الاصداراتالدراسات الاستراتيجية

مواقف الدُّول الفاعلة في حرب ناغورنو كاراباخ

مقدمة

أمام مسعى دولي وإقليمي لتغيير التوازنات القائمة منذ تسعينيات القرن الماضي في جنوب القوقاز، تجدّد الصراع التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان في المنطقة المتنازع عليها -إقليم ناغورنو كاراباخ- حيث اشتعلت جولة جديدة من الاشتباكات في 27- أيلول / سبتمبر 2020، هي الأعنف منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار 1994، مما قاد لطرح تساؤل عن سبب عودة الاشتباكات ومواقف الدول الفاعلة الداعمة لطرفي النزاع.

مصدر الصورة: الجزيرة.[1]

الحرب الراهنة تُعد إحدى أهم النزاعات العرقية المُجمدة والأكثر تعقيدًا في الساحة الدولية، كونها تحدث في منطقة ذات خصوصية استراتيجية، وامتداد جيوسياسي لآسيا الوسطى والشرق الأوسط، وتشكل بمجملها الثقل الأهم في اقتصاديات الدول الكبرى، التي تتنافس على بسط الهيمنة والنفوذ على الموارد الحيوية الهائلة على رأسها الغاز والنفط، وبما في فضائهما من شبكة أنابيب تنقل ثروات بحر قزوين إلى أوروبا.

وانطلاقًا من أهمية الجغرافيا السياسية لنطاق المنطقة المذكورة، فإنّ اقتصار أي تفسير لقضية ناغورنو كاراباخ على أنها حدث مرتبط بحالة عداء تاريخي بين أرمينيا وأذربيجان بسبب مواقفهما المتصلّبة والمتضاربة في أحقية ضم الإقليم يُعد قاصرًا، فالحرب التي تدور رحاها هي أبعد من نزاع على إقليم، كما هي أشمل وأعم من صراع ديني بات يُوظّف من قبل أطراف دولية تلبيةً لمصالحهم في المنطقة، وما تحريك المياه الراكدة في منطقة جنوب القوقاز إلا دليل على تنامي الصراع الدولي حول موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، إلى جانب نزاعات الهيمنة السياسية في دول محور الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا.

من هنا لا يمكن تفسير ما يجري في كاراباخ بمعزل عن أزمات بحر قزوين وآسيا الوسطى وشمال القوقاز وجنوبها، ومنطقة حوض شرق المتوسط والتي يُعتقد أنَّ ارتفاع حدة التوتر الدولي فيها كان سببًا في عودة إشعال فتيل الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا المدعومتان من قبل دول متنافسة يحاول بعضها مؤخرًا فرض واقع جديد في المنطقة.

تُناقش الورقة البعد الدولي في أزمة إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه من قبل أذربيجان وأرمينيا، وتداعياتها على مصالح الفاعلين الداعمين لطرفي الصراع.

أولًا: توصيف الحدث في إطار دولي

تعتبر جولة النزاع الدائرة في كاراباخ بين طرفي الصراع امتدادًا لسلسة اشتباكات سابقة، كان أخطرها جولة 12 تموز/ يوليو 2020،[2] والتي كشفت عن أبعاد جديدة للأزمة بعد دخول متغير ميداني جديد في ساحة القتال، حيث وقع الاشتباك خارج المناطق التقليدية للإقليم في منطقة توفوز الاستراتيجية الواقعة على مفترق طرق حيوية لنقل موارد الطاقة إلى أوروبا عبر تركيا وجورجيا، إلى جانب خطوط الكهرباء التي تلعب دورًا مهمًا في استقرار المنطقة.

خطوط الطاقة المحاذية لمنطقة توفوز أقصى شمال إقليم كاراباخ، مصدر الصورة: موقع عربي 21. [3]

الأمر الذي أثار مخاوفَ ومُهددات كانت قاتمة ليس فقط من قبل أذربيجان وإنما من قبل الدول الكبرى وحلف الناتو ودول أوروبا، فجميعهم يشتركون مع دول المنطقة خاصة الدول المستقلة حديثًا عن الاتحاد السوفيتي (أذربيجان- كازاخستان- تركمانستان) بحزمة مشاريع واستثمارات لشبكة أنابيب ضخمة يتم عبرها تأمين احتياجاتهم من الغاز كبديل عن المُورّد الروسي. مما يعني انعكاس ذلك على روسيا التي تَعتبر نفسها صاحبة النفوذ الأكبر في جنوب القوقاز، حيث عمقها الأمني والاستراتيجي.

بالتالي ما جرى في جولة تموز/ يوليو الماضي كان بمثابة إخطار أنَّ الصراع بين أرمينيا- أذربيجان قد يمتد ويتسع متجاوزًا ثنائية باكو- يريفان، إلى صراع إقليمي ودولي، وهو ما بدأ يُترجم فعليًا في الجولة الراهنة التي اتسمت بعدة سمات كالآتي:

  • اتساع ساحة القتال خارج دائرة العمليات المشتركة وخطوط وقف إطلاق النار، لتصل إلى العمق الأذربيجاني، فقد قصف سلاح الجو الأرميني في أوائل تشرين الأول / أكتوبر2020 مدينة كنجة ثاني أكبر مدينة في أذربيجان، تلاها بعد عدة أيام رد أذري بقصف سبع منظومات دفاع جوي تابعة لأرمينيا في الحدود المشتركة وهو ما اعتُبر تغييرًا في قواعد الاشتباك.[4]
  • ظهور استعداد عسكري مسبق أرميني وبدرجة أكبر من قبل أذربيجان تجلّى ذلك عبر استخدام القدرات الهائلة في التسليح المُقدم من قبل الأطراف الداعمة لهما، فضلًا عن استخدام سلاح جو متطور أسهم وفقَ عدة مصادر[5] في قلب موازين القوة لصالح قوات أذربيجان التي استطاعت خلال 15 يوم السيطرة على مناطق عديدة في محيط كاراباخ من الجنوب والشمال أبرزها مدينتي جبرائيل وفيزولي، وحتى تاريخ 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 باتت خريطة التوسع والسيطرة كما في الشكل.
مصدر الصورة: د. باسل الحاج جاسم خبير في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز.[6]

  • تصلّب مضاعف في مواقف البلدين وارتفاع حدة الخطاب السياسي المباشر، فعقب اندلاع شرارة الحرب الراهنة، أكدت باكو موقفها الثابت من الحرب وربطت عملية السلام الكاملة في المنطقة بشرط انسحاب القوات التابعة لأرمينيا من كامل إقليم كاراباخ والمناطق السبعة، في المقابل أعلنت أرمينيا التعبئة العامة والأحكام العرفية في البلاد، وأكدت رفضها الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها منذ 1994، رغم وجود أربع قرارات صادرة عن مجلس الأمن منذ تسعينيات القرن الماضي تطالبها بذلك.[7]
المساحة التي كانت تحت سيطرت القوات الأرمينية منذ 1994.[8]

 بل سعت جاهدةً لمنع أي تغيير جذري في المعادلة السابقة، ورغم أنها استجابت لدعوات موسكو في التهدئة الإنسانية مرتين على التوالي منتصف الشهر الحالي،[9] إلا أنها لم ترغب في تقديم أي تنازل يجعلها خاسرة أمام نظيرتها، دلّ على ذلك تصريح رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في 21- تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، حيث أعلن عن عدم وجود حل دبلوماسي للنزاع مع أذربيجان في المرحلة الحالية مشددًا على أن الجانب الأرميني سيخوض الحرب حتى النهاية.[10]

  • دخول لاعبين جُدد على خط النزاع كتركيا التي تجمعها علاقات تاريخية مع أذربيجان، واللافت هنا أن أنقرة عبّرت عن موقفها بشكل علني بخلاف بقية الدول المنخرطة في الصراع، وصرحت عقب الساعات الأولى للنزاع أنها ستدعم أذربيجان في صراعها مع أرمينيا بكافة الطرق والوسائل حتى تستعيد كافة أراضيها، ولعل ذلك ما دفع باكو في هذه الجولة أن تتقدّم خطوة نحو الأمام وتتشبث أكثر في موقفها أمام يريفان[11].
  • مشاركة قوات خاصة من قبل عدة دول داعمة لطرفي الصراع وإدارتها بعض العمليات، أبرزها قوات خاصة فرنسية- قوات من فاغنر – قوات خاصة تركية، وفقًا لبعض المصادر،[12] مما يؤكد أكثر أنّ حقيقة الصراع الحالي أخذ بعدًا دوليًا وإقليميًّا يتعدّى مسألة التنافس الجيوسياسي التاريخي على المنطقة، ليصل إلى تزاحم جيواقتصادي متزايد اكتسبه إقليم كاراباخ كونه على مفترق طرق للعديد من خطوط أنابيب النفط والغاز وسكك الحديد المنبثقة من منطقة القوقاز كما في الشكل.
خطوط أنابيب الطاقة في القوقاز، المصدر عربي 21.[13]

  • الجولة الجديدة تزامنت مع ارتفاع حدة التنافس الدولي في منطقة شرق حوض المتوسط التي تعاظم فيها الخلاف حول كيفية الاستفادة من ثروات المنطقة ومسائل التنقيب، علمًا أنَّ هناك توجّه دولي تقف وراءه إسرائيل وأمريكا وبعض دول أوروبا إلى ممارسة التضيق على روسيا وإيران ومنعمها من نسج تحالفات اقتصادية متعلقة بالغاز، بالتالي فإنًّ تنافس الشركات الأوربية والغربية لحجز موطئ قدم لها في استثمار احتياطات الغاز بعيدًا عن الدور الروسي ربما ساهم في تحريك المياه الراكدة في القوقاز لخلط الأوراق من جديد وتوجيه رسائل ضغط متبادلة بين المتنافسين روسيا وأمريكا ومن خلفهم تركيا الرامية للعب دورٍ إقليمي في تصدير الطاقة إلى أوربا.
  • من ناحية أخرى إنّ جذور الأزمة تاريخيًا بين أذربيجان وأرمينيا واختلافهما القانوني حول وضعية الإقليم وفشل مسار المفاوضات طيلة 30 عام بقيادة مجموعة مينسك (روسيا- أمريكا- فرنسا)، ساهم بشكلٍ مباشر في عودة الاشتباكات، وتوظيفها من قبل الأطراف الداعمة لكلا الدولتين، وهذا بحد ذاته يدين مجموعة مينسك التي فشلت طيلة سنوات النزاع في حل الأزمة بل هي ذات الأطراف التي تدعم طرفي النزاع حاليًا بالعتاد العسكري كروسيا التي تربطها مع أرمينيا علاقات تاريخية وثيقة.[14]
  • ثانيًا: مواقف الدول الفاعلة

لا يمكن فهم مواقف الدول الفاعلة في أزمة إقليم ناغورنو كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا بعيدًا عن إطار إقليمي، فأهمية جغرافيا الإقليم مستمدة من أهمية منطقة جنوب القوقاز ومنطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى التي تنازعت عليها عدة امبراطوريات فارسية وعثمانية وسوفييتية،[15] وقد أدى تفكك الاتحاد السوفييتي إلى حدوث فراغ جيوسياسي في منطقة أوراسيا وقلب العالم وجنوب القوقاز التي تحتل موقعًا مركزيًا فيها، وتربط ما بين الشرق والغرب بعقدة طرق تجارية هامة، وتملك كميات كبيرة من الموارد الطبيعية كالنفط والغاز وتعد بديلًا عن الطاقة في منطقة شرق المتوسط.

كثرة الموارد فتحت شهية الدول عليها ورفعت من حدة التنافس فسارعت الولايات المتحدة وتحديدًا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر مستفيدة من أفكار بعض المنظرين كأمثال ” زبغينيو بريجينكس” إلى تطبيق استراتيجية النفاذ والاحتواء بهدف فرض نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة، وقطع الطريق على أي محاولة ظهور محور أو معسكر أوراسي يجمع روسيا والصين.[16]

وتعد أذربيجان إحدى أهم المناطق الحيوية في جنوب القوقاز التي تمر عبرها ثلاثة خطوط رئيسية غازية إلى الأسواق الأوربية، خط باكو- تبليسي- جيهان، خط جنوب القوقاز، خط – باكو- تبليسي أرضروم. بالتالي تنبع أهمية أذربيجان في كونها أصبحت محطة وصل رئيسية لوصول اقتصاديات الدول المتقدمة والمستهلكة للطاقة إلى الموارد الغنية في دول آسيا الوسطى، مما يعني أن استقلال دول آسيا الوسطى يفقد جدواه في حال كانت أذربيجان تابعة بالكامل لروسيا، وأي تهديد عليها سيكون بمثابة وقف تعاملها مع الغرب وهو الأمر الذي لن تقبل به تركيا كونها ممر عبور لغاز أذربيجان عبر أراضيها.

المصدر: موقع أحوال تركيا.[17]

كذلك جورجيا في حال لو بقيت أيضًا تابعة لروسيا فإنها ستفقد أهميتها الاستراتيجية كدولة عبور نحو آسيا الوسطى وبحر قزوين، ولعل هذا ما يُفسر سعي موسكو إلى تدخلها عسكريًا 2008، عندما شعرت أن ميولها أصبح غربيًا.[18]

إذًا يبدو واضحًا أن خطوط أنابيب الغاز مثّل النقطة المركزية في الصراع الدائر في كاراباخ، والغاية تكمن في تهديد معادلة الطاقة الأذربيجانية وتوجيه رسائل دولية لداعميها الغربيين وبما فيهم تركيا.

واستنادًا على ما ذُكر يُصبح التكهن في فهم مواقف الأطراف الفاعلة والداعمة لطرفي الصراع في أزمة إقليم كاراباخ وفق التالي:

روسيا:

تَعْتَبر موسكو نفسها ضامنة للأمن والاستقرار في منطقة القوقاز لا سيما بعد خسارتها جزءًا من نفوذها في القسم الجنوبي بعد حقبة السوفييت، ومنذ ذلك التاريخ عملت روسيا على تقوية قبضتها في شمال القوقاز ونسجت معادلات توازن في جنوبه بهدف ضمان أمنها الحيوي ومصالحها الاقتصادية، ومن أجل الحفاظ على هذا التوازن عززت علاقاتها مع أذربيجان وأرمينيا وأشرفت على احتواء النزاع بينهما طيلة 30 عام إلى أن تَّم تتويجه باتفاق وقف إطلاق النار 1994.

تغيَّر النهج الروسي بعد ذلك التاريخ بسبب استشعارها مخاطر التمدد الغربي في جنوب القوقاز، فأقدمت على تعزيز علاقاتها مع أرمينيا مستفيدةً من وجود قاعدة عسكرية لها في غيومري، التي تستضيف أكثر من 3000 جندي، وربطت أمن أرمينيا بأمنها القومي من خلال دمجها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وفي 2010 نشرت منظومات أسلحة هجومية ودفاعية إلى جانب منح أرمينيا رخصة تفضيلية ليس فقط في مجال بيع الأسلحة، بل في تقديم منح مالية وقروض تساعدها على حيازة السلاح، ففي الفترة بين 1993- 1996 وصلت قيمة الأسلحة التي قدمتها روسيا ليريفان مليار دولار، وما بين 2010- 2018 قدمت 50 ألف طن من الأسلحة.[19]

وكل ذلك كان في سبيل تحقيق موسكو توازن قوى تعتقد أنه ضروري لإضعاف أذربيجان التي على ما يبدو غيرت من موقفها تجاه موسكو، بعد حادثة توفوز في جولة الاشتباكات السابقة، إلى جانب امتعاضها من دعمهما السخي والمتزايد لأرمينيا، وقد سبق أن وجّه رئيس أذربيجان إلهام علييف انتقادًا مباشرًا لموسكو حول قضية الدعم،[20] حينها أرسلت موسكو وزير دفاعها سيرغي شويغو لتبرير موقفها لكن بدا أنه غير مُجدٍ بعد قرار أذربيجان الانسحاب من مناورة القوقاز 2020، التي قادتها موسكو في مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي.

كل هذه التطورات التي سبقت جولة الحرب الراهنة أخدتها موسكو على محمل الجدّ وبَنت عليها في التعاطي مع طرفي النزاع في جولة الحرب الراهنة، وبخلاف موقفها التقليدي القديم الداعم لأرمينيا المباشر في حرب التسعينيات، ظهرت اليوم كطرف وسيط ومحايد بين الطرفين فدَعتهم أكثر من مرة لضبط النفس والعودة إلى المفاوضات وفق مسار مجموعة “مينسك” واتضح الموقف الروسي أكثر من خلال تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول / أكتوبر2020، حيث اعتبر أن الحرب في إقليم كاراباخ غير المعترف به دوليًا غير مشمول بمعاهدة الأمن الجماعي.[21]

وقد فُهم من هذا التصريح أنّ الرئيس الروسي لا يرغب الدخول بشكل مباشر في الحرب على غرار نهجه المعروف في سورية، كذلك لا توجد لديه دوافع في أن يتحول صراع  كاراباخ إلى حرب إقليمية، وبنفس الوقت يُعد تصريحه اعترافًا شبه رسمي بأحقية استقلال الإقليم لصالح أذربيجان أو على الأقل استردادها المناطق السبعة من قبضة أرمينيا حول الإقليم.

إذًا تصريحات الرئيس كانت واضحة في رسم استراتيجية التعاطي مع جولة الاشتباك الحالي، من باب التعامل الدبلوماسي وتفعيل خط المفاوضات والهدن الإنسانية وطرح مبادرات سياسية تحمل مقاربات جديدة تتناسب مع متغيرات الواقع الحالي في كاراباخ.  كطرح إرسال قوات حفظ سلام أو قوات عسكرية ونشرها على الحدود المشتركة بين الدولتين.[22]

 وقد ترك نهج موسكو الجديد في التعاطي مع جولة الاشتباك الحالي عدة تساؤلات عن السبب الذي دفعها لتبنّي مثل هذا الموقف، وتعددت الروايات والدوافع في تفسير ذلك مع ذلك يمكن التكهن بما يلي:

  • رغم ميول أذربيجان نحو المحور الغربي فإنّ موسكو لا ترغب في إنهاء علاقاتها معها لاعتبارات سياسية واقتصادية، كما أنَّ الرئيس إلهام علييف تجمعه علاقات جيدة مع الرئيس بوتين ويُنظر له على أنه طرف فاعل ووسيط لحلّ الأزمة، بالمقابل موسكو لا ترغب في تحويل أذربيجان إلى جورجيا ثانية لأن من شأن ذلك أن يؤثّر وينعكس على كامل معادلة الطاقة ويقلص من دورها العالمي في المنطقة، فضلاً عن الدور المشترك الذي تلعبه أذربيجان مع روسيا في القطاع الأمني والسياسي.
  • ظهرت تكهنّات أن موسكو راضية عن اندلاع هذه الجولة بسبب امتعضاها من حكومة أرمينيا التي جاءت قبل عامين حيث تشير المعطيات إلى أنَّ رئيس الحكومة الحالي نيكول باشينان فتح مسار تقارب مع الغرب، كما أن بلاده شاركت مع حلف الناتو في مهمات لحفظ الأمن في أفغانستان والبلقان،[23] بالتالي لا مانع لدى موسكو من إضعاف أرمينيا أمام نظيرتها أذربيجان كي تعيد حساباتها الغربية الحديثة.
  • أيَضًا عدم اعتراض موسكو على اندلاع هذه الجولة يُراد منها توجيه رسائل للغرب حول إمكانية تهديد مصادر الطاقة في أذربيجان، بسبب أن الولايات المتحدة كانت قد مارست ضغطًا على موسكو في خطوطها نورد ستريم، وتورك ستريم، كما أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع في أواخر 2019 قانون عقوبات على الشركات المساهمة في مشروع السيل الشمالي 2، الهادف لضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا بشكل مباشر.[24]
  • ترغب موسكو في الحفاظ على الحد الأدنى في علاقاتها المشتركة مع طرفي النزاع، ولا ترغب على الأقل في المدى المتوسط التدخّل عسكريًا في أزمة كاراباخ فمن الناحية القانونية حجتها ستبقى ضعيفة في حال استمرت الحرب داخل حدود الإقليم غير المشمول في معاهدة الأمن الجماعي، وربما استند بوتين على هذا الأساس في تصريحه للتغطية على عدم جاهزيته لذلك في ظل انشغاله في أكثر من ساحة كسوريا وليبيا ومالي، وأزماته مع أوروبا في قضية تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، وأزمة بيلاروسيا، وملف الطاقة في حوض شرق المتوسط.
  • رغبة موسكو في ممارسة ضغوطات على تركيا ليس فقط في جنوب القوقاز بل في أكثر من ملف كليبيا وسوريا، مع التنويه أنَّ هذا التنافس لا يشترط وجود حالة عداء وخلاف متبادل، بل يصب أكثر في إطار مصلحي ومنفعي على نزع مكاسب تقود إلى تعزيز النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي لكليهما.

تركيا

تقف أنقرة إلى جانب أذربيجان في هذه الجولة من الصراع بشكل مباشر، فمنذ اليوم الأول أعلنت تركيا استعدادها تقديم كافة وسائل الدعم لباكو ومنها التدخل عسكريًا إن طلبت ذلك في سبيل استعادتها كافة أراضيها التي تتهم أرمينيا باحتلالها.

الجدير ذكره أن تركيا ورغم علاقاتها التاريخية مع باكو إلا أنها لأول مرة تصل إلى هذا المستوى من الدعم العلني في قضية كاراباخ على صعيد ارتفاع سقف المواقف السياسية التي برزت من قبل المؤسسات والأحزاب بما فيها المعارضة، فضلًا عن استفراد وزارة الدفاع في تغطية وقائع المعركة والتي تم التركيز فيها على الطائرات المسيرة التي تستهدف مجموعات قتالية ومنظومات دفاع جوي.[25]

ومن المعروف أن أنقرة تجمعها مع باكو علاقات استراتيجية على الصعيد الأمني والعسكري بموجب اتفاقية التعاون الموقعة في 2010، تلاها اتفاقية أخرى في شباط/ فبراير- 2020، حصلت من خلالها باكو على أسلحة بقيمة 30 مليون دولار، بذلك احتلت أنقرة المرتبة الثالثة في قائمة الدول المصدرة للسلاح لأذربيجان، ويُجري البلدان سنويًا عشرات التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة.[26]

وتسوّغ تركيا موقفها الداعم لباكو من خلال عدة اعتبارات وهي:

  • طبيعة العلاقة التاريخية وما فيها من روابط العرق والدين- الهوية واللغة تأخذها تركيا بعين الاعتبار انطلاقًا من مقولة شعب واحد في دولتين، وهذا ما يُفسر التناغم في العلاقات وجعلها مسألة مصيرية لكلا البلدين.
  • تهتم تركيا في تعزيز خاصرتها الشمالية الشرقية المشتركة مع أرمينيا وإيران بهدف قطع الطريق على أي محاولة تطويق وعزل جيوسياسي لها، وتعتبر أذربيجان منفذها الوحيد وبوابتها لبناء نفوذ استراتيجي يحقق لها تواصل مع آسيا الوسطى وبحر قزوين، كما لا تغيب مخاوف أنقرة من مهددات القاعدة الروسية الموجودة في أرمينيا والتي تبعد عن حدودها 10 كم.
  • العداء التاريخي الذي يجمعها مع أرمينيا على وقع تبادل الاتهامات في قضية “انتهاكات الأرمن” عام 1915، جعلت من تركيا داعمة لنظيرتها أذربيجان بحكم أن الأخيرة تتبادل الاتهامات مع أرمينيا في الانتهاكات التي ارتكبت بين 19180 و1920.
  • الرغبة في تحقيق تواصل جغرافي مع أذربيجان والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، عبر إقليم ناهتشيفان، وما يمنع ذلك وجود حاجز أرميني يعيق هذا التواصل بموجب المناطق السبعة التي سيطرت عليها سابقًا[27]، وهذا ما يُفسر الإصرار التركي في ضرورة انسحاب القوات الأرمينية من جميع المناطق كشرط قبل أي تسوية سياسية.
مصدر: موقع الصفحة الرسمية د. سعيد الحاج.[28]

  • عامل الطاقة من أهم الاعتبارات التي تجعل أنقرة تقف مع باكو، وتعوّل عليها مستقبًلا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، كم سبق ذِكره أعلاه.

إيران

جاء موقف طهران المُعلن من النزاع الحالي كطرف وسيط بين الطرفين، تجلّى ذلك من خلال دعوة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عرض الوساطة وتفعيل مسار المفاوضات، كذلك رفضت إيران كل التقارير التي اتهمتها بتنفيذ تعاون مع روسيا بعبور أسلحة إلى أرمينيا عن طريق معبر نوردوز البري،[29] استمرت بعد ذلك بتوجيه تحذيرات لطرفي الصراع من إحداث فوضى على مقربة من حدودها المشتركة مع أرمينيا وأذربيجان، وقد عكست هذه التصريحات عن موقفها الحقيقي من الصراع والذي كان داعمًا لأرمينيا وفقَ عدة اعتبارات.

الموقف الإيراني الداعم لأرمينيا ليس وليد الجولة الراهنة من الصراع، فقد تحولت البوصلة من باكو إلى يريفان منذ لحظة وصول رئيس أذربيجان السابق حيدر علييف إلى السلطة 1993 مصاحبًا معه خطابًا قوميًّا مثيرًا للنزعة الانفصالية داخل إيران، وهو ما تخشاه إيران منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالي،[30] وذلك بسبب أن القومية الثانية داخل إيران بعد الفارسية هي الأذرية الإيرانية (مواطنون إيرانيون شيعة من أصل أذري)  ويقطنون في شمال إيران، لذا فإنَّ خشية طهران  تكمن في أنًّ نجاح لنموذج أذري يُعرّف عن نفسه على أساس قومي سيكون عامل جذب لنزعات انفصالية في شمالها، و من هذا المحدد الديني والتاريخي فمن مصلحة إيران بقاء أذربيجان في حالة ضعف واستنزاف ولا سبيل لذلك إلا من خلال تزكية حالة العداء التاريخي مع نظريتها أرمينيا.[31]

يُضاف إلى عامل الهوية والدين، محدِّد تاريخي قديم متعلّق بموضوع الهيمنة الجيوسياسية على منطقة القوقاز، فكما سبق ذكره أنّ هذه المنطقة متنازع عليها من قبل عدة دول، روسيا تعتبرها إرثها السوفييتي، وتركيا تعتبرها ضمن فضائها العثماني القديم، بالمقابل إيران تعدها جزءًا لا يتجزأ من الإمبراطورية الفارسية، عند هذا المقام تلاقت مصالح إيران مع روسيا في تلك الفترة 1994، لصدّ التمدد التركي في المنطقة، ومؤخرًا من خلال موقفها الداعم لأرمينيا سعت لمنع التواصل الثقافي والجيوسياسي التركي مع دول آسيا الوسطى وبحر قزوين.

كذلك سعت من خلال تعزيز علاقاتها مع أرمينيا إلى الاستفادة منها في مجال الاقتصاد فمقابل تقديمها الطاقة لأرمينيا تُقدم الأخيرة لها الكهرباء، فضلًا عن حاجة إيران الحيوية إلى توفير معبر تجاري عبر أرمينيا يصلها بالأسواق الأوربية، وذلك بعد صعوبة تحقيق ذلك من خلال أذربيجان وتركيا بحكم العلاقات المتوترة.

ولا يغيب عامل الطاقة عن أجندات إيران فهي تتلاقى أيضًا هنا مع روسيا في تهديد خطوط نقل الغاز الأذرية، مما يكسبها أوراق ضغط على الغرب وأوروبا في تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها،[32] ويتماشى ذلك مع ضغط موازٍ على أذربيجان في ملف التنقيب عن الطاقة في بحر قزوين بسبب تضارب مواقفهما التاريخية حول موضع النِسب إذ لا تزال تتمسك طهران بما تعتبره حقها بنسبة 50% وفقًا لمعاهدات قديمة، معنى ذلك أنها ليست معنية بكل الاتفاقيات والتصورات التي تناقشها مع الدول المطلّة على بحر قزوين التي ظهرت عقب انهيار الاتحاد السوفييتي. وأخيرًا تسعى إيران إلى تعزيز العامل الأمني الدفاعي لدرء المخاطر والمهددات التي تعتقد أنها قادمة من أذربيجان بحكم علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل.

إسرائيل

تعد إسرائيل وبحكم طبيعة علاقاتها التاريخية مع أذربيجان عاملًا مؤثرًا في أزمة كاراباخ، ولأجل تعديل ميزان القوى رأت باكو أن تعزيز علاقاتها مع إسرائيل وتركيا ضمن المحور الغربي من الممكن أن يقوّي موقفها في مواجهة محور إيران روسيا أرمينيا، بالمقابل رأت إسرائيل وبعد اعترافها باستقلال أذربيجان أنه من الممكن أن تستفيد من أرمينيا بالضغط على إيران بحكم موقعها الجغرافي، بالإضافة إلى شهيتها الاستفادة من مصادر الطاقة الأذربيجانية.

ومن زاوية تبادل المصالح المشتركة أصبحت إسرائيل مع الوقت من أكبر مستوردي النفط الأذري، مقابل حصول باكو على الأسلحة الإسرائيلية المتطورة بما فيها الطائرات المسيرة،[33] ويُشير معهد بيغن الإسرائيلي أن شركات دفاع إسرائيلية قامت بتدريب القوات الخاصة الأذربيجانية، وساهمت في بناء أنظمة أمنية لمطار باكو،[34] إلى جانب التعاون في المجال الأمني والاستخباري على طول الحدود المشتركة بين أذربيجان وإيران في 2017 كما أفاد معهد ستوكهولم الدولي، أن باكو اشترت تكنولوجيا عسكرية من إسرائيل بقيمة 127 مليون دولار.[35]

وانطلاقًا من هذه الشراكة استطاعت باكو تجاوز عقبة التفوق العسكري وأحدثت أثرًا في جولة الصراع الراهنة، فرغم عدم وجود إجماع كافٍ لخسائر يريفان إلا أنها في العموم وصلت لأرقام هائلة لأول مرة منذ عام 1994.

خلاصة

بناءّ على ما تّم ذكره وبعد تفنيد مواقف الأطراف المختلفة الداعمة لطرفي النزاع في أزمة إقليم كاراباخ تَخلُص الورقة إلى الاستنتاجات الآتية:

  • جولة الاشتباك الحالية هي سلسلة لمسار تاريخي معقد بين طرفين متناقضين في كل المستويات (الدين- العرق – القومية- المصالح – الأهداف – التحالفات) وهي محددات يتم استغلالها من قبل الأطراف الداعمة لهما بما يتناسب مع المتغيرات الجيوسياسية ومصالحهم في المنطقة.
  • النزاع بين باكو – يريفان يتعدّى مسألة الخلاف القانوني على مصير الإقليم وبات مرتبطًا بأبعاد دولية وإقليمية تمس بشكل مباشر معادلات التنافس الجيواقتصادي على مصادر الطاقة المتوفرة في القوقاز- آسيا الوسطى- بحر قزوين، ويدعم هذا الطرح ظهور معطيات جديدة على الساحة الدولية كالتوتر الحاد في منطقة حوض المتوسط الذي يكشف عن خلاف حول كيفية استثمار احتياطات الغاز المكتشفة منذ 2010، بهدف تقليل الاعتماد على الغاز الروسي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.
  • المعطى السابق يتم التعامل معه على الصعيد الدولي والإقليمي بين المتنافسين وفقَ استراتيجيات اختبار القوة بعدة أساليب كفرض سياسات أمر واقع، وممارسة ضغوطات متبادلة في الملفات المشتركة خصيصًا في مشاريع مد أنابيب الغاز، بالتالي إن إقليم كاراباخ وانطلاقًا من موقعه الحيوي على مفترق طرق رئيسة لنقل الموارد لأوروبا، قد دخل مجددّا في معادلة التنافس الكبرى، بدليل جولة الاشتباك السابقة التي حدثت في أقصى شماله ” توفوز” وهددت مصادر طاقة أذربيجان – وتركيا- وجورجيا.
  • دخول لاعبين جُدد على خط الصراع كتركيا التي أظهرت دعمها الكامل لأذربيجان ربما يساهم في تعقيد الأزمة، بسبب وقوفها على نقيض مع بعض الدول حول مصير ومستقبل منطقة جنوب القوقاز، كما أنَّ اعتباراتها التي تنطلق منها في التعاطي مع الأزمة ستقود إلى زيادة فعالية كل من موسكو وإيران وفرنسا في دعم يريفان.

انطلاقًا من توصيف مواقف الدول الداعمة لطرفي النزاع في أزمة إقليم كاراباخ التي تمَّ ذكرها، إلى جانب انشغال الولايات المتحدة في الانتخابات الأمريكية وعدم وجود فعالية أوروبية من قبل مجموعة “مينسك” لحل النزاع، يُرجح إدارة الأزمة واحتواؤها من قبل طرفين فاعلين (تركيا- روسيا) فالأولى تُحاول إيجاد مقاربة جديدة لتسوية النزاع تكون هي جزء منه بشكل يضمن لها بعض مكاسبها المستقبلية في المنطقة، ولعل أهم أوراقها دفع أذربيجان لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الميدانية وتوسيع مناطق السيطرة بشكل يدعم موقفها التفاوضي مع أرمينيا مستقبًلا. في حين موسكو ستلعب على كافة المتناقضات بين طرفي النزاع المحليين بحكم طبيعة العلاقة الثنائية، لمنع انزلاق الأزمة لمستوى عالمي، فمثل هذا الخيار سيكون بمثابة خسارة كبيرة لها في معادلة الطاقة إلى جانب نسف عمقها الأمني والدفاعي عن العاصمة موسكو. بالتالي قد تستغل موسكو فترة انشغال الانتخابات الأمريكية بهدف إعادة رسم محددات جديدة بين أرمينيا – وأذربيجان لضمان الحفاظ على حد أدنى من توازن القوى في جنوب القوقاز، لكن هذه المرة ستكون بشكل مختلف عن حقبة التسعينيات، وربما هذا أكثر ما يُزعج يريفان التي دخلت في مسار استنزاف متواصل في كافة المجالات.

“الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات“

جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات©2020 


[1] https://bit.ly/37zu9Rl

الجزيرة، ناغورني قره باغ: جذور الصراع وعوائق التسوية، ن- 17-3- 2008.

[2] https://bit.ly/3jtXsXA

خبر أرمني، اشتباكات 12 يوليو 2020 بعد محاولة أذربيجان خرق حدود أرمينيا قرب تافوش، شوهد 24- أكتوبر- 2020.

[3] https://bit.ly/2HuHi3f

موقع 21، هذا أهم ما تريد معرفته حول الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، 29- سبتمبر- 2020.

[4] https://bit.ly/35rZC56

الأناضول، تركيا: قصف مدينة كنجة الأذربيجانية دليل يأس أرمينيا، ن- 4- أكتوبر- 2020.

[5] https://bbc.in/3ksSewv

bbc، أرمينيا وأذربيجان: كيف تغيّر طائرات درون وجه الحرب في ناغورنو كاراباخ، ن- 10 أكتوبر- 2020.

[6] https://bit.ly/2ToMSqp

مصدر الصورة، الصفحة الرسمية ” تويتر” خبير شؤون القوقاز ومنطقة آسيا الوسطى د. باسل الحاج جاسم.

[7] https://bit.ly/3omUzf0

رسالة بوست، قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن قضية احتلال ‎أرمينيا لإقليم ‎قره باغ الأذري، شوهد، 24- أكتوبر- 2020.

[8] https://bit.ly/34kMmju

عربي بوست، قصة الصراع المرير الذي يعود لمائة عام، ن- 28-9- 2020.

[9] https://bit.ly/34siIZL

تركيا الآن، فشل «هدنة كاراباخ» بعد ساعات من توقيعها في موسكو.. والسبب: «جرائم الحرب»، ن- 11- أكتوبر- 2020.

[10] https://bit.ly/3mjUmHK

موقع الموقر، رئيس وزراء أرمينيا: لا حل دبلوماسيا للنزاع في قره باغ حاليا وسنقاتل حتى النهاية، ن- 21- أكتوبر- 2020.

[11] https://bit.ly/3dSSwdL

روسيا اليوم، تركيا تعلن دعمها الكامل لأذربيجان، ن- 27- سبتمبر- 2020.

[12] https://bit.ly/3mvL63p

د. عبد الحميد العوني، بين أرمينيا وأذربيجان، شوهد – 20- أكتوبر- 2020.

[13] https://bit.ly/3dPapdo

موقع عربي 21، تعرف على خطوط الطاقة في جنوب القوقاز بعد تحذير أردوغان، ن- 13- أكتوبر- 2020.

[14] https://bit.ly/31GcWBP

موقع خبر أرمني، أرشيف العلاقات بين روسيا وأرمينا، شوهد 19- أكتوبر- 2020.

[15] https://bit.ly/34nlX4z

المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، رحاب الزيادي، لماذا تصاعد التنافس الدوليّ في منطقة بحر قزوين وجبال القوقاز، ن- 6- أكتوبر- 2020.

[16] https://bit.ly/34rEBIk

محمد كشيش خشان، الأهمية الجيوبولتيكية لمنطقة جنوب القوقاز في النظريات الجيوبولتيكية وأثرها في الاستراتيجية الأمريكية المعاصرة، شوهد – 220 أكتوبر- 2020.

[17] https://bit.ly/3ovKVqy

أحوال تركيا، ن- 25- فبراير- 2020.

[18] https://bit.ly/3dTPztj

د. أحمد منيسي أبعاد التدخل الروسي في جورجيا، مركز الإمارات للدراسات، ن- 26- أغسطس – 2008.

[19] https://bit.ly/34uV2UF

الأناضول، قليم “قره باغ”.. 6 أسئلة تشرح الأزمة خلال 30 عاما، ن- 29- سبتمبر- 2020.

[20] https://bit.ly/3ksag2b

الأناضول، أذربيجان تعرب عن استيائها من تزايد الدعم العسكري الروسي لأرمينيا، ن- 13- 8- 2020.

[21] https://bit.ly/2Hyt0OI

TRT، بوتين: لدينا مسؤوليات تجاه أرمينيا لكن الاشتباكات لا تجري على أراضيها، ن- 7- أكتوبر- 2020.

[22] https://bit.ly/3e0C0IH

أورينت نت، تصعيد خطير في “قره باغ” ولافروف يدعو لنشر عسكريين روس، ن- 14- أكتوبر- 2020.

[23] https://bit.ly/35wcwiE

الأمين العام للناتو يشكر أرمينيا لمساهمتها في تنفيذ مهام الحلف في كوسوفو وأفغانستان، أرمن برس، ن- 10 – مارس 2016.

[24] https://bit.ly/37B6Lmf

الأناضول، ترامب يوقع قانون عقوبات على مشروع “السيل الشمالي 2، ن- 21- 12، 2019.

[25] https://bit.ly/3jr12Sr

العربي للأبحاث والدراسات، أزمة ناغورنو قره باغ: ديناميات الصراع، واحتمالاته، وانعكاساته عربيًا، ن- 7- أكتوبر- 2020.

[26] https://bit.ly/31EMWqv

تركيا الآن، بالأرقام.. أنقرة تؤكد: أذربيجان الأولى في قائمة مستوردي الأسلحة التركية

[27] https://bit.ly/3jkxypi

الجزيرة للدراسات، ناغورنو كاراباخ: ساحة صراع جديدة بين روسيا وتركيا، ن- 28- سبتمبر- 2020.

[28] https://bit.ly/31x8aqj

مصدر الصورة، ن- 7- أكتوبر- 2020.

[29] https://bit.ly/3dSbFfM

حرمون للدراسات، لماذا تتعاون إيران مع روسيا لنقل الأسلحة إلى أرمينيا، ن- 10- أكتوبر- 2020.

[30] https://bit.ly/31DoAgO

د. باسل الحاج جاسم، بين أذربيجان وإيران علاقة جوار غير مستقرة، ن- 4- أكتوبر- 2020.

[31] https://bit.ly/37B948T

د. علي باكير، موقف إيران من الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، ن- 29، سبتمبر – 2020.

[32] https://bit.ly/3dScCVo

معهد واشنطن احتدام القتال في ناغورنو كاراباخ: البعد الإيراني، ن- 6- أكتوبر- 2020.

[33] https://bit.ly/3oh8NOm

د. علي باكير، إيران والعلاقات الأذربيجانية-الإسرائيلية، ن- 30 أكتوبر- 2020.

[34] https://bit.ly/3jzks7T

إنجي مجدي، تنافسات جيوسياسية وتحالفات مثيرة حول ناغورنو قره باغ، ن- 28- سبتمبر – 2020.

[35] نفس المرجع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى