الاصداراتدراساتمتفرقات 1

ديالى والتغيير الديموغرافي

558

الملخص:

تشهد الساحة العراقية تغييرات ديموغرافية واسعة منذُ العام 2003 إبان الغزو الأمريكي، واتضحت معالم هذا التغيير أكثر بعد الأحداث التي عقبت عملية تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء (22-2-2006) حيث انتهجت إيران وبأيادي عراقية تنفذ سياسة تغيير التركيبة السكانية في المناطق السنية العربية.

تكمن أهمية ديالى أنها تُمثّل مثلثاً جغرافياً بين إقليم كردستان العراق وبغداد وإيران بالإضافة إلى طول الحدود التي تجمعها بإيران كما أنها تشكل ممراً قصيراً بين إيران وبغداد عن طريقه تستطيع القوات الإيرانية خلال ساعة الوصول إلى بغداد، كما تمثل أقصر طريق بري من إيران إلى سوريا في ظل سيطرة “تنظيم الدولة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق”.

لذلك فمن المحتمل أن تقوم إيران بتنفيذ استراتيجية التهجير القسري المباشر أو التهجير غير المباشر، وتأمين خطوط الإمداد مع بغداد. وهذا يعني أن إيران تتحرك بحرية وتختار الطريقة التي تراها مناسبةً لها في ظل غياب الدعم العربي للقوى والعشائر السنية العراقية في ديالى وفي غيرها من المناطق.

 

تشهد الساحة العراقية تغييرات ديموغرافية واسعة منذُ العام 2003 إبان الغزو الأمريكي، واتضحت معالم هذا التغيير أكثر بعد الأحداث التي عقبت عملية تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء (22-2-2006) حيث انتهجت إيران وبأيادي عراقية تنفذ سياسة تغيير التركيبة السكانية في المناطق السنية العربية، وقد شملت هذه السياسة عدة مناطق أبرزها ديالى والبصرة وبابل.

وعلى غير العادة فإن التغيير الديموغرافي لم يتركز في المناطق التي تسكنها الأقليات فقط بل تعدى ذلك إلى المناطق التي تسكنها الأغلبية أيضاً. كما هو الحال في محافظة ديالى التي تقطنها غالبية عربية سنية بالإضافة إلى وجود أقلية من الأكراد الفيليين الشيعية وأقلية تركمانية سنية وشيعية. سيتم في هذا التقرير التركيز على أبرز محطات واستراتيجيات التغيير التي تعرضت لها هذه المدينة بدءاً من عام 2003 مروراً بعام 2006 والتي لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.

أهمية ديالى الجيوسياسية:

تقع ديالى (ومركزها مدينة بعقوبة) شرق العراق وتبعد عن العاصمة بغداد 60 كم شمالاً، ويقدر عدد سكان المحافظة ب(1.27) مليون نسمة[1]، وتعد ديالى المحافظة العراقية الوحيدة ذات الغالبية السنية العربية التي لها حدود مع إيران، في حين أن المحافظات الحدودية الأخرى مع هذا البلد ذات غالبية شيعية أو سنية كردية، وتمثل ديالى أقرب الطرق المؤدية إلى العاصمة بغداد من جهة إيران[2]، وذلك عبر منفذي مندلي وبدرة. كما أنها تُمثّل مثلثاً جغرافياً بين إقليم كردستان العراق وبغداد وإيران[3].

يتبع المحافظة ستة أقضية وهي: قضاء بعقوبة، وخانقين، و بلدروز، والمقدادية، والخالص، وقضاء كفري، وتعد مدينة مندلي التابعة لقضاء بلدروز الأقرب لإيران حيث يفصلها عن الحدود الإيرانية كيلومترات قليلة فقط.

وقد اكتسبت ديالى أهميتها الاستراتيجية لثلاثة أسباب؛ الأول: قربها من العاصمة بغداد. الثاني: طول حدودها المتاخمة لإيران إذ يبلغ طولها 240 كيلو متر[4]، وعلاوةً على ذلك فإنها تمثل أقصر طريق بري من إيران إلى سوريا في ظل سيطرة “تنظيم الدولة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق”.

تكون بهذا الممر الذي يربط إيران ببغداد. بالإضافة إلى أنها تعتبر من المداخل الرئيسية للبضائع والزوار الإيرانيين إلى العراق، بالتالي فإنها تشكل أهمية عسكرية واقتصادية واجتماعية.

التركيبة الديموغرافية لديالى:

يشكل المكون السني ما نسبته 70% من سكان ديالى مقابل 30% من الشيعة[5] حيث يتركز الشيعة في قضاء الخالص والقرى المحاذية لنهر دجلة، و منطقة السعدية والقصرين والجديدة وصولاً إلى الراشدية، ثم بعض القرى شرق الخالص، وعدد من القرى الأخرى الواقعة في الجانب الأيمن من نهر ديالى، في حين هناك أعداد كبيرة من قرى السنة تحيط بها، أمَّا الجانب الأيسر لنهر ديالى فإن القرى المحاذية للنهر من خارج مدينة بعقوبة فهي خليط من الشيعة و السنة وصولاً إلى قرب المقدادية، وهناك عشائر مختلفة موزعة بين السنة و الشيعة في منطقة المقدادية وبلد روز، أما مدينة بعقوبة (مركز المحافظة) فلها وضع خاص كونها تضم خليطا من السنة و الشيعة وتحيط بها نواح وقرى مؤثرة عليها مثل بهرز والتي يتركز فيها السنة بشكل كبير بل تعتبر معقلاً لهم. أما مناطق خانقين وجلولاء والسعدية فإن الكرد فرضوا عليها سيطرة كاملة ولا يسمح للعشائر العربية أن تقوم بأي نشاط فيها[6]. وتجدر الإشارة هنا إلى أن نسبة العرب السنة في المحافظة قد تناقصت بشكلٍ كبير بسبب ما يتعرضون له من تهجيرٍ واعتقالٍ وقتلٍ على الهوية حتى بلغت نسبتهم 50% او أقل من ذلك[7].

ديالى في الحرب العراقية الإيرانية 1980:

لعبت ديالى بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين العراق وإيران دوراً محورياً في مجريات الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي ويرجع السبب في ذلك إلى قربها من العاصمة العراقية بغداد، وهي بذلك تشكل ممراً استراتيجياً لإيران فيما تشكل للعراق خاصرةً رخوة. ويعود السبب في ذلك إلى أن القوات الإيرانية (وخلال ساعة واحدة فقط) تستطيع العبور إلى بغداد، لذلك كانت ديالى مركزاً للحرب العراقية الإيرانية. وكانت إيران أثناء الحرب تحاول تحقيق اختراق عبر ديالى لاحتلال بغداد وخلق أمر واقع يحسم الحرب لصالحها.[8].

وسائل وآليات التغيير الديموغرافي في ديالى:

بدأت أولى محطات التغيير الديموغرافي في ديالى بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ودخلت إيران بثقل كبير على خط التغييرات السكانية الممنهجة في المحافظة، معتمدة في ذلك على أذرعها المسلحة من مليشيات قديمة تم تأسيسها في إيران[9] ، وأخرى تم تشكيلها بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. حيث بدأت عمليات التهجير والقتل على الهوية وتهديم المساجد بالإضافة إلى الاعتقالات وتجريف الأراضي الزراعية، وكانت المرحلة الممتدة بين عامي 2006 و 2007 (تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء وما عقبها من حرب أهلية) هي المحطة الثانية والمفصلية بالنسبة للعرب السنة في ديالى، حيث شهدت المدينة موجاتٍ كبيرة من التهجيرٍ القسري والقتل على الهوية وقد تم في هذه الفترة تشكيل ما يعرف ” بالجهاز المركزي ” في وزارة الداخلية العراقية بإدارة “هادي العامري*” (قائد ميليشيا فيلق بدر) الذي أنيط به مهمة إحصاء وتحديد أماكن تواجد السنة ليتم تنفيذ ما يُخطط له. [10]

كما أن إيران قامت ببناء سدود على منابع نهر ديالى بالإضافة إلى القاء المخلفات الطبية والمياه الثقيلة في النهر ما أدى إلى انخفاض منسوب النَّهر مقابل ارتفاع نسبة التلوث فيه[11]، الأمر الذي اضطر الكثر من السكان إلى هجر مساكنهم ومزارعهم بحثاً عن مكان آخر.

وقد قام نوري المالكي -رئيس الوزراء العراقي السابق -بتوزيع قطع أراضٍ لمواطنين وموظفين للمشمولين بقرارات منح الأراضي (من يطلق عليهم أبناء الشهداء مثلاً) من سكان جنوب العراق في ديالى، بصورة مخالفة للقانون، بينما سمح لإيران بافتتاح ثلاثة مكاتب ثقافية داخل المحافظة، لتتفوق على النجف وكربلاء والبصرة، التي تحوي كل واحدة منها مكتباً واحداً يمارس أنشطة مختلفة غالبيتها دينية.

المرحلة الثالثة والأكثر أهمية ومفصلية هي المرحلة التي بدأت بدخول ” تنظيم الدولة” إلى ديالى عام 2014 وما عقبه من معارك شرسة بينه وبين الميليشيات الشيعية بقيادة “هادي العامري” انتهت بانسحاب التنظيم من المحافظة، حيث بدأت عملية تغيير ديموغرافي ممنهجة شملت عمليات قتل وتهجير واعتقالات واسعة النطاق بالإضافة إلى منع النازحين من الأهالي من العودة إلى ديارهم، وتشير آخر الإحصاءات* إلى أن 2000 عائلة فقط استطاعت العودة إلى مناطقها في ديالى من أصل أكثر من 150 ألف عائلة نازحة.[12]

وأكد “رعد الدهلكي” النائب عن محافظة ديالى ورئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية بأن التغيير الديموغرافي أصبح واقعاً في مدينة ديالى، وبأن هناك أطراف تابعة لإيران وتعمل تحت مظلة الحشد الشعبي تقود هذه العملية قائلاً “هناك مناطق عديدة تشهد انتهاكات أمنية وتجاوزات لا يمكن السكوت عنها، وما يجري في منطقة المُخيسة خير دليل على ذلك، وهناك عملية تهجير تجرى بشكل علني، من خلال قصف متعمد لبعض مناطق ديالى ما أسفر عن تهجير جماعي للعوائل، وأن هناك عصابات تعمل تحت اسم الحشد الشعبي، لها أجندات خارجية لزرع الفتنة والتسبب في التغيير الديمغرافي”[13]

وقد أشار التقرير الذي أصدره “مكتب جنيف الدولي للعدالة” والذي حمل عنوان “جرائم التطهير العرقي والطائفي في ديالى” إلى أن ما يجري في محافظة ديالى يعد “تغييراً ديموغرافياً” يجري لمصلحة الشيعة على حساب السنة، تحت أنظار الحكومة العراقية ومباركتها، وقد ذكر التقرير أسماء 19 من الشخصيات السياسية والعسكرية المعروفة التي لها يد فيما يجري في المحافظة ومن أبرز هذه الأسماء (نوري المالكي، هادي العامري، أبو مهدي المهندس (قائد في ميليشيا الحشد الشعبي ونائباً لهادي العامري، حيدر العبادي (رئيس الوزراء الحالي)، قيس الخزعلي (قائد ميليشيا عصائب أهل الحق)، قاسم سليماني، وغيرهم من الشخصيات …)[14]

وأشار التقرير إلى أن مدينة المقدادية تعتبر من أكثر المدن تضرراً مما يجري، حيث تتركز فيها عمليات القتل والتهجير.

ويمكن تحديد ممارسات الميليشيات الشيعية ضد أهالي ديالى بالنقاط الآتية [15]:

1-ارتكاب أعمال قتل طالت آلاف المدنيين.

2-إحراق آلاف البيوت والمزارع والمساجد، حيث بلغ عدد المساجد التي طالتها أعمال الحرق أو التهديم 160 مسجداً[16]

3-نهب الممتلكات الخاصة.

4-محاصرة القرى وتجويع سكانها.

5-حملات اعتقال عشوائي لآلاف الشباب، حيث تشير التقارير إلى أن 80% من المعتقلين في سجن مكافحة الإرهاب المركزي في بغداد هم من أهل ديالى.[17]

6-منع عودة السكان الأصليين إلى تلك المناطق.

اللاعبون:

يوجد في ديالى عدة لاعبين، كلهم من الشيعة ما عدى بعض القوى العربية السنية الضعيفة مثل الحزب الإسلامي العراقي.  وهناك عدة جهات تعمل في ديالى هي: الجيش الحكومي، قوات الحشد الشعبي، الحزب الإسلامي العراقي، قوات البيشمركة الكردية (والتي لها دور أساسي أيضاً في عملية التغيير الديموغرافي التي تجري في المدينة)، وسيتم في هذا المحور دراسة أهم فصائل الحشد الشعبي بشكلٍ رئيسي.

الحشد الشعبي:

تشكلت قوات “الحشد الشعبي” عام 2014 نتيجةً للفتوى التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى “علي السيستاني” الداعية إلى الجهاد الكفائي ضد “تنظيم الدولة”، وأصبحت فيما بعد مؤسسة رسمية تابعة للدولة العراقية بعد أن أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمراً بتشكيل هيئة رسمية تقوم بمهمة إدارة وتمويل قوات الحشد الشعبي. ويقدر عدد قوات الحشد الشعبي بعشرات الألاف من المقاتلين[18]، تدفع رواتبهم ومخصصاتهم من ميزانية الدولة.

وتتشكل قوات الحشد من عدة ميليشيات معظمها دخل أو تشكل في فترة الاحتلال الأمريكي مثل: قوات بدر، جيش المهدي (سرايا السلام)، عصائب أهل الحق، لواء أبو الفضل العباس، حزب الله العراقي.

أ-فيلق بدر:

تأسست قوات بدر في إيران عام 1981 من المجلس “الأعلى للثورة الإسلامية” تحت قيادة محمد باقر الحكيم، ويتزعمه حاليًا هادي العامري، نائب في البرلمان ووزير النقل ومسؤول ملف ديالى الأمني وقائد عمليات الزحف على المحافظات، ويقدر عدد مقاتليه بـ 12 ألف مقاتل، انخرط معظمهم في مؤسسات الدولة الأمنية “وزارة الداخلية والدفاع وجهاز الاستخبارات”[19].

وتعد قوات بدر من الفصائل الإيرانية التي تعمل في العراق، لكونها شكلت أصلاً في إيران وكان الهدف من ذلك ضرب القوات العراقية في العمق العراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية، بالإضافة إلى أن قائدها كان يعين مباشرة من المرشد الأعلى في إيران.  وقد أكد رئيس جهاز المخابرات العراقي السابق “محمد الشهواني” هذا الأمر عند حديثه عن تواطؤ قيادات وعناصر فيلق بدر مع الجمهورية الإيرانية[20].

وتجدر الإشارة إلى أن قوات فيلق بدر هي الجناح المسلح الأقوى والمسيطر على الوضع في ديالى، بالإضافة إلى أن عناصره من أكثر العناصر وحشية وهمجية.

وتهدف قوات فيلق بدر إلى جعل ديالى ممراً آمنا بالنسبة للزوار والبضائع الإيرانية وكذلك بالنسبة لنقل المقاتلين والمعدات العسكرية إلى سوريا.

ب-جيش المهدي (سرايا السلام):

ميليشيا جيش المهدي هي ميليشيا شيعية مسلحة، أسّسها مقتدى الصدر* بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وكانت أحد أسباب عدم الاستقرار الأمني والسياسي في العراق لوقتٍ طويل، وقد شاركت ميليشيا جيش المهدي بشكلٍ فعال في عمليات القتل والتهجير التي طالت أهل السنة في بغداد والبصرة بعد أحداث تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء.

قاد المالكي عام (2008) حملة عسكرية ضد “جيش المهدي”، الذي كان يسيطر على البصرة في حينها، واستطاع من خلالها أن يجبر الصدر على سحب ميليشياته، وإعلان تجميد النشاط العسكري لـ “جيش المهدي”، ليعود إلى الساحة بعد دخول “تنظيم الدولة “[21] إلى العراق تحت اسم “سرايا السلام”.

مقتدى الصدر من أتباع المرجع الديني العراقي “كاظم الحائري” (الذي لا يؤمن بولاية الفقيه المطلقة[22])، ولا يتمتع الصدر بعلاقة طيبة مع الولي الفقيه وتعود الأسباب في ذلك إلى العداء الذي يجمع عائلة الصدر بالمرجعية الدينية في قُمْ بسبب المواقف الفقهية لوالد مقتدى الصدر “محمد محمد صادق الصدر”، وكان مقتدى الصدر قد صرح بشأن الخطر الإيراني على العراق في أكثر من مناسبة فقد قال في إحدى تصريحاته: بأن قائد فيلق القدس “قاسم سليماني” هو الرجل الأقوى في العراق[23]

وكان الصدر قد أصدر قراراً يقضي بتجميد عمل “سرايا السلام” في ديالى معللاً ذلك بالغموض الذي يسود العمليات هناك، بالإضافة إلى عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرض لها أهالي ديالى[24].

عصائب أهل الحق:

فصيل مسلح تحت قيادة ” قيس الخزعلي”* انشق عن جيش المهدي عام (2007)[25]، تعد عصائب أهل الحق إحدى أكثر الميليشيات الشيعية تطرفاً وعدوانية. تشارك العصائب بقوة في عملية التغيير الديمغرافي الجارية في ديالى، وأبرز ما قامت به من عمليات اقتحامها لمسجد مصعب ابن عمير في ديالى وقتلها لأكثر من 70 مصلياً[26].

يعد نوري المالكي من أكبر الداعمين لعصائب أهل الحق، وقد أشار مركز “غارنيكي” في أحد تقاريره إلى العلاقة بين عصائب الحق والمالكي حتى أنه أطلق عليه اسم “الشريك الجديد”. كما وتشير بعض التقارير[27] إلى أن عصائب أهل الحق وفيلق بدر يعملان بصورةٍ مباشرة تحت إمرة أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

والجدير بالذكر أن الحكومة العراقية تقف موقف المتفرج من هذه الممارسات، بل أن معظم هذه الممارسات تتم تحت أنظار القوات الأمنية الرسمية، ولا يفرق الموقف الدولي كثيراً عن موقف الحكومة العراقية، وفي تقديري فإن وراء سكوت المجتمع الدولي أهدافاً خفية تكمن في الرغبة بإعادة ترسيم حدود المنطقة، وإعادة رسم خارطة الإثنيَّات والقوميات التي تقطن المنطقة بشكل عام وفقاً لخطة يينون* التي اطلقها عام 1982 وتذكر خطة يينون أهم محاور الاستراتيجية المستقبلية لإسرائيل عقب الانتهاء من لبنان، اذ يجب أن تتركز على تقسيم لثلاثة دول شيعية – سنية – كردية، ومن بعد لبنان والعراق، مصر وليبيا والسودان وسوريا والمغرب العربي وإيران وتركيا والصومال وباكستان، استمد يينون واقعية مخططه من إشكالية أن الحدود العربية الحالية غير قابلة للدوام [28]. وتأتي تصريحات مدير الاستخبارات الفرنسي “برنار باجوليه” بشأن الشرق الأوسط لتأكد مخططات “يينون” حيث قال: “الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة؛ نحن نرى أن سوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد وهو ثلث مساحة سوريا التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية… الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليه تنظيم داعش” وقال أيضاً بأن الأمر ذاته ينطبق على العراق[29]. وقد ذهب مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الcia  ” جون برينان” إلى ما ذهب إليه مدير الاستخبارات الفرنسية حيث قال :” “عندما أنظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب علي أن أتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية”[30].

وهذا يعني بأن الحدود التي رسمتها معاهدة (سايكس- بيكو) لن تبقى على ما هي عليه في المستقبل القريب.

كما أنه لا يوجد قوة سياسية داعمة لأهل ديالى فالحزب الإسلامي العراقي وعلى الرغم من حصوله على منصب رئاسة البرلمان (سليم الجبوري وهو من أهالي ديالى رئيساً للبرلمان) فهو من القوى المهمشة اليوم حيث أنه لا يملك أي وزن على الساحة السياسية العراقية.

الدور الإيراني في ديالى:

لا يقتصر الدور الإيراني في العراق على دعم الميليشيات الشيعية فحسب، بل يتعداه إلى وجود قوات إيرانية عاملة داخل العراق. حيث أن إيران قامت في عام 2014 بإرسال أفراد من “قوة القدس” وطائرات للهجوم الأرضي ومجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار إلى العراق تحت ذريعة حماية المزارات المقدسة بالإضافة إلى أن قوات فيلق القدس كانت قد تمركزت في العام نفسه في سامراء وكربلاء وقاعدة (سبايكر) قرب تكريت[31].

فضلاً على أنها قامت بزج أعداد كبيرة من أفراد “فيلق القدس” وقوات “الباسيج” وإدخالهم إلى ديالى[32]، وقد تبع هذه القوات قوات أخرى دخلت تزامناً مع التفجيرات التي طالت مساجد وأحياء سنية في مدينة المقدادية بداية العام الجاري وإقامة معسكرات داخل المحافظة[33].

وفي سياق التدخل الإيراني في الشؤون العراقية صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني في حديث خاصٍّ مع شبكة إن بي سي الأميركية قائلاً: ” أن إيران لا تسمح بسقوط بغداد أو النجف أو كربلاء، وتعتبر سقوط المقدسات الدينية بالعراق في يد الإرهابيين خطًّاً أحمر”[34]

كما أن ظهور قاسم سليماني العلني في معركة استعادة تكريت ( مركز محافظة صلاح الدين) من تنظيم الدولة[35] وكذلك في ديالى وهو يشارك الميليشيات المسلحة قتالها وتنفيذها لأعمالها العسكرية، يؤكد بشكل واضح أن جميع الميليشيات سواء من العصائب أو منظمة بدر يعملون تحت قيادة وتوجيه إيران. وقد أكد رئيس القوة الجوية للحرس الثوري (العميد أمير علي حاجي زاد) تدخل سليماني في المعارك التي جرت ضد “تنظيم الدولة” حيث قال: ” إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد تمكَّن برفقة 70 شخصًا فقط من الحيلولة دون سقوط مدينة أربيل العراقية في يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية”[36]

ويعد تواجد القوات الإيرانية في ديالى استراتيجياً بالنسبة لإيران فهو يضمن طريقاً آمناً لحجاجها وبضائعها وقواتها العسكرية.

وقد قامت إيران برسم خطاً أحمر بعمق 40 كيلو متر داخل الأراضي العراقية، معتبرةً إياه منطقة حرام على تنظيم الدولة، وقد التزم التنظيم بدوره بهذا الخط[37].

 

محددات ترسم حدود المستقبل:

1-مكانة ديالى الاستراتيجية.

2-يعيش أهل السنة في العراق عموماً وفي ديالى خصوصاً حالة من الشتات وغياب المظلة الجامعة.

3-ضعف السند السني لسنة العراق إقليمياً ودولياً.

4-تماهي الحكومة العراقية مع المشروع الإيراني وعدم مقدرة أي قوة الوقوف في وجهه.

السيناريوهات المحتملة:

1-التهجير القسري: عن طريق ارتكاب جرائم ضد المخالفين والمقاومين من أهل السنة، فضلاً عن تضييق سبل العيش (حريات، التضييق التجاري والاقتصادي، ممارسة الشعائر الدينية) مما يدفع أهل السنة من أبناء ديالى إلى الهجرة وترك المدينة.

2-تأمين الممرات: من المتوقع أيضاً أن تعمل إيران على تأمين خطوط التواصل مع بغداد، عبر نشر أذرعها (الميليشياوية) وإقامة معسكرات خاصة بها، للسيطرة على المناطق الاستراتيجية في ديالى، بالإضافة إلى تشييع المناطق المتبقية أو إفراغها من أهلها وفق سياسة النفس الطويل والتسلل المذهبي، تجنباً لأي مساءلة أو مناشدة من المجتمع الدولي الغائب اصلاً.

المعالجات المتاحة:

1-الضغط على الحكومة العراقية من الدول العربية للوقوف بشكلٍ حازم ضد الانتهاكات الواقعة بحق أهل السنة في ديالى.

2-تسليح العشائر السنية في ديالى بهدف مواجهة المد الإيراني الذي يهدد المنطقة بأكملها. ويمكن في هذا الصدد إعادة إحياء أنموذج الصحوات التي تشكلت أواخر عام 2006 بهدف مواجهة تنظيم القاعدة، ولكن هذه المرة تكون بهدف مواجهة الميليشيات الشيعية، وتجدر الإشارة إلى أن ديالى في فترةٍ من الفترات كانت معقلاً للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي.

3-تقديم الدعم المالي واللوجيستي لأهل السنة في ديالى، وإنشاء مراكز ثقافية ودينية من شأنها الحفاظ على هوية ديالى السنية العربية.

4-والأهم من ذلك كله هو أن تدرك الدول العربية خطورة ما يجري في المنطقة، ليس فقط على العراق وإنما على أمن المنطقة العربية بأكملها.

[1]  محافظة ديالى تدفع ثمن الجغرافيا، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/encyclopedia/citiesandregions/2016/1/14/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9-%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D8%AB%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A7

 مرجع سابق[2]

[3] التغيير الديموغرافي بديالى مطامع إيرانية بأذرع عراقية، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

[4] الصائغ، علي: ديالى السُنية : صراع الديموغرافيا والهوية موسوعة الرشيد، http://www.alrashead.net/index.php?partd=24&derid=1852

 

[5]  الدليمي، طه: هذه هي الحقيقة الأعداد والنسب السكانية لأهل السنة والشيعة في العراق، دار نهاوند للتأليف والطباعة والنشر، 2009، بيروت، ط1، ص149.

[6]  عبد الأمير، علي: ديالى : الممر الإيراني إلى العراق وألغام الطائفية، مركز العربية للدراسات، http://studies.alarabiya.net/

[7]  تقرير خاص بالجزيرة: ما الذي يجري في ديالى العراقي؟، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/news/survey/2016/1/13/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%8A%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9

[8]  موسوعة الرشيد، مرجع سبق ذكره.

[9]  ما الذي يجري في ديالى العراقية، مرجع سبق ذكره.

*  هادي فرحان عبدالله العامري الملقب بـ (ابو حسن العامري) ومعروف في إيران بـ (هادي عامري) من مواليد 1954 في محافظة ديالى زوجته إيرانية وأبناؤه يعيشون في إيران، كان هادي العامري في عام 1982 من مسؤولي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في طهران، خلال الحرب الإيرانية العراقية كان من قادة أفواج المشاة للحرس الثوري الإيراني. عاد هادي العامري إلى العراق بعد الغزو الأمريكي وتقلد عدة مناصب أهمها وزير النقل في حكومة حيدر العبادي قبل دخول تنظيم الدولة إلى العراق حيث عين مسؤولاً على مجاميع الحشد الشعبي. للاستزادة انظر: شبكة البصرة  نت http://www.albasrah.net/ar_articles_2014/0914/3amri_220914.htm

[10]  بنكاسم، محمد : ديالى.. قتل على الهوية لتغيير الديمغرافيا، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/1/13/%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A7

[11]  حيدر، رواء: مياه العراق بين فكي كماشة تركيا وايران ، إذاعة صوت العراق الحر، http://www.iraqhurr.org/a/26935164.html

 لا توجد إحصائيات رسمية عن عدد القتلى والمهجرين، وجميع الإحصاءات قام بها ناشطون ومؤسسات مجتمع مدني.*

[12]  الثويني، عبدالله : مليشيات العراق تمنع عودة النازحين: تثبيت التغيير الديمغرافي، موقع العربي الجديد، http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/7/21/%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%AB%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A

[13]  يونس، أميمة: ديالى العراقية.. تغيير ديمغرافي وتوتر طائفي وعرقي، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/10/25/%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B9%D8%B1%D9%82%D9%8A

[14]  مركز جنيف الدولي للعدالة: جرائم التطهير العرقي و الطائفي في ديالى،  http://www.gicj.org/index.php?option=com_content&task=view&id=450&Itemid=176&mylang=arabic&redir=1

[15]  الحامد، رائد : طهران وبغداد: سعي للإخلال بالتوازن السكاني في ديالى، مركز الجزيرة للدراسات، http://studies.aljazeera.net/reports/2015/03/2015338737983382.htm

 

[16]  إحصائية بالجوامع التي تم تهديمها في ديالى، مركز جنيف الدولي للعدالة، http://www.gicj.org/GICJ_REPORTS/list_of_mosques_diyala_province_AR.pdf

 

[17]  مركز جنيف الدولي للعدالة: جرائم التطهير العرقي و الطائفي في ديالى،  مرجع سبق ذكره.

[18]  الفلاحي، صهيب: المليشيات الشيعية في العراق: النشأة والقوة والتسليح، http://www.noonpost.net/content/5000

 

[19]  مرجع سابق

[20]  منظمة بدر الشيعية. القيادة والتنظيم، مركز تنوير للدراسات الإنسانية، http://www.altanweer.net/articles.aspx?id=201030020&selected_id=-20101&page_size=5&links=true

 

*  مقتدى محمد محمد صادق الصادر، ابن المرجع الشيعي محمد محمد صادق الصدر، من مواليد 12/8/1973 درس في حوزة النجف على يد والده وكان يعطي بعض الدروس إبان حياة والده ثم انتقل إلى حوزة قم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، شكل ما يعرف بجيش المهدي.

[21]  واقع سُنة العراق ومستقبلهم  في ظل تنافس القوى الإقليمية، مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث، http://www.fikercenter.com/ar/p/political_analysis/view/562128ae8bc9f

 

[22]  الموقع الرسمي لكاظم الحائري، http://www.alhaeri.org/ceo/pages/qa.php?cid=4

 

[23]  تصريحات الصدر بشأن إيران تثير الجدل بالعراق، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2013/12/23/%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82

[24]  الصدر يجمد عمل “سرايا السلام” في ديالى، سكاي نيوز عربية، http://skypressiq.net/

*  ولد قيس الخزعلي في مدينة الصدر ببغداد في 20/6/1974، قائد ميليشيا عصائب اهل الحق.

 الفلاحي، صهيب: المليشيات الشيعية في العراق: النشأة والقوة والتسليح، مرجع سبق ذكره [25]

[26]  https://www.youtube.com/watch?v=vMfKoCC3wPM

[27]  تقرير الجمعية الأوربية لحرية العراق(EIFA) حول العراق، http://eu-iraq.org/Arabic/index.php/2014-08-21-22-24-00/item/846-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82eifa-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82

*  يينون العقل المدبر للعديد من استراتيجيات حزب الليكود الذي يهيمن على الحكم حاليًا في الكيان الصهيوني كما أنه عمل لفترات طويلة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

[28]  نجم، ياسر: سايكس بيكو 2016 خرائط تقسيم المنطقة بين الواقع والأساطير، موقع ساسة بوست، http://www.sasapost.com/sykes-picot/

 

 

[29]  نشر الخبر بتاريخ 18/10/2015، قناة روسيا اليوم، https://arabic.rt.com/news/798384-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-cia/

[30]  مرجع سابق

[31]  نديمي، فرزين : توسع الدور العسكري الإيراني في العراق، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/irans-expanding-military-role-in-iraq

 

[32]  قناة التغيير الفضائية، http://altaghier.tv/2016/01/16/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%8A/

 

[33]  معسكرات إيرانية لتعزيز هيمنتها على المنطقة، http://arabi21.com/

 

[34]  طهران وبغداد: سعي للإخلال بالتوازن السكاني في ديالى، مرجع سبق ذكره

[35]  حسن، علاء: سليماني في تكريت.. رسالة إيرانية لواشنطن، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/3/5/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%AA

[36]  طهران وبغداد: سعي للإخلال بالتوازن السكاني في ديالى، مرجع سبق ذكره

[37]  إيران: حددنا لداعش منطقة عازلة داخل العراق.. والتنظيم تلقى الرسالة والتزم بها، قناة سي ان ان العربية، http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/01/07/iran-isis-iraq-borders

 

للتحميل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للأبحاث والدراسات ©2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى