الاصداراتالدراسات الاستراتيجيةترجمات

لماذا تمارس الولايات المتّحدة التهديد العسكري ضدّ إيران؟

نشرت الولايات المتّحدة حاملة الطائرات في الشرق الأوسط ردًّا على “تهديدٍ جدّي” من نظام إيران، هذه المناورة تسمح لواشنطن بالحفاظ على شدّة حملتها ضدّ طهران.

هذه خطوةٌ جديدةٌ ومتقدّمةٌ في تصاعد التوترات بين الولايات المتّحدة وإيران، حيث أعلنت الولايات المتّحدة في وقت سابق في أيار/مايو الحالي عن نشر حاملة الطائرات (يو إس إس إبراهام لنكولن) مع قوةٍ هجومية.

هذه التحركات الأمريكية جاءت ردًّا على ما اعتبرته الولايات المتحدة “تهديدًا جدّيًّا” من طهران.

في هذا المجال قال جون بولتون مستشار الأمن القومي المعارض البارز لنظام ملالي إيران: “الولايات المتّحدة لا تسعى إلى شنّ حربٍ ضدّ نظام إيران، لكنّنا على استعدادٍ تامّ للردّ على أي هجوم”.

“تهديدٌ جدّيٌّ ضدّ الولايات المتّحدة”:

وردًّا على سؤال الصحفيين لم يقدّم رئيس الدبلوماسية الأمريكية مايك بومبيو المزيد من التفاصيل مؤكّدًا فقط على أنّ كل شيءٍ تمّ القيام به في كل لحظةٍ هو لتجنّب “الهجمات” وللحصول على “الموقف الأمني الجيّد”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان أنّ الولايات المتّحدة تردّ على “تهديدٍ جدّي” من قبل نظام إيران.

من جهته تحدّث جون بولتون عن “الرد على المؤشرات والتحذيرات المزعجة”، فوفقًا لموقع آكسيوس الإخباري فقد أرسلت إسرائيل مؤخّرًا معلوماتٍ إلى واشنطن حول خُططٍ محتملة ضدّ “أهدافٍ أمريكيةٍ في الخليج العربي أو ضدّ حلفاء أمريكا مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدّة”.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مارك دوبويتز رئيس مؤسسة الفكر للدفاع عن الديمقراطيات حديثه أيضًا عن “ذروة في المعلومات” التي جمعتها المخابرات عن “مشاريع الهجوم”.

بناءً على شهادة مسؤولين أميركيين فإن صحيفة نيويورك تايمز تشير بشكلٍ أكثر تحديدًا إلى التهديدات ضدّ القوّات الأمريكية في العراق وسورية، حيث تلعبُ إيران هناك دورًا رئيسيًّا بما في ذلك دعم الميليشيات الشيعية.

في الآونة الأخيرة أوضح جون بولتون أنّ وجود القوّات الأمريكية في العراق كان ضروريًّا “لمراقبة إيران”.

لكن مراقبين آخرين لديهم شكوكٌ حول دوافع ترمب، إذ تقول باربارا سلافن وهي عضوٌ في مجلس المحيط الأطلسي ومقرّه واشنطن: “لم أرَ شيئًا ملموسًا بشأن أي تهديدٍ جديدٍ جدّي من إيران ضدّ القوّات الأمريكية”.

وتتابع سافن أنّ جون بولتون يحاول قبل كلّ شيءٍ “تبرير السياسة الصارمة لإدارة ترمب فيما يتعلق بإيران والاتفاق النووي”.

تشديد الضغط على إيران:

تُتيح هذه المعلومات لواشنطن تعزيز حملتها المتمثّلة في “الضغط الأقصى” على طهران، إذ ومنذ بداية نيسان/أبريل وضعت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قائمتها السوداء “للمنظمات الأجنبية الإرهابيّة”.

هذه الخطوة تزيدُ من الضغط الاقتصادي على إيران حيث حذّر ترمب “إذا كنتَ تتعامل مع الحرس الثوري فأنت تموّل الإرهاب”.

كما دعا بومبيو جميع “الشركات والبنوك في جميع أنحاء العالم إلى قطع أية روابط ماليّة مع الحرس الثوري”.

وفي إطار الضغط الاقتصادي أنهى ترمب منذ أوائل أيار/مايو الاعفاءات التي سمحت لثمانِ دولٍ (الصين والهند وتركيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا واليونان واليابان وتايوان) بشراء النفط الإيراني دون المخاطرة بفرض عقوباتٍ أمريكية.

كل ذلك كان ضربةً قويّةً وحادّةً عصفت بالاقتصاد الإيراني الذي تدهور بشدّةٍ في الأشهر الأخيرة.

لأول مرّةٍ قامت الولايات المتحدة بداية هذا الشهر بحملةِ ضغطٍ عسكريةٍ ضدّ إيران، الأمر الذي يعدّ نصرًا كبيرًا “للصقر” جون بولتون المناهض بشدّةٍ لنظام ملالي إيران، من المفارقة أنّ دونالد ترمب كان سابقًا يسخر من طموحات مستشاره الخاص.

ترى باربارا سافن أنّ المناورة الأخيرة هذه “لن تكون خطيرةً جدًّا”، ولكنها تُشير في نفس الوقت أنّ “ما يحصل ينطوي على تصعيدٍ لعدم وجود قنوات تواصلٍ بين واشنطن وطهران”.

وتتابع سافن أنّه من الناحية الاقتصادية هناك خطرٌ واضحٌ على مضيق هرمز الذي يمرّ به ٣٠٪ من النقل العالمي للنفط.

توماس ليابو لصحيفة (لو جورنال دو ديمانش) ٧ أيار/مايو ٢٠١٩

رابط المقال الأصلي من هنا

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات

جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات © 2019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى