الاصداراتمتفرقات 1

التغيرات الثقافية الناتجة عن صعود تيار السلفية الجهادية في سوريا

التغيرات الثقافية 2
المبحث الأول: مفهوم السلفية الجهادية
أولاً: مفهوم السلفية الجهادية
معنى السلف في اللغة:
تأتي كلمة السلف في اللغة بمعانٍ عديدة منها ما جاء في لسان العرب: “السلف: من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، واحدهم سالف، ومنه قول طفيل الغنوي يرثي قومه:
مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ
أَراد أَنهم تَقَدَّمونَا، وقصدُ سَبيلِنا عليهم أي نموت كما ماتوا فنكون سلفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا، وفي الدعاء للميت: واجعله سلفاً لنا، قيل: هو من سلف المال كأنه قد أسلفه وجعله ثمناً للأجر والثواب الذي يجازى على الصبر عليه، وقيل: سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح “().
معنى السلف في الاصطلاح الشرعي:
يقول الشيخ ابن عثيمين: ” السلف هم الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين؛ كالإمام أحمد بن حنبل، ومالك، والشافعي، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، وغيرهم من أئمة المسلمين.
وهل يمكن أن تكون السلفية في وقتنا الحاضر؟
نعم يمكن ونقول: هي سلفية عقيدة، وإن لم تكن سلفيةً زمناً؛ لأن السلف سبقوا زمناً، لكن سلفية هؤلاء سلفية عقيدة، بل عقيدة وعمل في الواقع، وهم بالنسبة لمن بعدهم سلف، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في زيارة المقابر: (أنتم سلفنا ونحن بالأثر()) “()
السلفية والجهاد:
ربما يطول بنا البحث لو ذهبنا نستقصي حول تاريخية العلاقة ما بين السلفية كانتماء فكري  والجهاد كنهج حركي خاصةً أن أولئك الذين أسسوا للانتساب إلى السلف كانوا عبر تاريخهم يشكّلون أحد تيارات الإصلاح في  مواجهةٍ مع الأنظمة القائمة وتعرضوا لأنواع من الأذى والتعذيب بدايةً بالإمام أحمد بن حنبل الذي يعدّه السلفيون مؤسّس هذا المنهج() مروراً بابن تيمية() ثم مَن تابعه في فهمه واجتهاده وصولاً إلى حركات السلفيّة الجهادية المعاصرة حيث “استقر مصطلح السلفيّة الجهاديّة في وسائل الإعلام ليعبّر عن تيّارٍ جهاديٍ ذي صبغةٍ عالمية، لكنّه في عُرف أصحاب التيار لا يكفي لبلوغ المعنى الدقيق له، فضلاً عن أن تسويقه ينطوي على حصر التيار في أطرٍ ضيقةٍ، لا تتوافق أصلاً مع تاريخية النشأة، ولا مع الأهداف والطموحات المرجوة منه.
لذا فـ “الوهابية” مثلاً تمثل أحد المصادر الشرعية والتاريخية للفكر الجهادي العالمي لكنها ليست المصدر الوحيد، وتبعاً لذلك ليست السلفية “الوهابية” الجهادية هي “التيار الجهادي العالمي” ولا هي المخوّلة بالتحدث باسمه، إذ إن التيار الجهادي أوسع، في مرجعياته ومكوناته، من أية مرجعيةٍ منفصلة().
وبهذا نستطيع القول إن السلفية الجهادية المعاصرة هي أحد وجوه التطور الطبيعي للحركة السلفية التي قادها محمد بن عبد الوهاب (1703 – 1791) ثم أخذت  تتشكل مطلع القرن الماضي كغيرها من حركات التحرر والإصلاح لتعمل على بعث الأمة وإعادة مجدها، متخذةً في سبيل ذلك مسارين مهمين قاد كلاً منهما رجالٌ على درجة من الخبرة والمعرفة، أحدهما المسار العلمي والذي تبلور فيما بعد بالسلفية العلمية، والثاني المسار الجهادي الذي تطور  خلال العقود الماضية متأثراً بالأحداث والأدبيات التي صاغها عدد من قادته وشيوخه،  وربما يكون شكري مصطفى الذي أسس جماعة التكفير والهجرة() في مصر عام 1971م أحد أهم محطات السلفية الجهادية التي بدأت حينها  تتحول نحو عولمة الجهاد وتكفير الأنظمة والتكفير بقضايا الولاء والبراء.  
ثانياً: الأسس الفكرية للسلفية الجهادية

  1. الارتكاز إلى العقيدة الإسلامية واعتبارها مرجعية الحركة ومصدر التصرف()
  2. اعتبار الحكومات الحالية هي امتداد لاحتلال الأمة سواءٌ كانت أنظمةً وكيلةً  أو أنظمةً مستقلة لكنها تدور في فلك النظام العالمي() وهي حكومات كفر وردة باعتبار ولائها وتبعيتها لدول الكفر
  3. اعتبار علماء الأمة بأفرادهم ومجامعهم الفقهية والعلمية “عبارة عن هيكل مفلس منهار لا يصلح بحال لمواجهة هذه الهجمة”()
  4. عولمة الجهاد واستباحة كافة بلاد غير المسلمين واعتبارها أرض حرب مفتوحة يجوز استهداف المدنيين والعسكريين دون تمييز بين الصغير والكبير().
  5. الغاية هي تطبيق الشريعة ونشر الدين وليس العمل على التنمية أو تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتقديم الخدمات للناس.

ثالثاً: موقع السلفية الجهادية بين تيارات السلفية الثلاث:
 

  • السلفية العلمية:

كانت في سوريا حركة علمية نهضوية إصلاحية تمثلت في جمعية الغراء التي أسسها الشيخ عبد الغني الدقر عام 1924 وجمعية التمدن الإسلامي التي أسسها أحمد مظهر العظمة عام 1930 حيث أصدرت مجلة التمدن واستمر صدورها إلى ما بعد أحداث حماة عام 1982 ومع حل الأحزاب وشمولية الحكم تفككت الجمعيات العلمية وتحول علماؤها إلى السلفية العلمية والجدل في قضايا الاعتقاد.().
جاءت الثورة السورية ليجد علماء السلفية العلمية ودعاتها مناخاً مناسباً لنشر المذهب السلفي وتعزيز وجوده سواء من خلال بعض الفصائل المقاتلة كجيش الإسلام وأحرار الشام، أو الجمعيات والهيآت كهيئة الشام الإسلامية التي تعتبر أهم مصدر للسلفية العلمية بعد اندلاع الثورة السورية().
 

  • السلفية الجهادية:

كانت السلفية الجهادية قد بدأت تتشكل كتيارٍ له أدبياته وأعماله في أفغانستان عقب الحرب السوفياتية وبدأ علماء السلفية العلمية في بعض البلدان كالسعودية ومصر  يفتون بضرورة الجهاد في أفغانستان() حيث كان توجه الأنظمة إلى دعم المجاهدين في سبيل إلحاق الهزيمة بالروس واستقطبت أفغانستان عدداً كبيراً من المجاهدين العرب كان من بينهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ليؤسسوا لاحقاً تنظيم القاعدة لتكون المظلة والممثل لتيار السلفية الجهادية في العالم.
ولعل بذور السلفية الجهادية في سوريا قد بدأت تنبت منذ عهد حافظ الأسد وخاصة في عقد التسعينيات حيث كانت أشرطة الكاسيت تتحدث عما يلاقيه المسلمون في البوسنة، كما أن عمليات المقاومة التي كانت تقوم بها حركة حماس والجهاد الإسلامي ألهبت مشاعر الجيل الصاعد، واطلاع الناس على حجم مأساة ما حصل في تدمر بعد الإفراج عن المئات عام 1992 ثم إعلان الجهاد ضد الروس في الشيشان وأحداث الجزائر، كل ذلك ساهم في خلق مناخ يغري الشباب بقضية الجهاد ومحاولات الالتحاق بمناطقه ومجموعاته.().
بعد أحداث الحادي عشر من أيلول بدأ تيار السلفية الجهادية بالصعود في عموم البلاد العربية، ثم إن انتقال الحرب من أفغانستان إلى العراق جعل الشباب السوري أمام مواجهة مباشرة مع المحتل ليتسع الاستقطاب ويكثر الأتباع فتأسست دولة العراق الإسلامية تشرين الأول من عام 2006 لتكون محطة جديدة في تاريخ السلفية الجهادية.
ثم جاءت الثورة السورية لتفتح الحدود بين العراق والشام وتستقطب أعداداً أكبر من أبناء الأمة الإسلامية وتخلق مناخاً لتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام حيث أعلن أبو بكر البغدادي عن اندماج جبهة النصرة مع الدولة الإسلامية في العراق في نيسان من عام 2013 لتكون تطوراً جديداً في دورة حياة السلفية الجهادية.
ومع ذلك فإنه لا يبدو أن السلفية الجهادية على تنسيق عالمي فيما بينها، فأداؤها في اليمن يختلف عما هي عليه في العراق، وفي العراق تختلف عما هي عليه في الشام، كما أن انشطارها على ذاتها يدل على ذلك الخلل المنهجي والتنظيمي الذي تعاني منه الحركة كمشروع عالمي،  ففي سوريا وبعد إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام أعلن الجولاني انشقاقه بجبهة النصرة  عن الدولة وتبعيته لتنظيم القاعدة، ليصل الخلاف بينهم إلى المواجهة والقتال، بينما كان تنظيم جند الأقصى يقف على الحياد، وعندما وقع الخلاف بين جند الأقصى وأحرار الشام، وقفت جبهة النصرة إلى جانب جند الأقصى تناصره وتؤويه، ثم أعلن الجولاني الحرب عليهم ليقتل عدداً منهم ويلحق الآخرين بالرقة عاصمة الدولة الإسلامية.
 

  • السلفية المدخلية (الجامية):

يرى بعض الباحثين أن بداية ظهور تيار السلفية المدخلية كان عام 1992 إبان غزو العراق للكويت ونزول قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الشواطئ العربية لغزو العراق، حيث برز هذا التيار كمعارض لبعض المشايخ الذين استنكروا نزول القوات الأمريكية في الخليح العربي، حيث تزعم هذا التيار كل من الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي() .
تتلخص أهم أفكار المداخلة في موالاتهم للأنظمة ومعاداتهم للحركات الإسلامية وغلوهم في التفسيق والتبديع والتأثيم، والقدح بالعلماء والنيل منهم، وسوء الظن بالمخالف، وتصيد الأخطاء واتباع العثرات فإذا كانت الكلمة من عالم تحتمل أوجهاً أخذوا أشدها سوءاً ثم مهما حاول أن يبين ويوضح اتهموه بالكذب والخداع.().
وفي ذات الفضاء الذي شكّلته الثورة السورية لكثير من التيّارات بالتمدد والانتشار وكردة فعلٍ على الحركات الإسلامية والسلفية الجهادية فمن الملاحظ نشاط بعض الجمعيات التي تعود في فكرها ودعوتها إلى أصول الدعوة الجامية المدخلية كبعض الدعاة في مركز أهل الحديث الدعوي ومركز أهل الأثر في الريحانية، حيث يركزون في دروسهم وخطب الجمعة التي تقام في تلك المراكز على بطلان دعوى الجهاد في بلاد الشام، ورد أدلة من يعتبر أن القتال في بلاد الشام قتال مشروع، وإنما يعزونه إلى الفتنة الداخلية والخروج على الحكام.
وكذلك مركز الإمام الألباني في ريف معرة النعمان الشرقي الذي كان في بدايته تحت مسمى جمعية أهل الأثر ثم تحول إلى مجمع الإمام الألباني حيث يروج بعض الدعاة العاملين فيه لتخطئة الثورة السورية واعتبارها سبباً للخراب والدمار واتهام الإخوان المسلمين بالردة والعمالة واعتبار السيسي خيراً من مرسي وتحريم الخروج على الحكام().
 
 
المبحث الثاني: نشأة السلفية الجهادية في سوريا
مرحلة جديدة:
شكلت أحداث الحادي عشر من أيلول منعطفاً جديداً في تاريخ السلفية الجهادية حيث أصبح أسامة بن لادن يشكل رمزاً للجهاد العالمي وبدأت أشرطته التي تبث عبر الجزيرة تتابع باهتمام بالغ تاركة أبلغ الأثر في نفوس الشعوب المضطهدة المستضعفة.
كان النظام السوري لا يمنع الدعاة من إلهاب عواطف الناس بقضايا المقاومة والممانعة وشرح عداء الأمريكيين والغرب لأمة الإسلام، بل إن ما تدلّ عليه الأحداث اللاحقة أن هذا كان جزءاً من استراتيجية النظام ومطالبه.
في تلك الأثناء بدأت الأقراص الليزرية الجهادية تنسخ في المكاتب العامة خاصةً في كلٍ من حلب وريفها وإدلب وريفها حيث انتشر بين الناس فيلم وثائقي عن الحرب الشيشانية بعنوان (جحيم الروس) يعرض بطولات المجاهدين في الشيشان ومقاطع من العمليات والخطب التي كان يوجهها القائد خطاب لشباب الأمة وعلمائها.
 
ظاهرة أبو القعقاع:
ظهرت دعوة محمود قول أغاثي الجهادية في حي الصاخور في مدينة حلب عام 2001 إبان الانتفاضة الفلسطينية لتشكل دافعاً جديداً من دوافع الحماس والتعبئة، حيث الأعداد الهائلة من الشباب تنتظر يوم الجمعة ليلهب أبو القعقاع عواطفه بخطبه النارية في جامع العلاء بن الحضرمي().
إن ما ينبغي أن نقف عنده هو أن يكون لهذا الرجل كل هذا النشاط الجهادي التعبوي في ظل القبضة الأمنية التي كان يمارسها النظام السوري عموم الملتزمين فضلاً عن دعاة السلفية والجهاد.
الحرب على العراق:
وعندما بدأت الحرب الأمريكية على العراق كان الناس ينتظرون من أبي القعقاع أن يقودهم باتجاه ساحات الجهاد لكن ما حصل أنه أرسل وجند الآلاف من الشباب، دون أن يكون له دور مباشر في قيادتهم والجهاد إلى جانبهم، ولعل ما يفسر لنا تشجيع النظام للدور الذي كان يقوم به أبو القعقاع هو الفتوى الرسمية التي صدح بها المفتي الرسمي أحمد كفتارو والتي دعت الشباب إلى الجهاد في العراق علناً وأنه أصبح من أهم واجبات الدين.()
كان النظام السوري يسمح بخروج المجاهدين إلى العراق من خلال المعبر الرسمي بين البلدين وكان المجاهدون يمنحون بطاقة كتب عليها (بطاقة مجاهد) يطلب منهم أن يحتفظوا بها للعودة. ثم بعد ذلك كان النظام يجمعهم على دفعات ثم يسمح لهم بالمرور من وراء البوابة الرسمية للحدود.
أهداف النظام السوري:
لقد حقق النظام من تجييش عواطف الشباب وإلهابها عدداً من الأهداف الاستراتيجية الأمنية الهامة يمكن تلخيصها فيما يلي:

  1. حصر الشباب المجاهدين في سائر الشمال السوري من خلال شبكة أبي القعقاع حيث لم يبق أحد ممن يحمل شيئاً من عاطفة الجهاد إلا خدع بحركة أبي القعقاع ووقع فريسة في حباله.
  2. إرسال الشباب إلى معركة غير متوازنة في أرض العراق ليحرقوا فيها كما يحرق الحطب فيكتفي النظام شر بقائهم ويجعل منهم وقوداً للحرب الدائرة على حدوده.
  3. ظهر النظام بمظهر المقاوم المجاهد الممانع فنال من الشعبية بين أهل السنة ما لا يناله بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية حيث كرس الإعلام الرسمي تغطيته للحرب الدائرة وأوقف سائر البرامج الاعتيادية إلى يوم سقوط بغداد.
  4. استطاع النظام حصر العائدين من العراق وزج بهم في سجن صيدنايا منتظراً فرصة احتياجه إليهم ليستفيد منهم مرتين.

 
الجامعة اليوسفية:
وهكذا أصبح سجن صيدنايا يمثل (الجامعة اليوسفية) في نظر كل من أطلق سراحه منه.() فمع بداية عسكرة الثورة السورية وانطلاق عمليات الجيش الحر أطلق النظام المئات ممن جاهدوا في العراق ليجدوا أنفسهم أمام ثورة جديدة وأحداث تسمح لهم بإحياء نظريات جامعتهم فأسلموا الثورة وأسسوا الحركات الجهادية الإسلامية ابتداء بحركة أحرار الشام التي كانت في بداياتها لا تتورع عن تكفير الإخوان المسلمين والجيش الحر وسائر الحكومات والأنظمة العربية ثم بدأت سلسلة المراجعات التي لم تتوقف حتى اليوم.
لم يتوقف استثمار النظام في العواطف الدينية والحركات الجهادية عند هذا الحد بل تحول الأمر إلى الاستثمار العالمي فدخلت جبهة النصرة على خط المواجهة بعد إزالة الحدود السورية العراقية وهكذا أصبحت جبهة النصرة تنظيم القاعدة في بلاد الشام واقعاً في الثورة السورية، وتبرع الإعلام بتضخيمها والترويج لها، حتى اختزلت الثورة السورية في عملياتهم وقتالهم.
 
الدولة الإسلامية في العراق والشام:
في عام 2013 كان تنظيم الدولة يعمل في سوريا  تحت اسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) دون أن يقوم بأي مواجهة مع فصائل الجيش الحر أو غيره من الفصائل المقاتلة،  وكانوا إلى جانب المشاركة ببعض الجبهات وخاصة في جبال التركمان قد افتتحوا معهداً للعلوم الشرعية في كفر تخاريم وبدأوا يسيطرون على المنابر بالقوة في البلدات التي لهم فيها مقرات ووجود (معردبسة – تلمنس – خان السبل – كفر تخاريم – إسقاط)  وراحوا يكتبون شعاراتهم على الطرقات العامة خاصة تلك الواصلة بين المدن (اتوستراد دمشق حلب) والتي يكثر عليها مرور السيارات والحافلات.
 
دولة الخلافة:  
وفي 29/ حزيران /2013 أعلن أبو بكر البغدادي تأسيس الدولة الإسلامية (دولة الخلافة) لتدخل السلفية الجهادية في مرحلة جديدة تنشطر فيه على ذاتها، فانفصلت جبهة النصرة عن الدولة الإسلامية ثم نشب القتال بين الدولة وباقي الفصائل من الإسلاميين والجيش الحر.
إن هذا التضخيم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الشام ثم للدولة الإسلامية والخلافة على وجه الخصوص جعل من سوريا ثقباً أسوداً تمكنت الحكومات والأنظمة في العالم من خلاله تحقيق عدد من الأهداف تتلخص فيما يلي:

  1. تجميع المجاهدين من شتى أنحاء العالم في مكان واحد.
  2. ساهمت العقيدة السلفية الجهادية من تقسيم الفصائل وإشعال الحروب فيما بينها على أساس ديني عقدي فتحولت المعركة من القتال مع النظام إلى القتال مع الخوارج.
  3. السيطرة على مناطق النفط ومنع الثوار من الاستفادة منها.
  4. تضخيم الأعمال التي كانوا يقومون بها ليتم استثمارها من قبل شبكات الإسلاموفوبيا وترويجها في سبيل تنفير الناس من الدين.
  5. تطبيق تجربة الخلافة الإسلامية بأسوأ صورها لينفر الناس منها.
  6. تحقيق مشاريع التقسيم والتجزئة على أسس عرقية ودينية من خلال هذه التنظيمات المتشددة.

 
المبحث الثالث: التغيير الثقافي (الوسائل والمظاهر)
 
أولاً: وسائل السلفية الجهادية في التغيير الثقافي:
تمهيد:
تكمن الإشكالية الكبرى في بناء التنافس السياسي على أساس ديني حيث يستقطب أصحاب المذاهب الفكرية عدداً من الدعاة كمنابر دعائية ووسائل ترويج لحشد أكبر عدد ممكن من الجماهير، فيبنى التنوع السياسي على الانتماء الديني والمذهبي بدل أن يبنى على ما يقدمه الحزب أو الحركة السياسية من برامج تنموية ورؤى سياسية قادرة على المسير بالمجتمع نحو التقدم والازدهار.
إن ترسيخ الانتماء المذهبي ثم بناء الاتجاهات السياسية عليه يختصر على الحركات الكثير من الجهد والعمل وبرامج التنمية والإصلاح، حيث تنقل الناس من التفكير بتطوير الحياة وازدهارها إلى تعليق الآمال بما أعده الله لمن يناصرهم في الآخرة من الجنات والنعيم المقيم، وبدل أن تعمل على رعاية مشاريع التنمية والتعليم العام وإيجاد الحلول لقضايا التقنية والتطوير، تركّز في أعمالها على افتتاح المعاهد الشرعية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، التي تزيد من ترسيخ الانتماء المذهبي بتعليم عقيدة الولاء والبراء، وتبتعد بالمرء عن مجرد التفكير في البرامج الإصلاحية التي تتبناها تلك الحركة أو يعمل عليها ذلك الحزب.
إن انشطار المجتمع سياسياً على أساس ديني لا يقف عند اختلاف وجهة النظر السياسية فحسب وإنما يذهب بالناس بعيداً ليدخل في قضايا الاعتقاد وإخراج أناسٍ من الدين وإدخال آخرين فيه، فتتحكم الرغبات في تصنيف الناس والحكم عليهم بصحة الإيمان أو الردة والخروج من دائرة الإسلام.  
 
وسائل السلفية الجهادية للتغيير الثقافي في سوريا:
عندما نتحدث عن وسائل السلفية الجهادية في التغيير الثقافي فإننا لا نقصد فصيلاً بعينه وإنما نقصد كل الفصائل التي تنضوي تحت مسمى السلفية الجهادية سواء كانت تابعةً للقاعدة أو مؤمنةً بأدبياتها ومبادئها، وعليه فنحن نتحدث عن وسائل التغيير بشكل عام وليس لفصيل بعينه
 

  • احتلال المنابر:

كانت من أول الوسائل التي سيطرت عليها السلفية الجهادية حيث فرضت في بعض المساجد والبلدات الكبيرة دعاة من الموالين لتيارهم ممن يروجون للسلفية الجهادية ويؤمنون بفكرها ففي سرمين ومعر تمصرين  وإسقاط وكفر تخاريم وإدلب المدينة وتل منس وكفر نبل وريف حلب خان العسل وكفر حمرا وكفر دريان وغيرها الكثير من القرى التي كانت كتائب تنظيم القاعدة أو الفصائل المتشددة تبسط سيطرتها عليها قد طلبت من الدعاة الذين كانوا في مساجد هذه البلدات أن يتركوا المنابر وقامت بتعيين دعاة من أتباعها وشرعييها وقد تعاقب على تلك المساجد دعاة بحسب الفصيل الذي يتمكن من السيطرة فبعضها انتقلت من الدولة الإسلامية إلى جبهة النصرة وبعضها انتقلت لسيطرة الفصائل الإسلامية وهكذا يتغير الخطباء بتغير الفصيل.
 

  • المراكز الدعوية:

عمل بعض دعاة السلفية الجهادية على افتتاح مراكز دعوية تقوم بنشاطات دعوية في المساجد والمدارس وتعمل على توزيع المطويات الدعوية وكتب السلفية الجهادية وإقامة المحاضرات والندوات والخيم الدعوية كمركز دعاة الجهاد الذي أسسه الشيخ عبد الله المحيسني وكان ولا يزال ينشط بين كل من المدنيين والمجاهدين.
 

  • المكاتب الشرعية:

عملت الفصائل الإسلامية بشكلٍ عام من السلفية الجهادية وغيرها على تأسيس مكاتب شرعية تتبع لها مهمتها التوعية الدينية برؤية الفصيل الذي يتبع له ذلك المكتب الشرعي كما عملت هذه المكاتب على التعبئة الإيمانية وحشد العناصر لصالح الفصيل الذي ينتمي إليه كل مكتب.
 

  • المسابقات المالية:

تنظم بعض الفصائل السلفية مسابقات على جوائز محفزة واغتناماً للجماهير التي تتجمع في سبيل الكسب المادي تنظم المحاضرات وتوزع المطويات.
 

  • اللوحات واللافتات:

لا يكاد يخلو طريق ولا لوحة دعائية في سوريا من كتابة بعض العبارات التي تعبر عن أدبيات السلفية الجهادية من أمثال (الديمقراطية كفر – الانتخابات شرك – الحاكمية لله – تحكيم الشريعة – الله غايتنا والجهاد طريقنا) وغيرها من العبارات
 

  • الإغاثة:

تعمل بعض التنظيمات على توزيع الإغاثة بشكل منتظم لمن تعرفهم صادقين في الولاء لها والقتال في صفوفها في سبيل استدامة كسبهم وتشجيع غيرهم.
 

  • الأناشيد الجهادية المؤثرة:

تعتبر الأناشيد الجهادية المؤثرة والبرومات الاحترافية التي تلهب مشاعر الشباب وتؤجج حماسهم من أهم وسائل السلفية الجهادية في التغيير والتأثير حيث تجتاح الجيل الصاعد بعواطف الحماس وتؤجج فيهم مشاعر الثأر والعنف بإصدارات من أمثال (إنها أختك) (اغضب لأختك) وغيرها من الإصدارات المؤثرة.
 
 

  • المظهر والثياب

يحافظ أتباع السلفية الجهادية على نمط معين من الثياب وغالباً ما يرتدون اللباس الأفغاني كرمز للجهاد الأفغاني وتنظيم القاعدة وهو ما يترك أثراً في قلوب الشباب حيث تتحرك فيهم عواطف الحماس عندما يرون الملثمين بثياب الجهاد، وقد انتظمت صفوفهم وأسلحتهم.
 

  • وسائل التواصل:

ومن أهم وسائل التواصل التي استثمرها التيار الجهادي السلفي بشكل ملحوظ صفحات الفيس بوك كونها شعبية يتصفحها أكثر من 90% من الشباب السوري ثم اليوتيوب ثم تويتر حيث يعتبر تويتر وسيلة السلفية الجهادية في التأثير بدول الخليج والعالم الخارجي بينما يعتبر الفيس بوك وسيلة التأثير في سوريا وفي السوريين في دول اللجوء. كما قامت بعض فصائل السلفية بإطلاق المواقع الالكترونية التي تنشر فكرها ومنهجها من خلالها وكذلك قنوات التلغرام التي يصل متابعوها إلى عشرات الآلاف.
 

  • الإذاعة:

قامت بعض فصائل السلفية الجهادية بإطلاق راديو باسم (راديو الجهاد) يبث في ريف إدلب بشكل مستمر.
 

  • معاهد إعداد القضاة:

تتخذ التنظيمات السلفية لنفسها أساليب خاصة في القضاء وفصل الخصومات حيث تعمل على إعداد بعض عناصرها ليكونوا قضاة في المحاكم الخاصة بهذا الفصيل.  بحيث لا يثق الفصيل بغير قضائهم ولا يحتكم في مشاكله مع الفصائل الأخرى إلا إليهم، وعلى سبيل المثال فقد عملت جبهة النصرة على افتتاح معهدٍ لإعداد القضاة في بلدة خان السبل كان يؤمه بعض طلبة العلم ولم تزد دراستهم فيه على ستة أشهر ليتبوؤوا بعد ذلك مناصب القضاء في محاكم جبهة النصرة، وما زال بعضهم يقضي بين الناس إلى اليوم.
ولأن هذه المحاكم كانت تستند إلى تنظيمات عسكرية قوية قادرة على تنفيذ ما يصدر عنها، فقد كان ذلك دافعاً لكثير من الناس أن يرفعوا شكايتهم إليها بدل الذهاب إلى محاكم الصلح أو غيرها من المحاكم التي لا تتمتع بهذه القوة للتنفيذ.
 
ثانياً: مظاهر التغيير الثقافي الذي أحدثته السلفية الجهادية في سوريا

  • الجوانب الفكرية:

تتلخص جوانب التغيير في المنظومة الفكرية لدى الشباب السوري في الداخل في عدد من المسائل نوضحها في الآتي:

  1. الخوض في مسائل العقيدة الإسلامية حتى من قبل العوام الذين يواظبون على حضور دروس دعاة السلفية الجهادية فدخل الناس في الحديث عن عقيدة السلف وعقيدة الأشاعرة وإثارة الخلاف مع الأشاعرة واتهام علماء الشام ودعاتها بالأشعرية التي غالباً ما لا يفهم المتحدث بها شيئاً من مدلولها وأصولها.
  2. انتشار الحديث حول نواقض الإسلام العشر واتخاذها أصلاً من أصول الدين يجب على المسلم أن يتعلمها ويحيط بها.
  3. الحديث المستمر في قضايا الولاء والبراء وضرورة موالاة المؤمنين والبراءة من الشرك والمشركين.
  4. اتهام علماء الأمة بالتقصير والتخلي عن القضية الجهادية وتحريض العامة على النيل منهم وتسهيل انتقادهم بقصد إسقاط مكانتهم وإلغاء دورهم.
  5. اتهام الحكومات العربية والإسلامية بالردة والعمالة فلا يجوز التعاون معها ولا الاتصال بها في أي حال.
  6. عولمة الجهاد والحديث عن فتح روما وسوق الأحاديث التي تذكر نزول الروم في الأعماق ودابق والحديث عن الملحمة الكبرى التي ينتصر فيها المسلمون على اليهود.
  7. الجرأة بإطلاق أحكام الردة حتى من غير المتخصصين في دراسة الشريعة الإسلامية مما ترتب عليه اغتيال عدد من الدعاة المخالفين واعتقال البعض وتعذيبهم.
  8. هدم قبور الصالحين بحجة منع عبادتها من دون الله كما فعلوا في قبر الإمام النووي حيث تم تفجيره وتسويته بالأرض.
  9. وجوب إقامة الحدود وتطبيقها دون مراعاة لحالة الحرب أو غيرها مما يدرأ الحد.
  10. الجدال في صفات الله عز وجل وهل يجوز التأويل أم يجب التسليم

 
 

  • الجوانب الفقهية التطبيقية:
  1. التمسك ببعض الأقوال دون غيرها في مسائل فقهية فرعية كقطع صلاة السنة إذا أقيمت الفريضة قبل الانتهاء من السنة دون مراعاةٍ للخلاف الفقهي في المسألة.
  2. قصر الصلاة وجمعها بشكل دائم مستمر سواء على الجبهات أو المقرات في حال الأمن أو في حال القصف.
  3. الإفطار في رمضان بحجة الرخصة للمجاهد مع أن بعض هؤلاء المفطرين لا يغادرون المقرات أو يقفون على حواجز بين المدنيين وليسوا على جبهات القتال وإذا سئل عن سبب فطره تعذر بالجهاد.  
  4. إثارة الخلاف في أول رمضان وآخره حيث يدخلون الناس في خلافات لا معنى لها ولا يرضون بموافقة الدول التي تعلن عن بداية أو نهاية رمضان وإنما ينتدبون من يرقب الهلال في أول رمضان وفي آخره، مما أوقع الخلاف بين الناس في بداية الصوم ونهايته.
  5. إثارة الخلاف في وقت الإمساك ووقت الإفطار في كل يوم من رمضان حيث يفطر أتباع التنظيمات السلفية قبل أن يؤذن لصلاة المغرب بأكثر من خمس دقائق بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر إذا غاب قرص الشمس، وكذلك يؤخرون وقت الإمساك وربما يصلي الناس الفجر وهم ما زالوا يأكلون.
  6. وضع اليدين على الصدر بعد الركوع ولم يكن ذلك قبل الثورة على الإطلاق.
  7. لصق القدم بقدم من يصلي بجانبه.
  8. تحريم الاحتفال بمناسبة المولد النبوي وغيره من المناسبات الدينية واعتبارها بدعة وضلالة.
  9. التأكيد على إطلاق اللحية وكتابة اللافتات التي تؤكد على إعفاء اللحية وأن حلقها حرام.
  10. تحريم التدخين ومصادرته من المحلات والمتاجر وحرقه في الساحات العامة.
  11. فرض الحجاب على المرأة بتغطية وجهها ولبس الأسود الطويل.
  12. إطالة الشعر بالنسبة للرجال إلى حدٍّ مخالفٍ للسنة
  13. التمسّك باللباس الأفغاني الأسود مع أنه لم يرد في السنة.
  14. الكحل للرجال حيث يحافظ غالب العناصر على تكحيل العينين حتى أطلق عليهم مصطلح (المكحلين)
  15. منع التشويق يوم الجمعة قبل الأذان
  16. منع رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان.
  17. منع رفع الصوت بالتسبيحات بعد الصلاة ومعاقبة من يفعل ذلك.
  18. التركيز على لباس المرأة وحجابها ومنعها في بعض المناطق كالمناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية من كشف وجهها واعتباره معصية ومخالفة يترتب عليها عقوبة ودورة شرعية.
  19. تقصير الثياب للرجال وملاحقة من يرتدي ثوباً طويلة بالزجر والنهي.

 
وحتى نتأكد من حقيقة تأثير السلفية الجهادية على الجيل الصاعد في سوريا ومدى تأثره الحقيقي أو الشكلي فقد قمت باستبيان شمل (150) من السوريين غالبهم من المقيمين في الداخل السوري ومن شرائح متنوعة ما بين دعاة ومثقفين ومجاهدين ومتدينين وقد جاءت نتائج الاستبيان حسب الآتي:
السؤال الأول:
1
 
السؤال الثاني:
2
السؤال الثالث:
3
السؤال الرابع:
4
وكما هو واضح فإن نتائج هذا الاستبيان الذي حرصتُ على أن يجيب عنه المتواجدون في الداخل السوري ممن لهم نشاط دعوي أو إنساني يشير بوضوح إلى ما خلّفته السلفية الجهادية سواء كان تأثيراً جزئياً أو موجة من موجات الفكر العابرة.
 
النتائج والتوصيات
نخلص بعد ما تقدم في هذا البحث إلى جملةٍ من النتائج والتوصيات:

  1. لا تمتلك السلفية الجهادية رصيداً علمياً تأصيلياً وغالب ما تعتمد عليه هو الإصدارات الصوتية التي ترافقها المؤثرات والآهات لتجييش العواطف وتحريك العوام ولذلك فأغلب أتباعها وجنودها من العوام الذين تقودهم العاطفة أكثر مما يقودهم المنطق والعقل.
  2. تهتم السلفية الجهادية بالإصدارات المرئية والمسموعة لاستقطاب تلك الطبقة ممن لا يعرف القراءة ولا الكتابة وفي سبيل التضليل على العامة حتى تكبر الفجوة بين العلماء والناس.
  3. أدى انغلاق الأفق في الواقع السوري بعد سيطرة تنظيمات السلفية الجهادية إلى نزوح الشباب الذين يئسوا من تحرير العباد وعمارة البلاد.
  4. وقعت التيارات السلفية في فخ المراجعات الفكرية حيث راحت تعيد حساباتها كلما وجدت نفسها داخل نفق مغلق.
  5. لا أحد يضمن متى تنشطر تنظيمات السلفية الجهادية على نفسها فبينما كانت كتلةً واحدةً في بداية دخولها إلى سوريا تشظّت وأصبحت تكفّر وتقاتل بعضها مع التطابق التام في العقائد والمبادئ.
  6. لا تستطيع تنظيمات السلفية الجهادية أن تستمر في بيئة مستقرة لما يكلفها ذلك من تقديم الخدمات وإدارة حياة الناس وهي لا تملك الخبرات ولا الكوادر القادرة على كل ذلك، وإنما تملك المقاتلين والانتحاريين القادرين على إطالة أمد الحرب حتى فنائهم أو رحيلهم نحو بؤرة صراعٍ جديد.
  7. حصلت حالاتٌ من الإلحاد والرّدة عن الدين كردة فعل على التشدّد والتعصب خاصة بين السوريين المهاجرين.
  8. العمل على تحصين الشباب من إثارة العواطف والتأثر السريع بكل ما يرونه في وسائل التواصل وقنوات الإعلام دون إعمال العقل والتفكر بالمادة ومصدرها.
  9. العمل على تحصين الشباب من الانخداع بكل ما يبث في وسائل الإعلام فربّ تنظيمات صنعها العدو وأطال شعرها وألبسها السواد.
  10. إقامة المناظرات العلميّة والعمل على دحض شبه الغلاة.  

 
المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم
  2. ابن عثيمين، 1426هــ، شرح العقيدة السفارينية، دار الوطن للنشر، الرياض،
  3. ابن منظور، 1414هــ ، لسان العرب دار صادر، بيروت
  4. أبو المنذر الشنقيطي، 1433هــ ، النفير العام إلى جبهة نصر الشام، منبر التوحيد والجهاد،.
  5. أبو بكر ناجي، إدارة التوحش ص 5 – 6
  6. أبو مصعب السوري(عمر عبد الحكيم)، 2004، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، موقع الدرر الدعوية
  7. أكرم حجازي، 2013، دراسات في السلفية الجهادية، مدارات للأبحاث والنشر، مصر
  8. البخاري، صحيح البخاري
  9. البيجوري، 1403هــ ، تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد، دار الكتب العلمية، بيروت.
  10. تاج العروس، مجموعة من المحققين، دار الهداية، الكويت
  11. الترمذي، سنن الترمذي
  12. حسين بن محسن علي جابر، 1994، الطبعة الرابعة، الطريق إلى جماعة المسلمين، دار الوفاء للطباعة والنشر، مصر – المنصورة
  13. رئاسة الشؤون الدينية في تركيا، أكتوبر 2016، استغلال الدين، المديرية العامة للمنشورات الدينية
  14. سراج الدين أبو حفص البزار، 1400هــ، الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، تحقيق زهير الشاويش طبعة المكتب الإسلامي
  15. الصندوق الأسود – وثائقي الجزيرة تم نشره في 26/11/2015
  16. عبد الرحمن الحاج ، 2013، السلفية والسلفيون في سوريا من الإصلاح إلى الجهاد تقرير الجزيرة الصادر في 13/5/2013.
  17. الموقع الرسمي للشيخ ابن باز http://www.binbaz.org.sa/noor/2871
  18. محمد عمارة، 1994، السلفية ، دار المعارف للطباعة والنشر، تونس – سوسة
  19. ملة إبراهيم ، أبو محمد المقدسي، الفصل الأول في بيان ملة إبراهم، موقع منبر التوحيد والجهاد http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_20391.html
  20. موقع إسلام ويب – مركز الفتوى – رقم الفتوى: 24860  
  21. موقع الجمهورية 23/12/2013 http://aljumhuriya.net/22756
  22. الموقع الرسمي لهيئة الشام الإسلامية، http://islamicsham.org/  
  23. موقع طريق الإسلام ، 2016، http://ar.islamway.net/article/59298/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81
  24. نسيم بهلول، العقيدة السلفية القتالية الجهادية، 2013، الطبعة الأولى، ابن النديم للنشر والتوزيع، الجزائر.
  25. موقع الجزيرة نت: http://cutt.us/FomNZ  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى