مؤتمر صحفي في إسطنبول يؤكد ضرورة تحييد ورقة اللاجئين
شاركَ مركز برق لِلسياسات والاستشارات في مؤتمرٍ صحفي عُقد الثلاثاء ١٤ كانون١ /ديسمبر 2021، في إسطنبول، تناولَ قضايا اللاجئين السوريين في تركيا، مُركّزًا على ضرورة عدم استخدامهم كورقةٍ سياسية، خاصّة مع اقترابِ انتخابات ٢٠٢٣.
مثّلَ برق في المؤتمر، رئيس المَركز الأستاذ بشير كفاح، والمدير التنفيذيّ الأستاذ صالِح يوسف، والدكتور مازن شيخاني عضو هيئة الخبراء الذي قدّم مداخلةً أكّد فيها أهميّة إيجادِ طرقِ تواصلٍ على مستوياتٍ مختلفة، بين المجتمع التركي، وبين اللاجئين السوريين، كذلك بينَ مراكزِ الدراساتِ والمؤسساتِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ التركية والسورية، بهدفِ تقويةِ العلاقاتِ وترسيخِ مفاهيم صحيحة، وظروفَ عيشٍ سليمة بين المجتمَعين.
وعن المؤتمر قالَ الأستاذ طه الغازي الناشط فِي مجال حقوق اللاجئين لِبرق ” كان مؤتمرًا صحفيًّا خاصًّا بمخرجات اللقاء الذي عُقد بتاريخ ١٢ تشرين١ /أكتوبر الفائت، في جامعة ميدي بول، وحضرهُ ممثلون عن أحزابٍ وفعالياتٍ سياسيّةٍ واجتماعيّةٍ وثقافيّةٍ وحقوقيّةٍ، ومدنيّة سوريّةٍ وتركيّة، والذي كان الأول من نوعهِ من حيث مشاركةِ ممثّلٍ عن المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأممٍ المتحدة، بالإضافة إلى نخبٍ أكاديميّةٍ سوريةٍ وتركيةٍ في مجالِ حقوق الإنسان”.
وأضاف الأستاذ طه الغازي “في المؤتمرِ الصحفي أُشير إلى ضرورةِ تبنّي ميثاق تلتزمُ به كلّ القوى والتياراتِ والأحزابِ السياسيةِ التركية، يعتمدُ في جوهره على تحييدِ ملفّ اللاجئين بشكلٍ عامّ عن أيّ نزاعاتٍ سياسيّةٍ بين الأحزابِ والتيّارات، بالإضافةِ إلى ضرورةِ تكاتفِ العمل الجماعي المشترك بين كل أطياف المجتمع السوريّ والتركيّ”.
أما عن ظروفِ العملِ التي سبقت المؤتمر، قال الغازي” بُنيت الدعوة على أساسِ نقاشِ عدّة موضوعاتٍ أهمها، بالإضافةِ إلى نقاطِ بيان المؤتمر، ضرورةَ تفعيلِ وسائلِ الإعلامِ من الجانبين، والانتقالِ إلى مرحلةٍ أخرى من الانفتاحِ على كلّ أطيافِ المجتمعِ التركيّ، والعملِ على عقدِ لقاءاتٍ مكثّفةٍ مع كلّ مفاصلِ الحكومةِ التركيّة”.
يُضاف إلى ذلك طرحٌ هامّ ذكره الأستاذ الغازي، والخاصّ بالسوريين المجنّسين، حيثُ أكد ضرورة العمل على الحفاظ على الوجود السوري في تركيا، بالاستفادة من النموذج التركي في ألمانيا، الذي أسسَ وجودًا مستقرًّا ذو فاعلية، وله نشاطات سياسيّة وَاجتماعيّة إيجابية ضمنَ المجتمع الألمانيّ.
في هذا المجال، ذكّر الغازي بتوقيعِ وثيقةٍ شهرَ أيلول /سبتمبر ٢٠٢٠، من قبل أكاديميين وناشطين سوريين وأتراك، نهايةَ مؤتمرٍ عُقد في مركز البحر الأسود للدراسات السياسية والاجتماعية KASAM، تمّ التوافقُ فيها على ضرورةِ إنشاء ” لوبي سوريّ مؤثر يكون له تواصلٌ مع مختلف أطيافِ المجتمع التركي”، وتؤكد الوثيقةُ كذلك لزوم ممارسةِ السوريّ المجنس كافّة حقوق المواطنة، وخروجهِ من نمطيةٍ سياسيةٍ معينة وُضِع فيها بشكلٍ غير مباشر.
من جهتهِ أكّد الأستاذ بشير كفاح رئيس مركز برق لِلسياسات والاستشارات أهمية مثل هذه اللقاءات، التي تمثّل بداية تحرّكٍ إيجابيّ، تقودهُ فعالياتٌ مجتمعيةٌ سورية وتركية، ولكن فِي المقابل قال إن ” الأهم آلية توجيهها”، ذلك أنّ الخطاب العام الذي يقوده معظمُ ممثلي اللاجئين السوري لا يزال في مجمله عاطفيّ يبتعد عن الحقائق، وهذا غير مجدٍ خاصّة في وضعٍ يعاني منه حتى المواطن التركيّ، بسبب حالةِ الانقسام والصراعِ السياسي، وعليهِ، حسب الأستاذ بشير، أصبحَ استخدام هذا الخطاب، والتركيز على أسلوبٍ عاطفيّ مرتبطٍ بالدين مستفزًا أكثر مِن كونه مفيدًا.
يُتابعُ الأستاذ بشير، أنه باتَ ضروريًا الانطلاق من آليةِ عملٍ ترتكزُ على نقطتين أساسيتين:
الأولى محاربةُ الوهم بتسليطِ الضوء على الوضع الحقيقيّ الذي يعيشه اللاجئ السوري، عبر أدواتٍ منها صياغة وتوجيه خطابٍ إعلاميّ سوريّ موحّدٍ قدر الإمكان، يقومُ على تصريحاتِ مسؤولين من مختلف التياراتِ والألوانِ السياسيةِ والمؤسساتِ الحكوميةِ التركية، حينها سيُزال الوهم عن وضعِ اللاجئ السوريّ، الذي تُبنى عليه معظم حالات العِداء.
النقطة الثانية، العملُ مع الشركاءِ الأتراك على تحييدٍ فعليّ للاجئ السوريّ كورقةٍ سياسية، واستمرارًا لهذا، ردمُ الهوة بين اللاجئين وأهلِ البلاد على أساسِ المساواة، ورفعِ قيمةِ الحقوق بين جميع من يعيشُ على هذهِ الأرض.