الاصداراتمتفرقات 1

رياض حجاب .. هل يحقق آمال السوريين

47575

 

مرَّ على المعارضة السورية زمنٌ من التقلبات في مسار ممثليها السياسيين حيث شهدت استقالات متكررة ومسلسل طويل من تراشق الاتهامات مما انعكس بحالة من عدم الاستقرار والترهل في مسار الثورة على الأرض، وبالرغم من أن بعض سياسي المعارضة له تأثير كبير على الأرض إلا أن الانجرار وراء المصالح الحزبية الضيقة وإلباس الثورة الثوب الديني وفي الوقت الغير مناسب، إضافة لنقص الخبرة الكبيرة في العمل السياسي أدى لجعل هذا التأثير يسير في الاتجاه المدمر، وليس بعيدا عن أذهاننا شخصية (الشيخ معاذ الخطيب)  الذي ألبسه الجمهور مصطلح “الخطيب السياسي” إثر الخلط الكبير الذي اعتراه ما بين العمل السياسي والخطاب الديني الإصلاحي.

في الحقيقة إن من أهم المشاكل التي عانت منها المعارضة هي غياب القيادات الحقيقية الفاعلة، إضافة لغياب الشخص الذي يجمع بين الحضور الكاريزمي والعمل المؤسساتي والخبرة التنفيذية الذي يؤهله للحظو بدعم المجتمع الدولي والتأييد من قبل الثوار على الأرض.

واليوم يبدو أن أمل السوريين المعارضين يتركز على شخصية رياض حجاب، وهو أمل يعتمد على وقائع مطمئنة لما يحمله الرجل من خلفية تنفيذية لا تملكها المعارضة، من خلال عمله السابق كمحافظ ووزير ورئيس لمجلس الوزراء، وهي خبرة بالتأكيد لا يملكها أي من السوريين.

كما أنه، وعلى خلاف بقية قيادات المعارضة، يميل إلى العمل الهادئ ويبتعد عن الإعلام والخطاب المكرر، إضافة إلى أنه يشكل توافقاً سعودياً قطرياً إماراتياً وتركياً.

هذا عدا عن خلفيته المحافظة المعتدلة، والتي تجعله شخصية مقبولة عند الدول المؤثرة في سورية وعند أطياف واسعة من الشعب السوري، كما أن قدومه من منطقة دير الزور التي لها أهميتها، لما تمثله من ثروة في الموارد الطبيعية قد يلعبان دوراً مهماً في تشكيل سيادة سورية معارِضة تعمل على تمويل ذاتها ولو بشكل جزئي في المستقبل.

*دور رياض حجاب في المفاوضات الدولية

اتجه حجاب كرئيس للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن “قائمة الرياض” الى جنيف للانضمام للمفاوضات السورية وسعى جاهداً في تحقيق نتيجة مرضية تساهم في تحقيق مطالب الشعب السوري، إلا أنه قد ذكر في لقاء له مع شبكة CNN أن الأسد لا يمكن أن يعمل على حل سياسي وصرح حينها: كنت رئيس وزراءه وأعرفه جيداً لا يريد حلاً  سياسياً، وروسيا أيضاً وأعرف تماما بربريته اتجاه الشعب السوري.

لم يكن توجه حجاب الى جنيف بصفته رئيسا للمفاوضات بل مراقبا ومقيما للوضع عن قرب، وعين بديلا عنه أسعد الزعبي في رئاسة وفد المفاوضة موضحاً عدم رغبته بحضور المفاوضات.

ما يميز رياض حجاب أنه يعتبر أول سياسي مخضرم يسعى بكل الطرق إلى التنسيق مع قوى الثورة في الداخل السوري  محاولا أن يكوّن انعكاساً لصورتها على الصعيد المحلي والدولي  وتأمين الدعم اللازم لتحقيق الحد الأعلى من أهداف الثورة السورية.

 بالرغم من إيقانه بأن عملية التفاوض لن تجلب أي نفع ظاهر لطرف الشعب السوري إلا أن السيد رياض حجاب استطاع كرجل سياسي حقيقي أن يرمي الكرة في ملعب النظام أكثر من مرة إضافة لاستمرار التفاف الصف الثوري من حوله رغم المحاولات الكثيرة لبعض الدول إفقاده إياه.

لا يمكننا أن ننسى جهود رياض حجاب في دعم توحيد المعارضة المسلحة العاملة على الأرض في سوريا فقد قام في فبراير الماضي بعقد اجتماع في العاصمة التركية أنقرة ضم قوى من العاملة على الأرض في سوريا منها  ” جيش الإسلام” و “حركة أحرار الشام” وفيلق الشام وغيرهم حيث  صرّح جميع الأطراف برغبتهم في تشكيل قوة عاملة موحدة في الداخل بسبب تراكم القوى الخارجية المعادية للثورة كـ ” إيران ” و “روسيا” فالأولى تدعم نظام الأسد وما زالت، أمّا روسيا فتأمن لهم الغطاء الجوي والذي قامت من خلاله بارتكاب مجازر حقيقية في حق الشعب السوري إضافة لـ تأمين الدعم له في المحافل الدولية.

لا يمكن للمعارضة السورية تحقيق انتصار فعلي على الأرض مالم تدرك مدى خطورة وفعالية القوى المعادية لها وسبب نشوء الصراع الأولي حتى،  أميركا لا تهتم لوجود أي سلام أو استقرار في سوريا  ولا حتى أي قوى خارجية أخرى،  ففي نهاية المطاف على الشعب السوري تحديد أعداءه الحقيقيين وأصدقاءه الفعليين.

تحتاج المعارضة السورية إلى قائد حكيم ذو عقلية سياسية استراتيجية يستطيع توجيه هذه الجهود نحو بوتقة واحدة  تحقق نتائج فعلية في نجاح النضال السوري، فهل يمكن لرياض حجاب المتابعة في هذا المسير ويكون قائداً فعليا؟؟!!

أم أن المعارضة ستكون مقبلة على أوجه جديدة؟!!؟

للتحميل من هنا

 

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز برق للأبحاث والدراسات

جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للأبحاث والدراسات © 2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى