الاصداراتمتفرقات 1

ما الّذي يعنيه سقوط مدينة حلب بيد النّظام السوري وحلفائه؟

%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%91%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a%d9%87-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-s
1
مقدّمة:
وسط تراخ وتراجع دولي وإقليمي عن تقديم الدّعم (المحدود أصلاً) للمعارضة المسلحة في سورية، واندفاع روسي كبير لملء الفراغ وتحقيق المُكتسبات من خلال دعم قوات النظام وحلفائه من خلال التّدخل الجوي المباشر، وترافقاً مع ترقّب للسياسة الأمريكية الجديدة الغامضة في عهد “ترامب”، تمّ إجبار مقاتلي المعارضة على الانسحاب من الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد صراع طويل مع قوات النظام وحلفائه داخل المدينة استمر لحوالي أربع سنوات، تحاول الورقة تقييم هذا الحدث من زاوية موضوعية تحليلية.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة حلب لكلّ من النّظام وفصائل المعارضة:
تكتسب مدينة حلب أهمية استراتيجية خاصة، فهي ثاني المدن السورية في عدد السكان بعد العاصمة دمشق، وكانت تحوي مختلف وأهمّ الفعاليات الاقتصادية والصناعية والتجارية، والتي تفوق في بعض قطاعاتها العاصمة دمشق، كما وتعتبر مدينة حلب عاصمة للشمال السوري، والذي يعتبر المعقل الرئيسي لفصائل المعارضة، نظراً لوجود الحدود والمعابر الحدودية التي تُؤمّن كافة خطوط الإمداد المدنية والعسكرية من تركيا، والتي تعتبر بدورها أهمّ داعم (ووسيطاً لتمرير الدّعم) لفصائل المعارضة خلال السنوات الماضية.
إضافة إلى ذلك، تُعتبر مدينة حلب مركزاً لمحافظة حلب ذات المساحة الواسعة، والتي تمتدّ شرقاً حتّى ما بعد نهر الفرات، وتتبع لها بلدة عين العرب (كوباني) ذات الأهمّية الرمزية عند الأكراد، والتي تدخّل التحالف الدولي لحمايتها بعد تهديدها من قبل تنظيم الدولة، كما وتتضمّن المنطقة الشرقية من محافظة حلب كلاً من مدن جرابلس وأعزاز والباب ومنبج، المدن الرئيسية التي تقع ضمن مشروع “المنطقة الآمنة” التركي، والذي يهدف بشكل رئيسي لمنع تحقيق الاتّصال بين الكيانات الكردية، كما تحوي تلك المنطقة التّابعة لمحافظة حلب على مدينة دابق[1] ذات الأهمّية الرّمزية الدّينية لتنظيم الدولة.
لكلّ الأسباب المذكورة السابقة، تميّزت محافظة حلب عن باقي المحافظات بتداخل الأطراف الأربعة الرئيسية في الصّراع السوري (النظام السوري، وحدات حماية الشعب الكردية، تنظيم الدولة، فصائل المعارضة السورية)، كما اشتدّ الصراع داخل مدينة حلب نفسها بين قوات النّظام السوري وفصائل المعارضة بشكل رئيسي، مع وجود دور لوحدات حماية الشعب الكردية في الصراع[2]، والذي غالباً ما كان يميل لصالح النّظام السوري.
سعى النّظام السوري منذ بدء الحراك الشعبي إلى تحييد مراكز المدن (وخاصّة حلب ودمشق) عن الحراك، ونجح في ذلك إلى حدّ ما نتيجة استخدامه للسّطوة الأمنية المُكثّفة، إضافة إلى وجود طبقة من رجال الأعمال في حلب ودمشق، والتي تشابكت مصالحها مع مصالح النّظام السوري، الأمر الذي أدّى إلى تأخّر الحراك في مدينة حلب ومحدوديته. وعندما بدأ الحراك المسلّح في الأرياف، لم يواكبه المستوى نفسه من الثورية داخل المدن الكبرى.
لاحقاً، دخل ثوار الريف الحلبي مدينة حلب، واستولوا على قسم واسع من أحيائها، ومن ثمّ التحقت بهم مجموعات ثورية من المدينة، مع ذلك، بقيت قيادات الفصائل الثورية في معظمها من الريف الحلبي دون المدينة.
ويبدو أنّ تأخر الحراك الثوري في حلب، ثمّ استغلال النظام لبعض الحساسيات المناطقية بين أهالي مدينة حلب وريفها، ثمّ سوء أداء فصائل المعارضة داخل مدينة حلب، واتّهام فصائل المعارضة بإطلاق القذائف والصواريخ العشوائية على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام وتسببها في قتل العديد من المدنيين، إضافة إلى همجية القصف العشوائي الذي استهدف مناطق المعارضة من قبل النّظام السوري، كلّ ذلك أدّى إلى إضعاف الحاضنة الثّوريّة في مدينة حلب، مع اتجاه في المزاج الشعبي نحو تأييد النظام، أو على الأقل، اتّخاذ موقف الصّمت والحياد، مع الانحياز العملي إلى جانب النظام بحكم قوته واضطرار قسم كبير من أهل المدينة للنّزوح إلى القسم الغربي الواقع تحت سيطرة النظام (أو مناطق أخرى واقعة تحت سيطرته كالساحل السوري) هرباً من قصف النظام الهمجيّ على القسم الشرقي الواقع تحت سيطرة المعارضة[3].
مثّلت أحياء حلب الشرقية أكبر منطقة مدنية ذات كثافة سكّانية كبيرة سيطرت عليها فصائل المعارضة في سورية منذ بدء الثورة، وعلى الرغم من استيلاء فصائل المعارضة على بعض أحياء دمشق، إلا أنّ نجاح قوات النظام في عزلها عن الريف الدمشقي ومحاصرتها، إضافة إلى صغر مساحتها وكثافتها السكانية مقارنة بباقي مدينة دمشق، ومقارنة بالمساحة الكبيرة التي سيطرت عليها المعارضة في مدينة حلب، مع توفّر خطوط الإمداد إلى القسم الشرقي من مدينة حلب (الواقع تحت سيطرة المعارضة) من الجارة الداعمة للمعارضة (تركيا) عبر الريف الحلبي، كل تلك العوامل رجّحت كفّة حلب لتكون عاصمة فعليّة للمعارضة[4]، خاصّة بعد نجاح النّظام في حصار مدينة حمص، ثمّ إخراج معظم قوات المعارضة منها[5]، وفي نفس الوقت، اعتُبرت مدينة حلب معقلاً للمعارضة السورية المعتدلة أو الجيش الحر، حيث تمّ تحريرها مبكراً من قبل لواء التوحيد وفصائل أخرى (والتي تعتبر من فصائل الجيش الحر المعتدلة[6])، وذلك قبل صعود تيار السلفية الجهادية وتغلغله في فصائل المعارضة.
وعلى الرّغم من أنّ المعارضة لم تنجح كثيراً في إنشاء نموذج حكم رشيد في تجمّع بشري بمستوى مدينة حلب[7]، إلا أنّ مجرد وجود مجالس محلية منتخبة تتبع لمجلس المحافظة المنتخب، كان سبباً كافياً لدفع النظام السوري للتركيز على مدينة حلب بهدف كسر المعارضة والقضاء على نواة نموذجها المعتدل، والذي يُمكن أن يكون بديلاً حقيقاً وشرعياً له (خاصّة مع وجود خطوط إمداد مفتوحة لتركيا)، حيث أنّ النظام السوري بنى استراتيجيته ومنذ البداية على القضاء على أي بديل ممكن ومقبول له، مركّزاً على حصر خيارات الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بين خيارين: إمّا النظام السوري وإمّا الفصائل “الإرهابية المتطرفة والفوضوية”.
إدراكاً منه لأهميتها الرمزية والاستراتيجية الآنفة الذكر، بدا واضحاً أنّ النظام السوري اختار مدينة حلب لتكون “مكسر العصا” للمعارضة، فكان ردُّه على دخول الثوار للمدينة تصعيدياً بشكل كبير، وشاهد سكان المدينة الطائرات الحربية النفّاثة من مختلف أنواع طراز “الميغ” تشنّ هجماتها على أحياء المدينة، بعد ذلك، وابتداء من كانون الأول 2013، واستباقاً لمفاوضات جنيف2، وبهدف كسر إرادة المعارضة والضغط على حاضنتها، بدأت المروحيات التابعة للنظام السوري بالاستهداف العشوائي للأحياء السكنية في حلب الشرقية باستخدام البراميل المتفجّرة، ممّا أدّى إلى موجة نزوح واسعة من الأحياء الشرقية[8].
محطّات بارزة في سير المعارك العسكرية:
في تموز من العام 2012 دخلت فصائل المعارضة المسلحة[9] مدينة حلب بعد تحقيقها نجاحات كبيرة في الريف الحلبي، وسيطرت الفصائل على مساحات واسعة من الأحياء الشرقية بسرعة خاطفة، في آب من العام نفسه، استطاعت قوات النظام استعادة الأحياء المسيحية في المدينة القديمة بعد هجوم عنيف.
وفي العام 2013، تمكّنت قوات المعارضة من تحقيق انتصارات نوعية من خلال السيطرة على معسكرات كبرى في الشمال السوري (ادلب وحلب)، كمطار الجراح، ومطار تفتناز العسكري، كما تمكّنت من قطع الأوتوستراد الدولي الواصل لمدينة حلب، ممّا اضطرّ النظام لاستخدام طريق صحراوية فرعية، لاحقاً، استطاعت المعارضة قطع ذلك الطريق، إلا أنّ قوات النظام السوري استطاعت فتح الطريق الصحراوية إلى مدينة حلب، المعروفة باسم “طريق خناصر”، والتي بقيت خطّ الامداد البرّي لقوات النّظام السوري حتّى الآن.
2
في أواخر العام 2013، ومع بداية العام 2014 بدأ النظام بحملة القصف المُكثّف باستخدام البراميل المُتفجّرة، وتقدّمت قوات النظام في عمليتها المسمّاة “دبيب النمل” والتي هدفت إلى تطويق مدينة حلب والوصول إلى نبل والزهراء (البلدتين المواليتين للنظام ذوات الغالبية الشيعية)، واستطاعت قوات النظام والمليشيات الموالية لها فكّ الحصار المفروض عن منطقة السجن المركزي (من قبل قوات المعارضة)، والاستيلاء على مناطق النقارين والشيخ نجار والمنطقة الصناعية، لتصل قوات النظام والمليشيات الطائفية الشيعية إلى بعد 5 كم فقط من بلدتي نبل والزهراء.[10]
في شهر شباط من العام 2015، استغلت قوات النظام والمليشيات الموالية لها الضّباب الكثيف، وشنّت هجوماً باتّجاه نبل والزهراء، ولكنّ قوات المعارضة استطاعت ردّها وشنّ هجوم معاكس سبّب خسارات فادحة في أوساط المهاجمين.
بعد مرور عام تقريباً، أي في شباط 2016، شنّت قوات النظام والمليشيات الموالية هجمات عنيفة للوصول إلى نبل والزهراء بدعم مُكثّف من الطيران الروسي، استطاعت من خلاله الوصول إلى نبل والزهراء، وقطع طريق غازي عنتاب الواصل بين الحدود التركية (معبر باب السلامة) والريف الحلبي الشمالي من جهة، ومدينة حلب مباشرة من جهة أخرى، ورغم ذلك لم تُحاصر المدينة، حيث بقي لها منفذ على الريف الغربي[11]وإدلب ومعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
في 27 شباط من العام نفسه، ووفقاً لاتّفاق وقف العمليات العدائية بين الروس والأمريكان، سرت هدنة بين الطرفين، ما لبثت قوات النّظام أن خرقتها مرّات كثيرة رغم التزام فصائل المعارضة بها، ممّا أدّى إلى انهيار الهدنة تدريجياً[12].
ركزت بعد ذلك قوات النظام والمليشيات الموالية لها على التّقدم باتجاه “طريق الكاستيلو”، والذي كان شريان الإمداد الوحيد لمدينة حلب، ورغم المقاومة الشديدة التي أبدتها فصائل المعارضة المختلفة (غرفة عمليات فتح حلب)، إلا أنّ استخدام سياسة الأرض المحروقة من قبل الطيران الروسي أضعف قدرة الفصائل على الصمود، خاصّة مع كون المنطقة المحيطة بطريق الكاستيلو مفتوحة ولا تحوي كثافة في الأبنية، وابتداء من تموز 2016، تمكّنت القوات الموالية للنظام من قطع طريق الكاستيلو نارياً، ثمّ تمكّنت من الوصول للطريق برياً وقطعه تماماً.
في أيلول من العام نفسه، شنّت فصائل غرفة عمليات جيش الفتح (حركة أحرار الشام – جبهة فتح الشام – فيلق الشام وفصائل أخرى) معركة ملحميّة من الطرف الجنوبي للمدينة، والتي تُعتبر حصناً منيعاً لكونها تجمّعاً لمعسكرات وكليات النظام العسكرية، واستطاعت قوات المعارضة فتح طريق “الراموسة” لفترة لم تدم طويلاً، حيث شنّت القوات الموالية للنّظام هجوماً معاكساً مدعوماً بقصف مُكثّف من الطيران الروسي، ممّا أدّى إلى إغلاق الطريق وفرض الحصار الكامل على المدينة مُجدّداً.
استطاعت بعد ذلك القوات الموالية للنّظام التقدّم بشكل سريع داخل المدينة، وفي 28 تشرين الثاني سيطرت القوات الموالية للنظام على القطّاع الشمالي من الأحياء الشرقية، ثمّ في أوائل كانون الأول، تمكّنت القوات الموالية من السيطرة على حي الشّعار وأغلب مناطق المدينة القديمة، وفي 12 كانون الأول، تمكّنت القوات الموالية من السيطرة على حي الشيخ سعيد بعد قتال مُكثّف لعدّة أيام، بعد ذلك اضطُّرّت قوات المعارضة للقبول بالوساطة التركية لدى روسيا، وتمّ عقد الهدنة في 13 كانون الأول، التي قضت بخروج فصائل المعارضة ومن يرغب من المدنيين، وهو ما تمّ تدرُّجيّاً.
عوامل الانهيار السريع نسبياً لفصائل المعارضة بعد رسوخ الحصار:
يبدو أنّ جملة من العوامل قد أسهمت في الانهيار السريع نسبياً (مقارنة مع مدن أخرى وخاصّة داريّا) لقوات المعارضة في المدينة بعد تحقّق الحصار، واليأس من إمكانية رفعه من قبل فصائل محافظة إدلب (جيش الفتح)، وممّا لا شكّ فيه أنّ استمرار حالة الفوضى السلطوية، والتّفرق والتنازع بين الفصائل على النّفوذ، إضافة إلى الخلافات المنهجية والأيديولوجية كان معولاً هدّاماً لقدرة الفصائل على الصُّمود، وتمّ رصد حالات من الاقتتال الدّاخلي بين الفصائل رغم الحصار. كما أنّ حالة الفوضى الفصائلية قد أسهمت في دفع بعض القيادات المدنية الثّورية للرُّجوع إلى حضن النّظام، كما تحدّثت تقارير عن حالات فساد وتسليم لأحياء دون مقاومة كبيرة.
مع ذلك، لا يمكن إغفال العوامل الموضوعية، كشدّة القصف الروسي المُركّز، والذي استهدف الأحياء السّكنية والمشافي بشكل خاص، إضافة إلى عدم وجود أراض زراعية يمكن استثمارها داخل المدينة لمقاومة الحصار[13].
تقييم:
تحظى مدينة حلب بأهمّية رمزية وسياسية لا يمكن إنكارها، وتُشكّل خسارتها معلماً مفصلياً هاماً في مسيرة فصائل المعارضة خلال سنوات خمس، مع ذلك، لا يرتقي هذا التّغير على الخارطة لما يُحاول النّظام تسويقه على أنّه نصر تاريخي سيُغيّر وجه المنطقة[14].
في الحقيقة، لا تمتلك المعارضة في مدينة حلب موارد اقتصادية أو مادّية (آبار نفط – مناطق زراعية..) تدعمها، وعلى العكس من ذلك، شكّلت مدينة حلب عبئاً ومسؤولية إدارية كبيرة على المعارضة في ظروف حرب بالغة الصعوبة، وقد خسرت المعارضة عملياً جزءاً كبيراً من الأهميّة السياسية لمدينة حلب قبل سقوطها بيد النّظام عندما عجزت عن بناء نموذج حكم راشد يتلافى حالة الفوضى السلطوية التي ساهمت في سخط الحاضنة مع ما يصبّه الطيران على منازلهم يومياً، وبناء على ذلك، تُقيّم خسارة المعارضة في حلب لتكون خسارة رمزية أكثر من أيّ اعتبار آخر.
إلى جانب ذلك، شكّلت مدينة حلب ثقباً أسوداً استنزف قدرات المعارضة على مُختلف الأصعدة، الأمر الذي يمكن أن تستفيد منه فصائل المعارضة الآن إن أعادت ترتيب أولوياتها وتوحيد صفوفها على مشروع وطني جامع يمكن قبوله إقليمياً ثمّ دولياً[15].
وفيما يتمّ التّكهن من البعض بأنّ الوجهة الجديدة للقوات الموالية للنّظام ستكون إلى محافظة إدلب، لا يُشكّل نموذج المعارضة المصنّفة على أنّها “جهادية” في إدلب تهديداً حقيقياً وجودياً للنّظام السوري، فهو النموذج الذي طالما سعى النظام إلى إيجاده وإثبات صبغته لكلّ المعارضة. مع ذلك، قد تتّجه القوات المُوالية للنّظام إلى محافظة إدلب بدافع التسويق لأهميتها ودورها المحوري في محاربة “الإرهاب”، ودعماً لـ”شرعية” النّظام السوري، إضافة لما يوجد مسبقاً من دوافع طائفية للمليشيات الشيعية في الوصول إلى قريتي كفريا والفوعة بهدف فكّ الحصار عنهما.
في المقابل، قد تكون أولوية النظام وداعميه الإيرانيين التّربّص للقضاء على النموذج المعتدل للمعارضة والجيش الحر في منطقة جرابلس ومحيطها المحررين حديثاً من تنظيم الدولة. النموذج المدعوم بشكل مباشر من تركيا[16]، والذي تمّ بعد حدوث توافق إلى درجة ما مع الروس. ولعلّ حادثة استهداف الجيش التركي الغامضة قرب مدينة الباب، ثمّ عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا ليستا بعيدتين عن تلك التّطورات.
 
 
 

[1]  خسرها التنظيم مؤخراً لصالح فصائل الجيش الحر المدعومة من الجيش التركي.

[2]  حيث تمّ طرد تنظيم الدولة من مدينة حلب من قبل فصائل المعارضة في العام 2014.
[3]  نتيجة لقيام النّظام السوري بحملة البراميل المتفجرة على حلب منذ كانون الأول 2013، وذلك استباقاً لمؤتمر جنيف بهدف إفشاله والضغط العسكري لكسر إرادة المعارضة بهدف تركيعها في المفاوضات السياسية، ازداد النّزوح من مناطق حلب الشرقية باتجاه مناطق النظام في حلب الغربية والساحل السوري، وباتجاه تركيا.
[4]  في خطوة تدل على أهمية ورمزية حلب لتكون عاصمة لـ”الحكومة السورية الثورية”، استقبل قائد لواء التوحيد الشهيد “عبد القادر الصالح” السيد غسّان هيتو الذي تمّ اختياره ليكون رئيساً للحكومة السورية المؤقتة الأولى.
[5]  بقي جيب واحد للمعارضة داخل مدينة حمص هو حي الوعر الذي عقد هدنة مع النّظام.
[6]  وذلك بعكس مدينة ادلب (مركز محافظة ادلب)، والتي تم تحريرها من قبل غرفة عمليات “جيش الفتح”، والتي احتوت على فصيلي جند الأقصى وجبهة النصرة (فتح الشام حالياً) المحسوبين على القاعدة وخطّ السلفية الجهادية.
[7]  رزحت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة (وخاصة مدينة حلب) تحت فوضوية السلطات المتداخلة، حيث أسست الفصائل هيئات شرعية تدخلت في كثير من الأحيان فيما يفترض أنّه من صلاحيات المجالس المحلية، وبالنتيجة، أدّى وجود عدد كبير من الفصائل المسلحة وتنافسها بين بعضها على النفوذ، وتدّخلها في الشؤون المدنية إلى ترسّخ فكرة حالة “أمراء الحرب” في مدينة حلب ومختلف المناطق الأخرى التي سيطرت عليها الفصائل.
[8]  مع حلول العام 2015، لم يبق في أحياء حلب الشرقية سوى حوالي ثلاثمئة ألف نسمة، بينما يقدّر العدد في الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام بحوالي مليون ونصف مليون نسمة، على الرغم من أنّ المساحة التي تسيطر عليها المعارضة أكبر، ولكنّ كثافة القصف دفعت السكان للنزوح، حيث استهدف النظام من خلال القصف المكثف لمختلف المدن والقرى المحررة (وخاصة مدينة حلب) تدمير قابلية الحياة في المدن الثائرة وتهجير سكانها، ومعاقبة الحاضنة الشعبية للمعارضة ودفعها للانفضاض عنها، واللجوء إلى مناطقه لإجبار الحاضنة على دعمه.
[9]  كان لواء التّوحيد وقتها أبرز الفصائل، وعلى رأسه قائده صاحب الشخصية الكاريزمية “عبد القادر الصالح”، والذي استشهد لاحقاً في استهداف طائرات النظام لمدرسة المشاة قرب مدينة حلب.
[10]  كان وصول المليشيات إلى نبل والزهراء يعني حكماً قطع طريق “غازي عنتاب”، وهو الطريق الواصل بين مدينة حلب وتركيا بشكل مباشر عبر معبر باب السلامة والريف الحلبي الشمالي، وهو ما حدث لاحقاً بدعم الطائرات الروسية.
[11]  تزامن ذلك الهجوم مع البدء بمفاوضات جنيف 3، وكان واضحاً أنّه يهدف إلى كسر إرادة المعارضة وداعميهم (خاصّة الأتراك) من خلال تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض في المنطقة الأكثر أهمية للمعارضة (مكسر عصا المعارضة) وهي مدينة حلب ومحيطها.
[12]  في آذار نفّذ طيران النّظام السوري غارات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب ممّا أدّى إلى عدّة ضحايا بين المدنيين، في 22 نيسان انهارت الهدنة تماماً مع قصف النظام المتكرر للأحياء الشرقية.
[13]  رغم أنّ ذلك لمّا يمرّ الوقت لتظهر آثاره، ولكن يبدو أنّه أثّر سلباً في معنويات الفصائل.
[14]  الأسد يشبه “تحرير” حلب بميلاد المسيح ونزول الوحي.
[15]  وبخاصّة من تركيا بالحدّ الأدنى، ثمّ من الولايات المتحدة (بالشكل الذي لا تراه تهديداً لأمنها على الأقل)، والتي ستتوقف سياستها على اتّجاه الرئيس الأمريكي الجديد “ترامب”.
[16]  هذا على مستوى الشمال السوري، أما في الجنوب ومحيط العاصمة، فالأولوية لتأمين محيط العاصمة، وبالتالي قد يركز النظام على إخراج المعارضة من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.
 

للتحميل من هنا

 

جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للأبحاث والدراسات © 2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى