بالإضافة إلى أنّ صناعة إعادة تدوير النفايات لا تزال في مهدها.

لذلك وقّع فلاديمير بوتين في منتصف كانون الثاني/يناير من هذا العام مرسومًا بإنشاء وكالةٍ وطنيةٍ مسؤولة عن إدارة النفايات، هذا الإصلاح الذي يؤدي إلى زيادة الأعباء الاجتماعية سيسبب المزيد من الغضب الشعبي، ذلك لأنّه سيتمّ لهذا الغرض استخدام الضرائب الإضافية لتمويل بناء 200 مصنعٍ لإعادة المعالجة في جميع أنحاء البلاد بحلول هام 2024.

تعتمد الحكومة الروسية على تثبيط وتخويف المتظاهرين، حيث يُسمح بتنظيم صارمٍ للغاية للمظاهرات في روسيا، وكذلك تحظر السلطات المحلية التجمعات بدون ترخيص، وتقوم باستجواب المتظاهرين بشكلٍ واسع، إذ فتحت الشرطة تحقيقًا جنائيًّا ضدّ النشطاء المعارضين لإصلاح القمامة.

إيمانويل غرنسيزبان ل (لو جورنال دو ديمانش) ١٤ شباط/فبراير 2019

رابط المقال الأصلي

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات 

جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات © 2019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى