الاصداراتالتنمية الاجتماعية

المثقَّف ودوره المنشود

 

 

“في سلسلة من أربع أجزاء وبمنحى فكري تنويري، يقدّم مركز برق الاستشاري قراءة في علاقة المثقف بِـالمجتمع، ودوره المأمول في بناء تكوينه الثقافي، من خلال فاعليّة المثفق في فَهم وإفهام الإشكاليات التكوينيّة في العقل الجمعي السياسي للبيئات المتأثرة بِـ اهتزازات الخروج على الأنظمة الاستبداديّة في الشرق الأوسط”

 



يُعدُّ مصطلح المثقف من أكثر المصطلحات اختلافًا في تحديد المفهوم وتنوعًا في تعريفاته وعدم الوصول إلى اتفاق على تعريف موحد له، وتضمنته الكثير من الكتب والدراسات وعرَّفه العديد من المفكرين والكُتَّاب من دون التوصل إلى تعريف مانع جامع له، وهو أمر لا يبدو غريبًا عن حقول الدراسات الإنسانية والاجتماعية.

   ومصطلح المثقف وهو مصطلح حديث في اللغة العربية شأنه شأن مصطلح الثقافة وربما لا يتجاوز استعماله القرن العشرين، وهو وقت لا يبعد كثيرًا عن وقت استعمال هذهِ المصطلحات في اللغات الأوروبية وكلمة الثقافة مشتقة من اللغة الفرنسية من لفظ (Intellect) بمعنى العقل أو المفكر، وبالتالي المثقف هو من يعني بشكل ما العقل والفكر أو يستعملها أو يلوذ بهما([i]).

     وعلى الرغم من ذلك إلاَّ أن القطاع الأوسع من الكتّاب والمفكرين ذهب بالقول إلى إنَّ مفهوم المثقف نشأ في فرنسا أواخر القرن التاسع عشر عندما صدرت جريدة الفجر الفرنسية “لورور L’Aurore” بعنوان “إعلان المثقفين”، إذ وَقَّعَ ما يقرب من ألفي شخص على هذا البيان معترضين على الإجراءات المتعلقة بحماية المواطن خلال محاكمته وذلك أثناء النظر في قضية الضابط الفرنسي (اليهودي) درايفوس الشهيرة، وكان من نتائجها إضفاء صفة الشرعية على وجود المثقفين، وأنَّ أول من استعمل كلمة مثقف هو كليمانصو عندما كتب يقول: “أليست هذهِ إشارة كل هؤلاء المثقفين الذين جاءوا من كل الاتجاهات واجتمعوا للدفاع عن فكرة؟”([ii]) وانتهت قضية درايفوس عام 1906 بتبرئة الضابط من تهمة الخيانة العظمى بعد أن كشفت حقيقة المؤامرة التي دبرها مجموعة من العسكريين، وتلك النهاية شكلت انتصار صنف من المثقفين على صنف آخر حتى أن هناك من رأى في القضية صراعًا ثقافيًا بين طبقتين من المثقفين انتهت بانتصار “صغار المثقفين” على “كبار المثقفين”([iii]).

      وتوجد العديد من التعريفات الغربية لمصطلح المثقف لعل أهمها تعريف انطونيو غرامشي الذي عرَّفَ المثقف بأنه “كل إنسان يمتلك رؤية معينة تجاه المحيط الذي يعيش أو ينشط فيه”([iv])، ويقسم غرامشي المثقفين على أنواع منهم المثقف الحقيقي والمثقف العضوي وأن هناك نوعًا آخر هو المثقف المزيف([v])، ويرى غرامشي أنَّ كل مجموعة اجتماعية تنتج بشكل عضوي فئة أو أكثر من المثقفين يتولون مهمة اكساب المجموعة الاجتماعية تجانسها ورعيها لوظائفها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويتميز المثقفون عن غيرهم بما يؤدونه من دور خاص بهم في عالم الإنتاج، وهو دور غير مباشر كونه يتم بتوسط البنى الفوقية التي يقوم فيها المثقفون بدور وظيفي([vi]).

    ويُعرف بول سارتر المثقف بأنه :”هو ذلك الذي يدس أنفه في ما لا يعنيه”، ما يشير بحسب سارتر إلى التزام المثقف بالمساهمة الفاعلة في معالجة كبريات قضايا المجتمع الجذرية ومحاولة إصلاحها بما يفيد المجتمع ويدفعه نحو التغيير إلى الأفضل. وأَنَّ مهمة التغيير لا يمكن إنجازها إلاَّ من المجموعة المتعلمة الواعية جيدًا بِأين تكمن مصلحة المجتمع مع سعيها إلى نقل الأفكار من إطارها النظري إلى واقعها العملي، وهذه المجموعة هي طبقة المثقفين([vii])، وأَنَّ فكرة الالتزام عند سارتر هي التي قررت الوظيفة الاجتماعية للمثقفين([viii]).

  ويرى عالم الاجتماع الأمريكي المعاصر لويس كوزر أن “المثقفين ورثة الكهنة والأنبياء، وأَنهم معنيون بالبحث عن الحقيقية والاحتفاظ بها، وبالقيم الجمعية المقدسة، تلك التي تتحكم بالجماعة والمجتمع والحضارة. المثقف كائن هجين ينتج عملًا فنيًا أو عمليًا تظهر التزامه بالبنية، وهو قادر في الوقت ذاته على رؤية التناقضات والعمل على الدعوة لتهميشها”، الأمر الذي يشير إلى ملامح الصورة التي ينبغي أن يكون عليها المثقف من التزام بالنظام من ناحية ومن أخرى الدعوة إلى تغييره، ما يعني أن المثقف يشكل صورة متناقضة بين مهمته كمهنة عقلية حرة وناقدة من جهة ومن جهة أخرى موقعه في الانتماء المؤسساتي والهوياتي([ix]).

      أَمَّا ليبست فقد حَدَّدَ المثقف بأنه: “من يبدع ويوزع ويمارس الثقافة، أي العالم الرمزي الخاص بالإنسانية والذي يتضمن الفن والعلم والدين”([x]).

        وفيما يخص التعريفات العربية للمثقف فمنها تعريف إدوارد سعيد الذي يرى بأن المثقف: “فرد وُهِبَ ملكة عقلية لتوضيح رسالة أو وجهة نظر أو موقف أو فلسفة أو تجسيد أي من هذه أو تبيانها بألفاظ واضحة لجمهور ما، وأيضًا نيابة عنه، ولهذا الدور محاذير أيضًا ولا يمكن القيام به من دون الشعور بأن مهمته هي طرح الأسئلة علنًا ومواجهة التزمت والجمود، وأن يكون شخصًا ليس من السهل على الحكومات أو الشركات احتواءه، والذي مبرر وجوده هو أن يمثل هؤلاء الناس والقضايا التي تُنسى أو يُغفل أمرها بشكل روتيني”([xi]).

    ويرى برهان غليون أن المثقفين هم تلك المجموعة من الناس تتميز عن غيرها بما تمتلكه من التفكير في الواقع، والمصلحة العامة أحد همومها وتشارك في عملية الصراع الاجتماعي والسياسي من أجل دفع هذا الواقع بحسب الرؤى التي تراها مشاركة، وقد تتخذ أشكالًا مختلفة سياسية وفكرية([xii]).

   وهناك تعريف لمحمد أركون يصف المثقف بأنه الرجل الذي يتحلى بروح مستقلة، محبة للاستكشاف والتحري، ولها نزعة نقدية واحتجاجية تشتغل باسم الروح والفكر([xiii]). ويعني علي حرب بالمثقف: “من تشغله قضية الحقوق والحريات، أو تهمه سياسة الحقيقة، أو يلتزم بالدفاع عن القيم، المجتمعية أو الكونية، بفكره أو سجالاته أو بكتاباته أو مواقفه، وقد يكون المثقف طوباويًا أو عضويًا، أو ثوريًا أو إصلاحيًا، أو قوميًا أو أمميًا وغيرها، ولكن أيًا كان نموذج المثقف وحقل اختصاصه أو مجال عمله، فهو من يهتم بتوجيه الرأي العام، فهذه صفة المثقف ومهمته، بل هذهِ مشروعيته ومسؤوليته، وهو الوجه الآخر للسياسي، والمشروع البديل عنه، ويستخدم سلطة الكلام أو الكتابة، ويعمل في حقل الإنتاج الرمزي، ويتصرف كصاحب حظوة وامتياز، أي بوصفه يمثل الطليعة وينتمي إلى النخبة الممتازة([xiv]).

    في حين يرى زكي نجيب محمود أن المثقف: “الشخص الذي يحمل في ذهنه أفكارًا من إبداعه أو من إبداع سواه، ويعتقد أن تلك الأفكار جديرة بأن تجد طريقها إلى التطبيق في حياة الناس فيكرس جهده لتحقيق هذا الأمل”(فيما يعدّه حيدر إبراهيم: “ذلك الشخص الذي يتحلى بالمعرفة مضافًا إليها العمل والممارسة ووفقًا للثقافة المكتسبة فالمثقف هو متعلم أو متخصص، وُيعد صاحب قضية اجتماعية أو سياسية يعمل من أجلها وفق رؤية للعالم”([xvi]) .

   كل هذه التعريفات والتصورات تُظهر بشكل جلي الاختلاف حول تحديد مصطلح المثقف إذ نجد من حَدَّده بالمهتم بالشأن العام، في حين رأى آخر فيه التفكير وابتكار الحلول، وهناك من عدّه صاحب المعرفة والتحصيل الدراسي العالي، في حين غيرهم رأى فيه أكثر مما ذكر، ولكن التشخيص الأكثر موضوعية لمصطلح المثقف هو أنه “الشخص المنفرد عن غيره من أفراد المجتمع بقدرته على التفكير وانتقاد الأوضاع وتشخيص المشاكل ووضع .

     صفات وشروط المثقف

والمتتبع لتعريفات المثقف المختلفة يمكن له من خلالها ان يحدد مجموعة من العناصر أو الصفات أو الشروط الواجب توفرها في المثقف، لعل أهمها:

  • أن يتصف المثقف بقدر واسع من الاطلاع والمعارف الفكرية المتنوعة، وأن يكون صاحب معارف لا تحدد بموضوع معين بالذات، وأن معارف المثقف تعبر عن مبادرات فردية لم تنحصر ضمن أفق علمي تخصصي ذي مناهج وقواعد معرفية معينة، ما يدل على ضرورة التفرقة بين المثقف وصاحب التخصص العلمي أو المتعلم.
  • أن يمتلك المثقف القدرة على الإدراك النظري فهمًا وتأسيسًا، أي امتلاك القدرة على فهم ما يطرح من النظريات الفكرية العامة وله قابلية على الإبداع النظري من تأسيس المفاهيم والمناهج المعرفية العامة.
  • أن يستمد المثقف معارفه من النظر والاطلاع على شؤون الواقع وممارسة التحليل الفعلي وبالتالي ضرورة أن يمتلك المقدرة على التفكير والنقد والتمييز بين الآراء التي لها علاقة بالواقع ومجرى الأحداث العامة.
  • الاهتمام بالشأن العام وقضايا المجتمع، وما لهذا الأمر من أهمية نابعة من كون المثقف كائنًا معرفيًا فاعلًا يمكنه أن يؤثر في حركة المجتمع الذي ينتمي إليه ويتفاعل معه بما يبتكره من أفكار وما يقدمه من معارف، وما يساهم به من صنع الرأي العام، ويعبر هذا الشرط عن الحالة الطبيعية من ارتباط المثقف بقضايا المجتمع والشأن العام، فمن مقتضيات هذا الارتباط أن يكون الفرد في تواصل مع القضايا الأكثر إثارة وأهمية ومساسًا بالمجتمع والأمة([xvii]).
  • ممارسة النقد، وهي من الصفات الأساسية للمثقف سواء كان ذلك النقد ثقافيًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا، وذلك النقد يتطلب ارتكاز المثقف على خلفية معرفية يستطيع من خلالها تحديد المساحات الخاضعة للنقد([xviii])، وأن يتموقع المثقف في مقام نقدي أزاء السلطة، وهو دور ملزم للمثقف لا يخلو من مخاطر يجعله يرفض – مهما كان الثمن- التعابير السهلة والأفكار الجاهزة والمواقف الملتبسة في خطابات رجال السلطة وأفعالهم وذوي العقول المتكلسة ولا يقف دوره على رفضها بل المجاهرة برفضها ومواجهتها([xix]).
  • أن يسعى المثقف إلى كشف الحقيقة وفضح الأيديولوجيات المتآمرة على المجتمع والأمة وأن يتجاوز بالعقل كافة أشكال التفكير الخرافي والأسطوري واللاعقلاني من خلال العمل على تنوير الأفراد وإظهار أوجه الحقيقة من دون زيف أو تشويه ولاسيما في القضايا التي تخص حياة المجتمعات والشعوب .
  • أن يتمتع المثقف بالشجاعة الفكرية في فهم المجتمع وظواهره بما يمكنه من مواجهة كافة أشكال السلطة من دون أن يتراجع عن مواقفه الفكرية التي يراها الخيار الأنسب للمجتمع([xx]).
  • أن يتميز المثقف بالاستقلالية والبعد عن العصبية الضيقة التي تجعل من المثقف ضيق الفكر مضمحل التصور، في حين تمنحه الاستقلالية حرية إبداء الآراء بمعزل عن التأثيرات الداخلية والخارجية فيكون له رأيه الخاص المنطلق من عمق المعرفة وقوة الثقافة وسعة الإدراك، فلا يكون للسلطة ولا لعوام الناس تأثير على رأيه ما دام أنه مبني على الموضوعية والحيادية.
  • التواصل مع الغير أو مع الآخر مع الحصانة الفكرية الراسخة وبناء الثقافة الممانعة والمانعة في تكوينه الفكري، وضرورة الاستيعاب لفكر الآخرين والنهل من علومهم واستقطاب النافع من أفكارهم([xxi]).

مفهوم الثقافة

     عند تعريف مصطلح الثقافة لا يختلف الأمر عن مسألة تعريف مصطلح المثقف من حيث كثرة من عرّف هذا المصطلح وتعدد التباينات حوله ما أدى إلى عدم وجود تعريف مانع جامع له، الحال الذي دفعنا إلى إيراد عدد من التعريفات المهمة أو الأكثر شيوعًا للثقافة وانطلاقًا من التعريفات الغربية كونها الأسبق من نظيرتها العربية.

   إذ يقترح ريموند وليامز ثلاثة تعريفات عريضة للثقافة، الأول يمكن فيه استعمال الثقافة للإشارة إلى “عملية عامة للتطور الفكري والروحي والجمالي”، والاستعمال الثاني للإيحاء “بطريقة محددة للحياة سواء كانت لشعب، أم فترة، أم مجموعة”، والثالث يمكن فيه استعمال الثقافة للإشارة إلى “الأعمال والممارسات الفنية وبخاصة النشاط الفني”. وذلك يشير إلى أن الثقافة هنا تعني النصوص والممارسات التي تكون وظيفتها الرئيسة الدلالة على المعنى، أو إنتاجه، أو أن تكوّن المناسبة لإنتاجه([xxii]) .

   ويُعرف إدوارد تايلور الثقافة بأنها: “هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والأعراف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع”([xxiii]).

   ويعرف هنري لاوست الثقافة بأنها: “مجموعة الأفكار والعادات الموروثة التي يتكون منها مبدأ خلقي لأمة ما ويؤمن أصحابها بصحتها وتنشأ منها عقلية خاصة بتلك الأمة تمتاز عن سواها”(ويعرفها آرنست باركر بقوله: ” الثقافة ذخيرة مشتركة لأمة من الأمم تجمعت لها وانتقلت من جيل إلى جيل خلال تاريخ طويل، وتغلب عليها بوجه عام عقيدة دينية، هي جزء من تلك الذخيرة المشتركة من الأفكار والمشاعر واللغة”(في حين أن أهم التعريفات العربية كانت لمالك بن نبي الذي عَرَّفَ الثقافة بأنها: “مجموعة الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته، وتصبح لا شعوريا العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه”(ويأتي تعريف زكي نجيب محمود للثقافة بأنها: “حالة توجه الإنسان في اتجاه سيره، وفي ردود أفعاله، وليست محصولًا من معارف ومعلومات في حد ذاتها، بل هي الزهرة التي تنبتها تلك المعلومات والمعارف”([xxvii]). ويُعرف حسين الصديق الثقافة بأنها: “مجموع المعطيات التي تميل إلى الظهور بشكل منظم فيما بينها مشكّلة مجموعة من الأنساق المعرفية الاجتماعية المتعددة؛ التي تنظم حياة الأفراد ضمن جماعة تشترك فيما بينها في الزمان والمكان: فالثقافة ما هي إلا التمثيل الفكري للمجتمع والذي ينطلق منه العقل الإنساني في تطوير عمله وإطلاق إبداعاته، فهي بهذا المعنى تختلط بالمجتمع وتصبح هويته في كافة أبعاده المادية والمعنوية”([xxviii]).

     مثلما تُعرف الثقافة بأنها: “عبارة عن النسيج الكلي الذي يقدم الفرد خلاله طباعه وشخصيته، ويحدد للأمة مميزاتها المادية والروحية والفكرية والفنية والوجدانية، وتشمل جميع المعارف والقيم والالتزامات الأخلاقية وطرائق التفكير والإبداع الجمالي والمعرفي والتقني، وسبل السلوك والتصرف والتعبير، وطراز الحياة، كما ويشمل تطلعات الإنسان للمثل العليا ومحاولاته في إعادة النظر بمنجزاته، والبحث الدائم عن مدلولات جديدة لحياته وقيمه ومستقبله([xxix]).

   إلا أن تعدد تعريفات الثقافة واختلافها وعدم وجود تعريف مانع جامع لها لا يمنع من إمكانية دمج عدد من هذه التعريفات ذات الانسجام المعرفي في بنيان واحد لغرض إخراج تعريف شامل للثقافة حتى تكون بحسب هذا الدمج: “هي هذا الكل المعقد المتشابك الذي يتضمن المعرفة والعقيدة والحقوق والأخلاق والأعراف، وكل قدرات أخرى اكتسبها الإنسان كفرد في المجتمع”([xxx]).

العلاقة بين المثقف والثقافة

     إذا كانت الثقافة تضم مجموعة من الأفكار والمفاهيم والمعلومات وكل ما يتعلق بالإنسان والطبيعة وماهية العلاقة بينهما عبر أبعاد الزمن الثلاثة، الماضي والحاضر والمستقبل، فإن المثقف هو ذلك الإنسان الذي يتكون تفكيره من تلك الأفكار والمفاهيم والمعلومات يضاف إليها ما يمتلكه من الخبرة العامة التي تكوّنها تجاربه السابقة والناتجة عن احتكاكه بالواقع المعاش([xxxi]). ما يعني تلازم الثقافة والمثقف، فلا تظهر الثقافة من دون المثقف ولا وجود للمثقف بدون الثقافة([xxxii]).

    وتأتي العلاقة بين المثقف والثقافة على شكل صورة جوهرية وثيقة لا تنفصم، بحيث لا يمكن فهم المثقف من دون تحديد للثقافة كون المثقف وليد الثقافة، صقل بها وتشكل في بوتقتها، وتتمثل الثقافة انثروبولوجيًا في العلاقة الحيوية بين الإنسان والوجود مسلكًا وروحًا وفعلًا  وحياة، وهذا يعني أن الثقافة بشكلها الأنثروبولوجي هي الحياة الإنسانية بأشمل معانيها وأعمق تجلياتها، وأن المثقف هو المرآة التي تنعكس فيها الثقافة الواعية الإبداعية للمجتمع الإنساني إذ يتماهى المثقف مع إرادة التغيير في الحياة ويتفاعل مع الثقافة بوجهها الإنساني على حد سواء. وبغية إظهار العلاقة بشكل أبلج لابد من المقارنة بين المثقف والثقافة إذ تشكل الثقافة المحمول بينما المثقف حاملها، والثقافة هي المنتوج والمثقف منتجها ونتاجها في آن واحد([xxxiii]).

أنواع المثقف

   يسري على أنواع المثقف ما يسري على تعريف المثقف حيث الاختلاف والتباين في تصنيف المثقفين وامتلاكهم لصفات وخصائص في كل نوع من الأنواع، ويمكن إدراج عددًا من أنواع المثقف أهمها:

  • المثقف العضوي، وهو المثقف الذي يظهر في الساحة الاجتماعية مع ظهور طبقة جديدة متقدمة، فيجعل نفسه بمثابة المبشر والمنظر لهذه الطبقة والعامل على ضمان وجودها داخل المجتمع، ويرتبط وجوده بتكوين طبقة متقدمة، ويعمل على الترويج للخطاب السائد لدى الطبقة المهيمنة والمتمكنة داخل المجتمع، وكثيرًا ما يتقاطع دور هذا المثقف مع السلطة([xxxiv]).
  • مثقف السلطة ( مثقف البلاط)، وهو المثقف الذي يعمل تحت ظل السلطة، ويشكل أحد وسائلها للترويج عن سياساتها وملتزم ببرنامجها ويتبنى خطابها ويسوغ سلوكها ويدافع عن بطش السلطة، ويرغب بالحفاظ على الوضع الراهن مهما كانت إفرازاته ونتائجه([xxxv]) .
  • المثقف الثوري، وهو المثقف الساعي بفعالية ونشاط إلى التغيير وانتقاد الواقع وكشف الحقائق، كل ذلك بغية الوصول بالمجتمع إلى التقدم والتخلص مما يعانيه من مظاهر سلبية، والمثقف الثوري يكون أكثر من غيره استعدادًا للتضحية ونصرة قضايا الأمة، ولا يتهادن مع ما يعيق الوصول إلى الهدف المنشود للارتقاء بالمجتمع، وفي الغالب يتعارض هذا المثقف مع النظام الحاكم أو يثور عليه لإسقاطه([xxxvi]).
  • المثقف المستقل، وهو المثقف الذي لا ينتمي لأي حزب ولا أي أيديولوجية أو تيار ما ويتصف بالحياد والموضوعية، ويهتم بالتركيز على إنتاج أعمال ثقافية، تهدف للتعبير عن الهموم اليومية للمواطن ويتولى أيضًا مهمة المراقب عن بعد، الذي يفكر خارج صندوق الحكم([xxxvii]).
  • المثقف المؤدلج، يعتنق هذا النوع من المثقفين أيديولوجيات معينة قد تكون علمانية أو دينية أو قومية وغالبًا ما يكون المثقف هنا أسيرًا للأيديولوجيا التي يعتنقها مما يجعله مكبلًا بالدفاع عنها وتنزع عنه ميزة النقد الموضوعي والحيادي التي من المفترض أن يتحلى بها المثقف، اذ لا يرى سوى أخطاء غيره ومزايا الجهة التي ينتمي اليها، ويعمل على تحقيق الأيديولوجيا حتى وإن كانت على حساب الوطن والمبادئ والمصلحة العامة كونه يغلفها تحت مفهوم المصلحة العامة في حين أنها تضر بها([xxxviii]).
  • المثقف المهادن، هذا المثقف يحاول التماشي مع الوضع الراهن والتأقلم مع معطياته ومسايرة السلطة الحاكمة والفواعل المؤثرة في المجتمع والتكيف مع التطورات التي يمر بها المجتمع، وعندما يفقد المثقف أهميته ودوره المطلوب في بناء المجتمع وغالبًا ما يصبح أو يُستغل ليكون أداةً بيد السلطة الحاكمة للترويج لسياستها.
  • المثقف اليقيني، هو المثقف صاحب اليقين الراسخ والموقن بفكرة أو أيديولوجية أو منظومة فكرية محددة وذات جاهزية عالية في تقديم الأجوبة، ويعمل على نشر ما يوقن به، وبإقناع من حوله على الإيمان به([xxxix]).
  • المثقف الحزبي، هو الذي انتسب إلى حزب سياسي معين بناءً على قناعة وعقيدة بهذا الحزب من قبل المثقف وبالرغم من أنّ ذلك لا يفقده مصداقيته بيد أنها تؤثر في وظيفته النقدية.
  • المثقف المهاجر، هو من المثقفين الذي اضطروا للهجرة إلى خارج وطنهم وانفتحت لهم الآفاق في المهجر واستعملوا أدواتهم الثقافية لنشر الوعي لدى المجتمعات المختلفة ورسم تصوراتهم المستقبلية لمجتمعاتهم ولثقافاتهم([xl]).

   فضلًا عن هذه التصنيفات نجد من يقسم المثقفين على المثقف التابع والمثقف الكوني والمثقف المقاوم والمثقف التقليدي والمثقف العضوي والمثقف الحقيقي والمثقف المزيف([xli]). وهناك من ذهب إلى أن المثقفين يتوزعون بين مثقف السلطة ومثقف الشعب ومثقف الذات والمثقف المدجن([xlii]). في حين في تقسيم آخر نجد أن المثقفين توزعوا على المثقف المراوغ، والمثقف الترزي، والمثقف المقاول، والمثقف الاجتراري، والمثقف الكوني أو الكوكبي([xliii]).

التحديات التي تواجه المثقف

   لا شك أن الدور المهم والمسؤولية التي تقع على عاتق المثقفين ليست بالسهلة أو اليسيرة كونها تتضمن فعل النقد والتغيير والإصلاح والبناء، ما يؤدي إلى أن تعترضها، تحديات عدة أهمها:

  1. يواجه المثقفون تحدي السلطة الذي يحتوي على وسائل عدة تتعامل بها معهم بحسب قربهم منها أو ابتعادهم أو معارضتهم لها، التي تختلف بين الإغراء ومحاولة الكسب والابتزاز وصولًا إلى القمع والتنكيل، فالمثقفون الذين يعارضون السلطة وينتقدون سياستها يتعرضون لتحدي إغراء السلطة لكسبهم أو تحييدهم أو للقمع والتضييق في حال وجود حكومات وأنظمة استبدادية([xliv]) .
  2. استشراء حالة من الوهن والإحباط والتفكك تعيشها المجتمعات انعكست بشكل سلبي على دور المثقف بعده أحد أفراد هذه المجتمعات.
  3. وجود أزمة إقصاء الآخر ووجود حركات وتيارات دينية وقومية تتبنى رؤية صلاحية وجودها دون غيرها ما يصعب على المثقفين القيام بمهمتهم في التعامل مع قضايا الشأن العام مع وجود هكذا أشخاص وتيارات لا تعترف بوجودهم.
  4. تُعد مسألة عدم وجود البيئة الديمقراطية المناسبة التي تتيح للمثقف الحركة والحرية التي يتمكن من خلالها ممارسة نشاطه المطلوب أحد التحديات التي يواجهها هذا المثقف.
  5. التباين في المستويات المعيشية بين المجتمعات أدى إلى عدم توازن الطبقة الثقافية بحيث يعاني العديد من المثقفين من الحرمان والعجز عن توفير احتياجاتهم الاجتماعية في عدد من الدول ولكن بالمقابل يعيش عدد منهم في ترف ورفاهية في دول أُخرى.
  6. يتعرض المثقف للعديد من العوامل المحبطة التي تعيق إنتاجه والتقدير الذي من المفترض أن يلقاه فيتحول إلى إنسان محطم ومنزوي([xlv])، فواقع سيطرة السياسي على مجريات الأحداث جعلت المثقف تحت وطأة حالة من اليأس أو ما يشبه “القهر الفكري”، وذلك مصحوبًا بعدم استطاعته ممارسة دوره مبشرًا بالفضيلة والتنوير، ما أدى إلى عزلته وإقصائه([xlvi]).
  7. يعيش العديد من المثقفين بحالة من الاغتراب إذ يشعرون بالعجز تجاه مجتمعاتهم، ويشعرون تبعًا لذلك بعد الانسجام في هذه المجتمعات، وبوجود هوّة كبيرة بين الواقع وما يطمحون الوصول إليه، ما أدى إلى وجود حالة من التنصل عن الواقع، وهذا الاغتراب يفقد المثقفين الزخم اللازم للقيام بدورهم الطليعي في التصدي للأزمات التي تواجه المجتمع([xlvii]).
  8. تواجه المشاريع التي يطرحها المثقفون مسألة قابليتها للتنفيذ، ففي حال تقديمهم لمشاريع مثالية لا تحاكي الواقع فإنها ستُعدم بصخرة التطبيق مما يجعل مصداقيتهم محل اختبار قاسٍ([xlviii]).

 

 

 

 

 

 

 

 

“الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز برق للاستشارات والدراسات المستقبلية 

جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للاستشارات والدراسات المستقبلية © 2018

 

 

[i]– أحمد معط الله، “رؤية إدوارد سعيد للمثقف العربي بين الالتزام والأيديولوجيا”، مجلة العلوم الإنسانية، العدد 5، (2016)، ص51 .

[ii]– عبدالفتاح العلمي، “واقع ومستقبل المثقف العربي في ظل التحديات التي تعيشها البلاد العربية”، مجلة البحوث والدراسات الإنسانية، العدد 5، (2010)، ص158-159.

[iii]– منوبي غباش، حول دور المثقف (الرباط: مؤسسة مؤمن بلا حدود للدراسات والابحاث، 2015)، ص5.

[iv]– عدنان عويد، المثقف العربي بين شهوة السلطة وقيم الأيديولوجيا، الرابط: http://saotaliassar.org/Writer/AdnanUwaied/ArabIntektuellen.htm

[v]– فوضيل عدنان، “خطابات الفايسبوك وخطاب المثقف – مقاربة سيميائية ثقافية”، رسالة ماجستير، جامعة مولود معمري، كلية الآداب واللغات، تيزي وزو، 2011، ص 54-55 .

[vi]– نادية رمسيس فرح، المثقفون والدولة والمجتمع المدني، في: مجموعة مؤلفين، غرامشي وقضايا المجتمع المدني (دمشق: دار كنعان للدراسات والنشر، 1991)، ص 319-320 .

[vii] – فتحي الحبوبي، المثقف وهواجس قول الحقيقة وفعل التغيير واستقلالية الموقف، الرابط: http://cutt.us/IrhPv

[viii] – نبيل فازيو، “في التلقي المغربي لمفهوم المثقف: (عبد الإله بلقزيز نموذجاً)”، مجلة المستقبل العربي، العدد 452 (بيروت: 2016)، ص 151 .

[ix] – علي طاهر الحمود، الدولة والأمة في مخيال الانتليجيسيا الشيعية في العراق ، (عمان : مؤسسة فريدريش بيروت – مكتب عمان، 2017)، ص7.

[x] – جيرار ليكلرك، سوسيولوجيا المثقفين، ترجمة جورج كتوره (بيروت: دار الكتب الجديدة المتحدة، 2008)، ص 18.

[xi] – إدوارد سعيد، صور المثقف، ترجمة غسان غصن (بيروت: دار النهار، 1996)، ص28.

[xii] – نعيمة بن خدة، “المثقف والسلطة عند إدوارد سعيد”، رسالة ماجستير، جامعة وهران، كلية العلوم الاجتماعية، وهران، 2011/2012، ص 18.

[xiii]– إسعاف حمد، “المثقف العربي: إشكالية الدور الفاعل”، مجلة جامعة دمشق، المجلد 30، العدد 3-4 (دمشق: 2014)، ص343 – 344 .

[xiv]– طارق مخنان، “أزمة غياب دور النخبة المثقفة الجزائرية في التغيير”، رسالة ماجستير، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، 2011-2012، ص45 .

[xv] – عبد الفتاح العلمي، مصدر سبق ذكره، ص 160.

[xvi]– المصدر نفسه، ص 160.

[xvii]– انظر: يحيى محمد، ثلاث بنى عقلية منتجة، المثقف العلماني والديني والفقيه، الرابط: http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=338397&r=0

– يحيى محمد، المثقف العربي وبناء الواقع الحديث، صحيفة المثقف، العدد 3847 ، 18-3-2017 .

[xviii] – إبراهيم الشافعي، من هو المثقف؟، الرابط : http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/13999/

[xix]– بنسالم حميش، عن المثقفين وتحولات الهيجمونيا (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2015)، ص 3.

[xx]– مصطفى العوزي، مفهوم المثقف من البناء إلى التطور التاريخي، الرابط: http://cutt.us/rr8eH

[xxi]– موقع المسلم الإلكتروني، صفات المثقف بين الواقع والطموح، الرابط: http://almoslim.net/node/83576

[xxii]– جون ستوري، النظرية الثقافية والثقافة الشعبية، ترجمة: صالح خليل أبو أصبع وفاروق منصور (أبو ظبي: هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة – مشروع كلمة، 2014)، ص 16 .

[xxiii]– نور الدين هميسي، المثقف والإعلام: العداء الكلاسيكي والمنعرج الإلكتروني، الرابط: http://cutt.us/zxYC5

[xxiv]– عنود الشايش الخريشا، اساس المنهج واللغة (عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع، 2013)، ص 117.

[xxv]– حاج ابا أدم الحاج ، اثر الثقافة الاسلامية على الثقافة الافريقية (دراسة حالة مردود الثقافة الافريقية غرب افريقيا)، ص 2، الرابط: http://www.sustech.edu/staff_publications/20110516094939476.pdf

[xxvi]– محمد يتيم، في نظرية الاصلاح الثقافي .. مدخل لدراسة عوامل الانحطاط وبواعث النهضة (القاهرة: دار الكلمة للنشر والتوزيع، 2012)، ص 62.

[xxvii]– نصار جرادة، المثقف والثقافة، الرابط: http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=25062

[xxviii]– هيا علي الفهد، “دور الصفحات الثقافية في الصحف الخليجية بزيادة الوعي الثقافي للقراء”، رسالة ماجستير، الجامعة الأهلية، كلية الآداب والتربية والعلوم، المنامة،2011، ص 5.

[xxix]– فادي علان علي جمعة، “دور المثقف في ثورات الربيع العربي وعلاقته بالسلطة السياسية”، رسالة ماجستير، جامعة النجاح الوطنية، كلية الدراسات العليا، نابلس، 2015، ص 14.

[xxx]– صقر ابو فخر، “نقد المثقف أم موت المثقف”، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد29، المجلد 8، (1997)، ص8 .

[xxxi] – أحمد معط الله ، مصدر سبق ذكره ، ص50

[xxxii]– عباس النوري، تعريف المثقف والثقافة، الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=116107

[xxxiii]– علي اسعد وطفة، المثقف النقدي مفهوماً ودلالة، الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=470466

[xxxiv]– مصطفى العوزي، مصدر سبق ذكره .

[xxxv]– “عن المثقف والتحديات الراهنة”، مجلة النبأ، العدد 83، تموز 2006 .

[xxxvi]– ريهام عودة، طبيعة دور المثقفين العرب وجدية علاقتهم بالسلطة، الرابط: http://cutt.us/VgYFN

[xxxvii]– المصدر نفسه .

[xxxviii]– صالح نملة، المعرفة المؤدلجة، صحيفة الرياض، العدد 13826، 2/5/2006 .

[xxxix]– خالد الحروب، المثقف القلق، الرابط: http://cutt.us/Rr77M

[xl]– سعاد حكيم، خمسة أنواع من المثقفين، الرابط : http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/dd1cdd05-99ef-4f64-a189-e49b0a20c84d

[xli]– للمزيد انظر: منوبي غباش، مصدر سبق ذكره، ص 6-20 .

[xlii]– محمد صابر عبيد، هزيمة المثقفين العرب، صحيفة النهار، 9/8/2014 .

[xliii]– سامح بلعيد، ثقافة مجتمع وثقافة نخبة، الرابط : http://www.diwanalarab.com/spip.php?article23803

[xliv]– ايمن طلال يوسف وخالد محمد صافي، “التفاعل الإيجابي بين المثقف العربي وقضايا الوطن والأمة: إدوارد سعيد والقضية الفلسطينية أنموذجاً”، مجلة الجامعة الاسلامية (سلسلة الدراسات الإنسانية)، المجلد 15، العدد 12 (2007)، ص 321 .

[xlv]– محمد المسيعيد، منظر المثقف، الرابط : http://www.alyaum.com/article/2592222

[xlvi]– صالح الديواني، غياب المثقف العربي عن معترك الثورات العربية، الرابط: http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=6063

[xlvii]– إسعاف حمد، مصدر سبق ذكره، ص 253 .

[xlviii]– انظر: كريم أبو حلاوة، المثقف العربي بين السلطة والمجتمع، الرابط: http://www.mokarabat.com/s1341.htm

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى