الولايات المتحدة تعلن عن إنشاء قوة فضائية
“قوةٌ فضائيةٌ بلا حدود “تغريدةٌ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ تفتح الحديث مجددًا عن التحضير لإنشاء الفرع السادس من القوات المسلحة الأمريكية، والذي -حسب ما وعد به ترامب- يجب أن يُشرَع العمل به بحلول عام 2020.
وبالفعل أعلنت إدارة ترامب الخميس الماضي عن البدء بالتحضير للمشروع الضخم. الفرع السادس للقوات الأمريكية بعد القوات البريّة والبحريّة والجويّة وسلاح مشاة البحريّة (المارينز) وخفر السواحل. الهدف من هذه القوّة الجديدة كما أوضح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في خطاب له أمام عسكريين أمريكيين في البنتاغون هو تعزيز هيمنة الولايات المتحدة على الفضاء، وأضاف لقد حان الوقت لكتابة الفصل التالي في تاريخ قواتنا المسلحة، حان الوقت لإنشاء قوة الفضاء الأمريكية.
الاستعدادات جاريةٌ الآن لبناء هذه القوّة الفضائية، التي دعا إليها ترامب منذ فترة سابقة، حتى قبل توقيعه مرسومه الذي يُحيي الفكرة، حيث قال ترامب في حزيران/يونيو الماضي في خطاب له في البيت الأبيض للدفاع عن أمريكا، لم يعد يكفينا وجودنا العادي في الفضاء، يجب أن نسيطر عليه، ونتفوق على روسيا والصين.
في أيامنا تزايد اعتماد العسكريين على تحديد الموقع الجغرافي لضمان حسن سير عملياتهم، وكذلك تزداد أهمية أمن الأقمار الصناعية، وعلى هذا يتصاعد التنافس بين الدول الكبرى لفرض الهيمنة على الفضاء.
بهذا الصدد أوضح بنس: الفضاء قد تغير بشكلٍ جذريٍ في جيلٍ واحدٍ فقط، وتابع اليوم دول أخرى تسعى لعرقلة أنظمتنا الفضائية، إن الهيمنة الأمريكية في تحدٍ أكثر من أي وقت مضى. وقال بنس: أعداء الولايات المتحدة قد حولوا الفضاء إلى ساحة معركة.
إن الولايات المتحدة تقف أمام قوى عالمية عظمى تعاديها بشكل احتمالي أو حقيقي، خاصّة روسيا والصين، هاتين الدولتين على استعداد لضرب معدّاتٍ أمريكية في الفضاء، وبهذا الشأن يُشير بنس أنه وفي عام 2007، أطلقت الصين صاروخ رصدٍ دمّر أحد الأقمار الصناعية الأمريكية، ووصفه بنس بأنه عرضٌ استفزازيٌ للغاية لقدرة الصين العسكرية المتنامية.
وأشار بنس كذلك إلى المشاريع الروسية الخاصة بالليزر، والصواريخ المحمولة جوًا، والتي تستطيع تدمير الأقمار الصناعيّة الأمريكية. وعليه فإن الولايات المتحدة أمام تحديات مستقبلية بالغة الخطورة على أمنها القومي، ما يدفعها بشدّة إلى إنشاء قوةٍ فضائية.
وقال بنس كذلك أن العملية ستتم على مراحل انطلاقًا من نهاية عام 2020 وطلب من الكونغرس الموافقة على ميزانيةٍ إضافيةٍ تبلغ 8 مليار دولار على مدى خمس سنواتٍ قادمة، حيث ستكون الخطوة الأولى إنشاء مركز قيادةٍ فضائيةٍ جديد، على غرار مراكز القيادات الموجودة سابقًا مثل )سانت كوم) في الشرق الأوسط، وكذلك القيادة المركزية للشرق الأدنى، أو (أفريكوم) في أفريقيا، أو مركز القيادة الاستراتيجي المسؤول عن التسليح النووي للولايات المتحدة (ستراتكوم).
مشروع الإدارة الأمريكية هذا تقف أمامه عراقيل داخل البلاد، من مشككين ومعارضين ومتخوفين أصلًا من إمكانية نجاح فكرةٍ بهذا الحجم. فالكثير يعارضون الأمر لأسباب تتعلق بالتكلفة الضخمة التي يحتاجها هذا العمل، إذ أن الفضاء حاليًا يتبع للقوات الجوية الأمريكية، ونيّة ترامب جعله فرعًا عسكريًا مستقلًا بذاته، تحتاج إلى رصد الكثير من الموارد.
مع هذا فإن إنشاء الفرع العسكري الجديد يحتاج إلى موافقة الكونغرس وهذه الموافقة غير مضمونة، ثمّ إنّ الكثير من مسؤولي البنتاغون ينضمون إلى المتخوفين من ضخامة تكلفة المشروع، بعض الجمهوريين أيدوا وكثيرٌ من الديمقراطيين عارضوا الفكرة برمتها.
يُذكر أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس نفسه كان قلقًا من فكرة المشروع في العام الماضي. كما أنّ الولايات المتحدة من الدول الموقعة على معاهدة الفضاء عام 1967، التي تحظر تخزين أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، وتسمح باستخدام الفضاء فقط للأغراض السلمية.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن فريق حملة ترامب لانتخابات 2020، طلب من أنصار الرئيس شعار القوة الفضائية القادمة لطباعتها على المنتجات الترويجية.
لوفيغارو 10/08/2018
ترجمة ابراهيم قنبر