الاصداراتالدراسات الاستراتيجيةترجمات

ماذا قال فابيوس للمحكمة؟

خلال التحقيق في قضية لافارج وأنشطتها المثيرة للجدل، تمّ الاستماع إلى الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس، استُدعيَ أمام المحكمة كشاهدٍ حسب ما نشرته صحيفة لوموند ووكالة فرانس برس.

“لا أتذكر بالضبط” كانت هذه إحدى إجابات لوران فابيوس وزير الخارجية السابق أمام قاضي التحقيق بخصوص التحقيق في قضية لافارج للإسمنت.

ووفقًا لصحيفة لوموند فقد تمّ الاستماع كذلك إلى الرئيس الحالي للمجلس الدستوري يوم 20 تموز/يوليو الماضي كشاهد في أنشطة الشركة.

يُشتبه بقيام الشركة بتمويل تنظيم الدولة وجماعاتٍ أخرى للحفاظ على نشاط مصنعها في الجلابية السورية شمالي مدينة الرقة. كما وُجهت إلى لافارج كذلك أواخر حزيران/يونيو الماضي تهمة التواطؤ في جرائم ضدّ الإنسانية وتعريض حياة موظفي الشركة للخطر.

في تشرين الأول/أكتوبر 2017 قال موظفون سابقون في الشركة أنّ الوزير الذي شغل حقيبة الخارجية بين أيار/مايو 2012 حتى شباط/فبراير 2016؛ أنّه كان على علمٍ بهذا الملف.

ماذا يعرف لوران فابيوس؟

في حديثٍ له لقناة فرانس انفو الفرنسية في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2017 قال نائب رئيس شركة لافارج كريستيان هيرو “كل ستة أشهرٍ كنّا نذهب إلى وزارة الخارجية التي كانت تدفعنا إلى البقاء في سورية”، هذا كان رغم هجمات مجموعات تنظيم الدولة وقتها.

في نهاية نيسان/أبريل الماضي كان مدير السلامة السابق في مجموعة لافارج قد أعلن أنّه سبق وأخبر جهاز المخابرات الفرنسية بذلك.

في رسالة أرسلها إلى قضاة التحقيق بداية آذار/مارس، أقرّ السفير الفرنسي السابق في سورية إيريك شوفالييه أنّه أجرى لقاءً خاصًا مع مسؤولي شركة الإسمنت في صيف 2012.

في محضر استجواب فابيوس، الذي نشرت لوموند ووكالة فرانس برس مقتطفات منه في حزيران/يونيو الفائت، يقول فابيوس أنّ القضية “لا تخصّه أبدّا”

مسألة لافارج ترتبط بما حصل بين تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وأيلول/سبتمبر 2014. أغلق المصنع نهاية أيلول/سبتمبر 2014 وعاد ثانية في تموز/يوليو 2015 باسم (لافارج هولسيم)، بعد الاندماج مع مجموعة هولسيم السويسرية.

تُفيد التقارير أن الشركة سلّمت تنظيم الدولة عبر وسيط أكثر من 500 ألفِ دولار، واشترت من التنظيم مواد خام بما في ذلك النفط، في انتهاكٍ لحظر الاتحاد الأوربي.

في ذلك الوقت كانت الدبلوماسية الفرنسية في الخطّ الأمامي لإسقاط نظام بشار الأسد، وكانت تكافح ضدّ التنظيمات الإرهابية ذات التهديد المتزايد حينها.

من هنا، هل يُعقل أن يكون لوران فابيوس لا يعلم وقتها أنّ لافارج كانت المصنع الفرنسي الوحيد الذي ما زال يعمل في البلاد؟ “لا أتذكر بدقّة” في تموز/يوليو نشرت لوموند هذا التصريح لفابيوس، “لا يوجد عندي أي معلومة عن هذا الملف” ثمّ يُصرّ متابعًا “لم أتلقَ أبدًا أي سؤال يخص لافارج”.

صحيفة لو جورنال دو ديمانش 30 تموز/يوليو 2018
الرابط الأصلي

 

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز برق للاستشارات والدراسات المستقبلية 

جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للاستشارات والدراسات المستقبلية © 2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى