الاصداراتمشاهد

“الجولاني” المطلوب القديم الجديد للولايات المتحدة الأمريكية

(دلالات إعادة نشر المكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه)

مقدمة:

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لتحقيق إنجازٍ جديدٍ يُضاف إلى سجلاتها قبل نهاية فترتها الرئاسية، من خلال رغبتها بالقضاء على زعيم “هيئة تحرير الشام” _جبهة النصرة سابقًا_ أبو محمد الجولاني، بعد أن تمكنت في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 من قتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي بعملية عسكرية شمال إدلب، ثم قتل قائد “فيلق القدس” التابع لقوات “الحرس الثوري الإيراني”، بغارة جوية بمحيط مطار بغداد في شهر كانون الثاني/يناير 2020.

للمرة الثالثة على التوالي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية منح مكافأةٍ ماليةٍ تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي لقاء إرسال معلومات تتعلق بالقائد العام لـ”هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، حيث نشر الحساب الرسمي لبرنامج مكافآت من أجل العدالة، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في تغريدة على موقع تويتر يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري ذكر فيها أن الوزارة تبحث عن معلومات تخص القائد الأعلى لتنظيم “هيئة تحرير الشام”، وأضافت أن “الجولاني يتظاهر بالاهتمام بسوريا لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه جبهة النصرة بحقهم”[1].

وكانت واشنطن قد خصّصت في شهر أيار/مايو عام2017 ولأول مرة مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي للتعرف على زعيم “جبهة النصرة” أو تحديد مكانه[2]، وجدّد برنامج مكافآت من أجل العدالة في شهر تشرين الثاني/أكتوبر عام 2019 نفس المكافأة لمن يساعد في جمع معلومات عن الجولاني[3]، كما نشر ملفًا تعريفيًّا عنه ضمن الموقع الرسمي للبرنامج[4].

من هو أبو محمد الجولاني مهندس تحولات جبهة النصرة؟

أحمد حسين علي الشرع من مواليد 1980، من قرية فيق في الجولان السوري، اضطُرّت عائلته للنزوح إلى العاصمة دمشق والاستقرار فيها، والده كان موظفًا في وزارة النفط وعمل مستشارًا في رئاسة مجلس الوزراء، وانتُخِبَ عضوًا في مجلس محافظة القنيطرة، وله عدة مؤلفات في مجال النفط[5].

سافر الجولاني إلى العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وقاتل ضمن صفوف تنظيم “القاعدة”، وعمل تحت قيادة زعيم التنظيم آنذاك أبو مصعب الزرقاوي، حيث ألقى الجيش الأمريكي القبض عليه هناك، وبعد إطلاق سراحه من سجن بوكا عام 2008 استأنف الجولاني عمله العسكري إلى جانب أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “داعش”[6]، وعند اندلاع الحراك الثوري في سورية عام 2011 عاد إلى الداخل السوري، وأسس “جبهة النصرة لأهل الشام” في كانون الثاني/ يناير 2012 بتكليف ودعم من تنظيم “القاعدة” لقتال قوات النظام السوري[7].

لم تمضِ شهور على تأسيس “جبهة النصرة” حتى صنفتها وزارة الخارجية الأميركية بأنها “منظمة إرهابية أجنبية بموجب قانون الهجرة والجنسية وأنها كيان إرهاب عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224”[8]، كما صنفت الجولاني في شهر أيار/مايو 2013 “بأنه إرهابي عالمي”[9]، وحظرت التعامل معه أو لصالحه تحت طائلة العقوبات.

وبعد أن أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية “جبهة النصرة” على قائمة المنظمات الإرهابية واستثنتها من المشاركة في مفاوضات السلام التي رعتها واشنطن وموسكو في جنيف وفينا حول سورية، أعلن الجولاني تشكيل فصيل جديد يُسمى “جبهة فتح الشام” في تموز/ يوليو 2016، وقطع كامل علاقاته مع تنظيم “القاعدة”، كنوعٍ من الالتفاف على تلك القرارات بهدف الانضمام إلى العملية السياسية في سورية[10].

أهم التحولات الفكرية في تنظيم الجولاني 

في نهاية كانون الثاني/ يناير عام 2017، اندمجت “جبهة فتح الشام” مع فصائل معارضة وإسلامية في الشمال السوري وهي: (حركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنة)، ضمن فصيل عسكري واحد سمِّيَ “هيئة تحرير الشام” بزعامة أبي محمد الجولاني، وتسيطر الهيئة حاليًا على مناطق واسعة في إدلب وريفها، إضافة إلى مناطق في ريف اللاذقية وحلب، رغم انشقاق معظم الفصائل التي انضمت لها (كالزنكي وأنصار الدين).

التحولات التي أجراها الجولاني على “جبهة النصرة”، وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام” ثم “هيئة تحرير الشام”، ودعم تشكيل حكومة مدنية سمِّيت بالإنقاذ في مناطق سيطرته لم تؤدِّ إلى أي تغير بالموقف الأمريكي، إذ أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية التشكيل الجديد في قائمة المنظمات الإرهابية يوم 31 أيار/مايو 2018، باعتباره مجرد اسم مستعار لـ”جبهة النصرة”، وقالت: إن “تغيير التسمية جرى بهدف تعزيز المنظمة موقعها في الانتفاضة السورية، وتحقيق أهداف خاصة أخرى في إطار علاقتها بـالقاعدة”[11]، وأضافت أن “الولايات المتحدة لم تنخدع بمحاولة هذا التنظيم المنتسب إلى القاعدة لتغيير علامته التجارية، أيًا كان الاسم الذي تختاره النصرة فسوف نستمر في حرمانها من الموارد التي تسعى إليها لتعزيز قضيتها العنيفة”[12].

كما سعى الجولاني أيضًا في الفترة الأخيرة إلى تصدير “هيئة تحرير الشام” كـ “مجموعة محلية مستقلة عن التسلسل القيادي للقاعدة، ذات أجندة إسلامية سورية بحتة وليست عابرة للحدود الوطنية”[13]، بحسب مقابلة أجراها مع مجموعة الأزمات ومركز الحوار الإنساني في جنيف، حيث ألمح إلى إمكانية إجراء تغيير في الهيئة والعمل على إدارة المنطقة عبر التحالف مع قوات ثورية سورية محلية تتعهد بحماية إدلب، كما حاول الجولاني مِرارًا تحسين صورته أمام المجتمع الدولي وطرح تشكيله كجسم معتدل للمحافظة على وجوده في إدلب، إذ قال: “إن هيئة تحرير الشام لا تشكل تهديدًا على الدول الغربية”[14]، وظهر ذلك جليًا في بعض سلوك الهيئة على أرض الواقع، وباتت تقبل بشكل غير معلن بالاتفاقات الدولية حول سورية، وخاصة بين موسكو وأنقرة، إذ توقفت عن القيام بأي معركة مفتوحة ضد قوات النظام السوري خاصة بعد الاتفاق الذي جرى بين  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في 5 آذار/مارس 2020، وذلك في محاولة منها لتقديم نفسها كفصيل ملتزم بالمعاهدات الدولية ويمكن الاعتماد عليه في ضبط المنطقة.

كما كان من الملفت، البيانات الأخيرة ل “هيئة تحرير الشام” حول اتفاقات شمال غرب سورية والاتفاقات السياسية السورية بشكل عام، فهي باتت تستخدمُ مصطلحات فصائل المعارضة السورية غير المتشددة، وتتحدث عن الديمقراطية والحرية والثورة[15]، ما يدل على أن الهيئة كانت تُعوّل بشكل فعلي على أن تقوم واشنطن بتغيير موقفها من قضية تصنيفها على لائحة الإرهاب، خاصة بعد أن كانت الولايات المتحدة تُظهر مرونة مع “تحرير الشام” وهذا ما تَمثّل بزيارة المبعوث الأميركي السابق جيمس جيفري إلى الأراضي السورية عبر معبر باب الهوى إلى داخل إدلب الواقعة تحت سيطرة الهيئة، وتصريحه بأن “تحرير الشام تُركز على قتال قوات النظام السوري، ولم يشهد لها تهديدًا على المستوى الدولي”[16]، هذه المرونة دفعت قيادات في الهيئة إلى التلميح بإمكانية إزالة صفة الإرهاب عنها بعد سلسلة إجراءات اتخذتها للخروج من التصنيف[17].

حقيقة التعاون بين التحالف والهيئة في ملاحقة قادة القاعدة بسوريا

المثير للاهتمام أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن المكافأة تزامن مع ما يمكن اعتباره تعاونًا غير معلن أو تنسيقًا بين “هيئة تحرير الشام” والتحالف الدولي لتفكيك تنظيم “حراس الدين” المبايع لتنظيم “القاعدة”[18]، وهذا ما تمثّل بشن طائرات التحالف الدولي المُسيّرة أكثر من ضربة استهدفت قياديين في “حراس الدين” ما أدى إلى مقتلهم، وتزامن ذلك مع قيام الهيئة باعتقال قياديين في الحراس وغيرهم من قياديي التنظيمات المتشددة[19].

كما فككت الهيئة غرفة عمليات فاثبتوا التي ضمّت فصائل راديكالية شمال غرب سوريا، وهي Lحراس الدين وتنسيقية الجهاد ولواء المقاتلين الأنصار وجماعة أنصار الدين وجماعة أنصار الإسلام)، وقد تم تشكيل هذه الغرفة في وقت كانت تقوم فيه الهيئة بفتح الطريق الدولي أمام الدوريات المشتركة بين القوات التركية والروسية في مناطق من جنوب إدلب تطبيقًا لاتفاق موسكو، رغم معارضتها الشديدة من قبل لدخول أي جندي روسي إلى مناطق سيطرتها، ما دفع تلك الفصائل إلى اعتبار أن الهيئة تقوم بتطبيق الاتفاقات الدولية وهو الأمر غير الموجود في قاموس الجماعات الجهادية.

ويمكن القول: إن “هيئة تحرير الشام” بقيادة الجولاني قدّمت خدمة كبيرة للتحالف الدولي من خلال تفكيك تلك الغرفة قبل نمو قوتها وزيادة مواردها العسكرية والمالية، وقبل أن تصبح على غرار تنظيم “داعش” في بدايات ظهوره.

ولتلك الأسباب وغيرها وُجِّهت إلى “هيئة تحرير الشام” اتهامات بالتعاون مع التحالف الدولي للقضاء على الجماعات الراديكالية في إدلب[20]، وترافق ذلك مع ظهور متكرر للجولاني بين الناس وفي الشوارع والمطاعم بإدلب، حيث أُثيرت التساؤلات عن سبب عدم استهدافه من قبل مُسيّرات التحالف الدولي[21].

كيف تستفيد روسيا والنظام السوري من الإعلان الأمريكي؟

من جانب آخر، قد يُشكّل الإعلان الأمريكي محفّزًا للنظام السوري وحلفائه لمواصلة انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق شمال غربي سوريا بحجة محاربة “هيئة تحرير الشام”، على الرغم من أن لموسكو أهدافًا أخرى تتمثل بزيادة مساحة سيطرة النظام في سورية والسيطرة على جنوب طريق حلب اللاذقية الدولي المعروف بـ m4، من أجل فتحه أمام الحركة التجارية لتنشيط اقتصاد النظام.

ولكون الولايات المتحدة لا تزال تضع الجولاني وتنظيمه على لوائح الإرهاب، فإن ذلك سيؤدي إلى استمرار الأعمال العسكرية على المدى البعيد، حتى يتم تفكيك الهيئة على غرار ما حصل مع تنظيم “داعش” بمعركة الباغوز الشهيرة[22]، لكنْ وبسبب انتشار الجيش التركي وعدم رغبته بوقوع عمليات عسكرية جديدة في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، فإن تلك المهمة تم تأجيلُها نظرًا للضغوط التركية، إلا أن موسكو لا تزال بين الفينة والأخرى تتحدث عن قيام “هيئة تحرير الشام” بخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستهداف مناطق سيطرة النظام، ما يدل على أنها تستخدم ورقة محاربة الهيئة باستمرار حينما تتداخل الملفات الإقليمية والدولية بينها وبين الجانب التركي.

ويمكن القول: إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد دعم أي طرف بالضغط عسكريًا وبشكل كبير ضد “هيئة تحرير الشام” كي لا تؤثر على حليفتها في الناتو تركيا، لكون الأخيرة تعاني من مشكلة النازحين على حدودها عند اندلاع أي عملية عسكرية لقوات النظام السوري بدعم روسي إيراني، وإنما تسعى الولايات المتحدة إلى اصطياد الرؤوس المهمة في الهيئة مثل الجولاني لكون ذلك قد يؤدي إلى تفكك بنية التنظيم وذوبان مقاتليه السوريين بفصائل المعارضة التي تُصنَّف كمعتدلة.

خاتمة: على ضوْء ذلك فإن إعادة نشر المكافأة الأمريكية لمن يُدلي بمعلومات تقود إلى الجولاني حسمت الجدل الذي وقع في الفترة الماضية حول إمكانية إزالة تنظيم “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب وخصوصًا بعد رفع اسم “الحزب الإسلامي التركستاني”، ويبدو أن استثناء التحالف الدولي في السنوات الماضية للهيئة من الضربات بواسطة المُسيّرات كان قرارًا تكتيكيًا يهدف إلى إغراء الهيئة من أجل أن تقوم بمهمة قد يصعبُ على التحالف القيام بها على الأرض في منطقة لا يستطيع الوصول إليها على عكس مناطق شمال شرقي سورية، وقد أدت السياسة الأمريكية إلى جعل الجولاني ينساق بشكل فعلي إلى العمل على إحداث تغييرات فكرية في تنظيمه، في محاولة منه للحصول على أي دورٍ في مستقبل الحل السياسي في سورية، لكنه فشل في ذلك، وأدت تنازلاته وتغييراته إلى حدوث صراعات وانقسامات داخل صفوف “هيئة تحرير الشام” وبقية التنظيمات الجهادية، وبذلك خسر الجولاني حاضنته الجهادية، وفي نفس الوقت هو يفتقر للحاضنة الشعبية، ما يعني أن التنظيم سيكون عرضة للتفكك في حال تم القضاء على الجولاني.


[1] https://twitter.com/Rewards4Justice/status/1331299206074691586?s=20

تغريدة، الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية

[2] https://twitter.com/Rewards4Justice/status/862317337546018817?s=20

تغريدة، الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية

[3] https://twitter.com/Rewards4Justice/status/1186702419109056512?s=20

تغريدة، الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية

[4] https://bit.ly/2ItMqVU

موقع برنامج مكافآت من أجل العدالة، أبو محمد الجولاني

[5] https://bit.ly/39TmFJT

بلدي نيوز، بعد سنوات من الغموض.. مصدر يكشف لبلدي نيوز هوية “أبـو محمد الـجولانـي”

[6] نفس المصدر السابق

[7] https://bit.ly/3n4KjHa

الجزيرة، أبو محمد الجولاني.. زعيم جبهة فتح الشام

[8] https://bit.ly/2ItMqVU

موقع برنامج مكافآت من أجل العدالة، أبو محمد الجولاني

[9] https://bit.ly/37IaVr0

بيان وزارة الخارجية الأمريكية

[10] https://bit.ly/3701dRE

الجزيرة، جبهة النصرة تنفصل عن القاعدة وتغير اسمها

[11] https://bit.ly/3gv0uLC

بيان وزارة الخارجية الأمريكية، تعديلات على التصنيفات الإرهابية لجبهة النصرة

[12] نفس المصدر السابق

[13] https://bit.ly/33VDmAu

مجموعة الأزمات ومركز الحوار الإنساني، العامل الجهادي في إدلب السورية: حديث مع أبو محمد الجولاني

[14] https://bit.ly/3gsNpCd

صحيفة letemps، إدلب عاصمة اليأس السورية

[15] https://bit.ly/2VUR02z

وكالة إباء، تحرير الشام تبين موقفها حول دعوات تشكيل مفوضية للانتخابات

[16] https://bit.ly/3n1Bttz

عنب بلدي، ثلاثة مؤشرات على قرب حل “تحرير الشام”. هل تُزال من “قوائم الإرهاب”

[17] https://bit.ly/39ZPOmL

شبكة شام، بعد سلسلة تحولات في بنيتها … هل اقترب إعلان الولايات المتحدة إزالة “تحرير الشام” من قائمة المنظمات الإرهابية …؟!

[18] https://bit.ly/3n3pv2J

أورينت، هل تساعد “تحرير الشام” التحالف الدولي باغتيال قادة “حراس الدين” في إدلب؟

[19] https://bit.ly/3m1mI8O

العربي الجديد، سورية: “تحرير الشام” تعتقل العشرات من عناصر “حراس الدين”

[20] https://bit.ly/3lZgeaH

النهار، لماذا تستهدف طائرات التّحالف خصوم الجولاني في إدلب؟

[21] https://bit.ly/2K5jxzM

الشرق الأوسط، ظهور للجولاني يقدم الطعام لزبائن مطعم في إدلب

[22] https://bit.ly/37QAJkC

الجزيرة، الباغوز.. معركة الجيب الأخير مع تنظيم الدولة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى