الاصداراتمتفرقات 1

المساعدات القطرية لسوريا (محاولة لكسر الحصار)

14141

بعد خمس سنوات من انطلاق الثورة السورية وتحولها من صراع بين الشعب السوري الساعي نحو حريته في وجه نظام استنفد ضد شعبه كل أنواع القمع الوحشية، إلى صراع ذي طابع أهلي تدعمه قوى إقليمية كان الشعب السوري هو الدافع الأكبر لفاتورة الحرب والمتضرر الأكثر من هذا الصراع المعولم.

لعبت دولة قطر دورا محوريا في الثورة السورية منذ بدايتها، وقد قادت خاصة خلال أعوام الثورة الثلاثة الأولى الجهود العربية والدولية الداعمة للمعارضة السورية سياسيا وعسكريا وإعلاميا وإغاثيا.

وإلى يومنا هذا لن تزل تسعى بمختلف الوسائل لتقديم المساعدات للنازحين واللاجئين، وذلك بهدف تقليص الآثار الناجمة عن الحرب السورية المجنونة التي تراعها القوى الدولية العظمى

. تلك الجهود التي بذلت وما زالت تبذل من أجل تخفيف المعاناة عن الإخوة السوريين أهلت قطر لتتصدر المركز الأول عالميا على مستوى المنظمات الإنسانية غير الحكومية في مجال إغاثة الشعب السوري.

مؤخرا ومع بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي لم توافق عليه المعارضة المسلحة التابعة للفصائل الثورية بعد اتفاق روسي أميركي حيث أعلن الجيش الروسي تعليق ضرباته في الأراضي السورية باستثناء المناطق “الإرهابية”. في الوقت نفسه أعلن الجيش “السوري النظامي” التزامه بهدنة الأيام السبعة مع استثناء جبهة فتح الشام والنصرة وتنظيم “الدولة الإسلامية”. من جانبها رحبت قطر منذ البداية باتفاق وقف إطلاق النار مشيرة -حسب وزارة الخارجية القطرية في بيان لها –  إلى أن الالتزام به من شانه أن يسهم ويزيد من فرص التوصل إلى حل سياسي إضافة إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية. مشددة في الوقت نفسه على “ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإلزامه بتنفيذ الاتفاق، ووقف كافة أشكال القصف العشوائي والتهجير القسري الممنهج ضد المدنيين، ورفع الحصار عن كافة المدن السورية”.

   بدء سريان الهدنة في أول أيام عيد الأضحى سمح ب إيجاد ممرات آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، الأمر الذى جعل وكالات الإغاثة تستعد بشكل كبير لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المحاصرين في المناطق المنكوبة وخاصة حلب. صندوق التنمية القطرية، وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية القطرية وبالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة الفاعلة، أعلن تسييره قوافل انسانية موجهة للمناطق المحاصرة في الداخل السوري في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ. ففي يوم الثلاثاء الماضي عبرت شاحناتتحمل مساعدات إنسانية قطرية عبر الحدود التركية السورية على أن تتجه إلى حلب لاحقا، حيث يذكر أن أربع عشرة شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبرت معبر باب الهوى الحدودي منتظرة الإذن للتوجه إلى المناطق المحاصرة بحلب… ذلك أن النظام السوري يرفض إدخال مساعدات إلى حلب من دون التنسيق معه ومع الأمم المتحدة.

وبحسب بيان لوكالة الأنباء القطرية فقد قام صندوق قطر للتنمية بتسيير قوافل إنسانية موجهة لصالح المناطق المحاصرة في الداخل السوري، في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ.

وقد تم إرسال هذه القوافل بالتعاون مع المنظمات الإنسانية القطرية وبالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة الفاعلة في الميدان وذلك سعيا لتخفيف المعاناة عن المدنيين ضحايا النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

وتأتي هذه الخطوة من صندوق قطر للتنمية في ظل تعاظم الاحتياجات الإنسانية في سوريا بشكل غير مسبوق نتيجة ارتفاع حدة المواجهات واستمرار الأزمة الإنسانية، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف وإصابة الملايين وإجبار العديد من السوريين على مغادرة منازلهم.

ويبقى السؤال ما هو حجم الدول التي تلتفت فعلا للمعاناة الإنسانية كما فعلت وما زالت تفعل قطر وتركيا بغض النظر عن التوجهات السياسية للصراع في سوريا.

 

للتحميل من هنا

 جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للأبحاث والدراسات © 2016

“الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز برق للأبحاث والدراسات 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى