الاصدارات

في الذكرى الثالثة والسبعين لحرب فلسطين 1948

معركة جنين على لسان قائدها

صورة لاحقة لأمير اللواء الركن عمر علي باشا بايراقدار قائد معركة جنين (من أرشيف نجل شقيقته العميد الطيار الركن محمد طارق سيد حميد)

د. صبحي ناظم توفيق

عميد ركن متقاعد… دكتوراه في التاريخ

المستشار بمركز برق للسياسات والاستشارات

تمــهيــد:

تعتبر معركة جنين من بواكير معارك حرب فلسطين 1948 التي اندلعت يوم 15 من أيار/ مايو- 1948، وانتصر فيها فوج المشاة الجبلي/2- اللواء/5 من الجيش العراقي، بقيادة المقدم الركن (اللواء الركن بعدئذٍ) عمر علي بكر بايراقدار. وكنا – نحن الضباط الشباب في العراق – نسمع بها كثيرًا في عقدَي الخمسينيات والستينيات من دون معرفة تفاصيلها، فكنتُ توّاقًا جدًا لمعرفة شيء عن خطّتها وتفاصيل تنفيذها.

ولمّا نشر مركز برق للسياسات والاستشارات الأَغَر ما نقلتُه عن لسان عمر علي باشا بشأن الأوضاع التي سبقت اندلاع حرب فلسطين 1948، فقد أسعدني العديد من الأصدقاء والمتابعين والمؤرخين بتهانيهم وإطراءاتهم حيال ما سردتُ من حقائق كانت خافية عليهم وعلى سواهم، وشجعوني على المزيد من رواية ما أعلم عن معركة جنين ما دمتُ قد استقيتُها من شخصِ قائدِ المعركة وعن لسانه؛ لذلك أتيتُ اليوم إلى الحديث عن كيفية قيادته للمعركة كما رواها ببعض التفصيل.

وإضافة لما تكَرَّمَ به، فقد صَقَلتُ مقالتي هذه بالمصادر والمراجع الآتية:

  1. مذكرات أمير اللواء الركن حسين مكي خماس عن حرب فلسطين التي أصدَرَها نجله اللواء الركن علاء الدين.
  2. موسوعة تاريخ القوات العراقية المسلّحة – الجزء الثالث – الصادرة من وزارة الدفاع، وتغطّي بعضًا من أحداث حرب فلسطين.
  3. الزعيم (العميد) الركن الدكتور شكري محمود نديم – أحد ضباط ركن القيادة العراقية خلال حرب فلسطين.
  4. العميد شاكر محمود السامرائي – مساعد آمر الفوج/2- اللواء الجبلي/5 أيامَ معركة جنين مع المقدم الركن عمر علي.

معركة جنين حسب رواية عمر علي:

بعد صلاة التراويح مساء السبت 14 من رمضان؛ الموافق 16/1/1965، هاتفتُ العم عمر باشا مُستأذِنًا في زيارته، وكلّي شوقٌ ليكمل حديثه لي عن معركة جنين، فابتدأنا من حيث انتهينا في جلستنا السابقة عن حرب فلسطين.

في شمالي العراق:

قال رحمه الله: سأختصر الحديث كثيرًا، فقد كنتُ آمرًا للفوج/2- اللواء الجبلي/5 في قاطع قضاء عقرة بأقصى شمالي العراق لثلاث سنوات، وقد شاركنا – ضمن تشكيلات الفرقة/2 بقيادة أمير اللواء مصطفى راغب باشا – في إخماد تمرّد مسلّح ضد الدولة تَزعَّمه مُلاّ أحمد آغا البارزاني مع أخيه الأصغر مُلاّ مصطفى بين شهرَي آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر 1945، قبل أن نَهزِمَهم إلى إيران في غضون ذلك.

وكنا لِتَوِّنا في أواسط 1947 قد أرغمنا في غضون أسبوعين مئات المسلّحين البرزانيين بصحبة مُلاّ مصطفى البارزاني حالما علمنا بعودتهم لأرض العراق، إثر انهيار دولة مَهاباد الكردية على يد الجيش الإيراني، على الهروب إلى الاتحاد السوفيتي.

بوادر حرب لأجل فلسطين:

في أواخر عام 1947 كانت بوادر الحرب مع اليهود ظاهرة في الأفق، وبالأخص بعد صدور قرار تقسيم فلسطين المحتلّة بريطانيًا؛ لذا رَجَوتُ آمر لوائِنا الجبلي/5 الزعيم (العميد) ياسين حسن أن يُفاتح أصحاب الرتب الأعلى ليكون فوجي من أوائل وحدات جيشنا التي تتوجّه لإنقاذ فلسطين، وحضّرت لذلك بتحويل مشاعر ضباط الفوج ومراتبه وأحاسيسهم من توقع أساليب القتالٍ غير النظامي بأسلحة بسيطة إلى خوض معارك مع جيش مُعدٍ ومُدَرَّب يمتلك أسلحة جيدة يجيد استخدامها، ويُتَوَقَّع منه التشبث بمواقعه وتحصيناته.

التدريب على الحرب النظامية:

ألغيتُ فكرة الانسحاب من الذاكرة، وطويتُ صفحة التدريب اليومي الرتيب، وأعددتُ منهجًا مُفَصّلًا لممارسة التقدم السريع، والهجوم التصادفي والمُدَبَّر، والهجمات الليلية بالإفادة من أبسط الأضواء وباعتماد الحُك/البَوصَلة، وحركات الإحاطة والالتفاف، والتحوّل الفوري من الهجوم إلى مسك الأرض والدفاع، والهجمات المقابلة الفَورية لاستعادة هدف قد نخسره، والتعرّض على المَنَعات والصَناكر المحصّنة، ومحاصرة القلاع واقتحامها، والتعاون مع المدرعات والمدفعية والصنوف الأخرى، وقتال الشوارع والمنازل، وتطوير القابليات البدنية وتسلّق المرتفعات، والصبر على العطش والجوع، وتحمّل عدم النوم لساعات طويلة، وإجادة الرمي كلٌّ بسلاحه وسلاح ثانٍ، والرمي المُتقَن وفوق الرؤوس بالهاونات والرشاشات المتوسطة “فيكرس”، وقذف الرمانات اليدوية أثناء الهجوم والدفاع.

وهناك إجراءٌ أفادَني كثيرًا إثر اطلاعي على التقارير الدورية التي بدأت الاستخبارات العراقية بتعميمها منذ أوائل سنة 1948، مُحتوية معلومات عن استحداث اليهود وحدات مخابرة للاستراق والتجسس والتشويش اللاسكي، وذلك بأن يتحدث مخابرو الفوج – ومعظمهم من غير العرب – بالكردية أو التركمانية أو الآشورية في مهاتفاتهم اللاسلكية، ليستحيل على العدو فهمها عوضًا عن الشفرة التي يطول فك رموزها.

وفضلًا عن ذلك فقد خرجتُ على المألوف، فعَيَّنتُ مُؤَذِّنًا يرتبط بإمام الفوج، مستثمِرًا إمكانات ضابط صف يجيد المقامات، ويمتلك صوتًا جَهوَريًّا يطرق الأسماع على بُعد مئات الأمتار، ووجّهتُه برفع الأذان في أوقاته الخمسة، مُضيفًا في نهايته عبارة (حيَّ على الجهاد).

صاحب الصوت الجَهوَري كريم قوريات يتوسّط مفرزة مدفع هاون متوسط وقد علا عَلَم الفوج رأسه (من أرشيف المقدم الطيار بارز عمر علي).

طال انتظارنا شهورًا جراء المواقف السياسية المتضاربة، وعدم اتفاق القادة العرب على طريقة لإنهاء الأزمة قبل استفحالها، حتى أعلن البريطانيون رسميًا إنهاء انتدابهم ووصايتهم على فلسطين وإفراغها من عساكرهم، غاضّين الطّرف وسامحين لليهود بالتمترس في أماكن ومرتفعات في غاية الأهمية، مستحوذين على مدن شتى وبقاع طالما حلموا بِرُبعِها قبل أن يُحَرِّك العراق في أواخر نيسان/أبريل- 1948 طلائع تشكيلات جيشنا، ليسبق جميع الجيوش العربية في الأرض الأردنية، ويتهيأ لعبور نهر الأردن إلى أرض فلسطين فجر 15/5/1948.

وتحرّكنا إلى فلسطين:

لم يطُل انتظارنا، فقد حضر السيد آمر اللواء إلى مقر فوجي صبيحة يوم 23/5/1948، وأبلغني – من دون أفواج اللواء – بالتهيّؤ للتنقّل بالقطار النازل من الموصل إلى بغداد في غضون ثلاثة أيام، فتم ذلك مساء يوم 26 من أيار/مايو، حيث كان أمير اللواء مصطفى راغب باشا – قائد الفرقة الثانية ومقره في كركوك – مع متصرف (محافظ) الموصل وكبار الشخصيات وشيوخ العشائر والآغاوات على رأس مودِّعينا بمحطة قطار الموصل.

صورة يعود تاريخها إلى الثلاثينيات للعقيد (اللواء بعدئذ) مصطفى راغب باشا، وإلى جانبه الملازم (الزعيم الركن بعدئذ) سيد حميد سيد عمر (من أرشيف نجله العميد الطيار الركن طارق سيد حميد)

وفي صباح اليوم التالي (27 من أيار/مايو) ترجّلنا في بغداد، وسرنا إلى معسكر الوَشّاش المُتاخِم، لنغدو بإمرة اللواء الجبلي/4 بقيادة العقيد الركن صالح زكي توفيق، حيث تداركنا النواقص، واستلمنا خطوطًا من الأعتدة قبل أن نستقلّ فجر 28 من أيار/مايو سيارات نقل عسكرية وشاحنات وحافلات مدنية خُصّصت للمجهود الحربي، متوجهين عبر الصحراء الغربية إلى المملكة الأردنية بأربع مراحل، حتى بلغنا مدينة المفرق ظهيرة يوم 31 من أيار/مايو.

حرج الموقف العملياتي:

كان من المفترض أن نُقيم قرب مطار المفرق العسكري بضعة أيام؛ لنتعرّف على الأمور، وندرس الخرائط، ونستطلع، ونحضّر، ولكن الموقف الميداني في معظم القواطع لم يكن مُريحًا بعد انقضاء أسبوعين على بدء العمليات، لذلك لم نرتَح في المفرق سوى ساعة واحدة حتى أُمِرنا بالتوجّه نحو نهر الأردن واجتيازه وبلوغ ضواحي مدينة أريحا للمبيت هناك ليلة واحدة، قبل أن ننتقل في صبيحة الأول من حزيران/يونيو- 1948 إلى نابلس ونعسكِر مؤقتًا في شمالِيّها.

نعم، كان الموقف الميداني حرجًا وبشكل مؤسِف؛ فالقوات العربية النظامية التي تقدَّمَت على المحاور الرئيسة الخمسة لم يَتَعَدَّ مجموعها فرقَتَين؛ أي بحدود من عشرين ألفا إلى خمسة وعشرين ألف جندي في مقابل ما لا يقلّ عن مئة ألف يهودي مسلَّح تحت إمرة قيادة الجيش الإسرائيلي! فيما المُفتَرَض – حسب الحسابات العسكرية – أن تكون نسبة المهاجِمين إلى المدافِعين ثلاثة إلى واحد؛ ولذلك اختلّ التوازن سِراعًا بمرور الأيام لصالح العدو، حتى غَدَت المُبادأة بأيدي الصهاينة، فباتوا في موقف التعرّض بعموم الجبهات، في حين أمسَينا نحن في حالة دفاع!

ولديّ أمثلة عديدة ومُحزنة على هذا؛ فحين وصلنا بلدة المفرق واطلعتُ – بعض الشيء – على الموقف العام في غرفة عمليات مطارها العسكري، وجدته موقفًا غامضًا ومتشابكًا وحَرِجًا، للأسباب الآتية:

  • اللبنانيّون منذ فجر 15/5/1948 لم يتقدّموا شبرًا واحدًا من رأس الناقورة.
  • والسوريون خلال الأسبوعَين المُنصَرِمَين ظلَّ موقفهم مُبهَمًا، ولا يخبرون أحدًا بصدق عن مواقعهم.
  • والقوة الأردنية لم تندفع نحو بيسان ولا جنين والعفولة، والجنرال كلوب باشا لم يَفِ بوعده الشفهي للقيادة العامة بإعادة قواته الأردنية إلى القدس.
  • والمصريون لم يحرزوا تقدمًا واضحًا من الجنوب نحو الأرض الفلسطينية المسلوبة.
  • والقيادات العسكرية العربية العليا لم تُنَسِّق تحرّكاتها الميدانية المفترَضة والمُبَلَّغة إليها، ولم تلتزم بتوجيهات القائد العام (الرسمي) للقوات العربية أمير اللواء الركن نورالدين محمود.
أمير اللواء الركن نور الدين محمود – قائد فرقة المشاة/1 للجيش العراقي والقائد العام للقوات العربية المشتركة في أوائل حرب فلسطين، الذي لم يلتزم القادة العرب بتوجيهاته (من أرشيف اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خمّاس).

  • ولربما بدا العراقيون أفضل من أقرانهم العرب في جدّية تنفيذ الخطة العامة؛ فقد اجتازت وحدات قوتهم الآلية مع فجر 15/5/1948 – بقيادة الزعيم (العميد) طاهر الزُّبَيدي – نهر الأردن نحو قلعة كيشر، تبعها جحفل فوج من اللواء المشاة/1 برغم عدم تمكّنه من اقتحامها، ودفعوا فوجًا آخر من اللواء المشاة/15 نحو مرتفعات تطلّ على قرية كوكب الهوى تمهيدًا لاستردادها.

مفارقات في مقر القيادة العراقية:

حين وصلتُ بفوجي إلى المفرق ظهيرة 31 من أيار/ مايو، كانت الاستخبارات تشير لتعرّض يهودي وشيك وواسع على جميع جبهات المواجهة، لذلك أُمِرتُ بعدم التريّث، بل اجتياز نهر الأردن وبلوغ مدينة أريحا، وبعد مبيت ليلة واحدة هناك توجهنا صبيحة الأول من حزيران/يونيو- 1948 إلى مدينة نابلس مثلما ذكرتُ.

وحالما حَدَّدتُ موقع معسكرنا المؤقت لعدد من ضباطي صبيحة هذا اليوم، أسرعتُ إلى مقر القيادة العراقية بمدينة الزرقاء، فاستقبلني الرئيس أول (الرائد) الركن شكري محمود نديم، والرئيس أول (الرائد) الركن خليل سعيد بغرفة الحركات، لأخبرهما عن تكامل فوجي في نابلس، وأستوضح مسؤولياتي، ومَن القادة الذين سأئتَمِر بأوامرهم. لكني لاحظت ارتباكًا واضحًا في تسيير الأمور مع اقتراب الموعد المحتمل لشن الهجمات اليهودية، مصحوبًا بضبابية في جميع القواطع؛ لعدم تلبية السوريين ووحدات جيش الإنقاذ الفلسطيني توجيهات القيادة العامة بالمباشرة بحركات تعرضية في منطقة بنت جُبَيْل؛ لتخفيف الضغط المحتمل على القوات العراقية.

صورة لاحقة للرئيس أول (الرائد) الركن – الزعيم (العميد) الركن بعدئذ – شكري محمود نديم- أحد ضباط الركن لدى قيادة القوات العراقية في حرب فلسطين.

صورة لاحقة للرئيس أول (الرائد) الركن – اللواء الركن بعدئذ – خليل سعيد – أحد ضباط الركن لدى قيادة القوات العراقية في حرب فلسطين.

وفوق كل ذلك فقد فارَ دمي وقتما أبلغني الأخ شكري نديم واجب استلامي لمواقع جحفل الفوج/1-اللواء/1 بجبهة 25 كلم المتشتملة على بلدة كَفر قاسم- رأس العين- مَجدَل بابا، حيث سأضطر لتجزئة سرايا فوجي وفصائلها، فأنشرها على شكل حظائر (الحظيرة عشرة جنود) بتلك المنطقة الشاسعة، حيث ستفصل بين كل حظيرة وأخرى مسافة كيلومتر واحد غير متسانِدة فيما بينها، فتكون لقمة سائغة حيال أية هجمة قوية، ناهيك عن كون ذلك الفوج منتشِرًا هناك عارِفًا بقاطع مسؤوليته مستطلعًا تفاصيلها.

استقبلني صديقي العزيز العقيد الركن غازي الداغستاني – ضابط الركن الأقدم بالقيادة – قبل أن أصِرّ على أن يبقى فوجي – الذي درّبتُه أشهرًا للعمل على شكل كتلة واحدة – قوةً ضاربة في أي قاطع يتعرض لموقف طارئ، فاقتنع بذلك، وألغى الفكرة السابقة.

صورة لاحقة جمعت اللواء الركن غازي محمد فاضل الداغستاني – قائد الفرقة الثالثة – مع الزعيم الركن عبد الكريم قاسم -آمر لواء المشاة/19 التابع للفرقة – قٌبًيلَ انقلاب 14 تموز/ يوليو-1958.

الخطة الجريئة الطموحة:

وحالما عدتُ إلى نابلس، وقبل أن ألتقي مع ضباط الفوج لأصارحهم بمجريات الأمور، حضر ساعٍ يركب دراجة وأبلغني بالعودة فورًا إلى القيادة العامة، حيث فوجئتُ بأمر طَموح يتعاكس مع سابقه 180 درجة، بأن أندفع – مع وحدات أخرى من جيشنا – من منطقة طولكرم نحو كَفر يونا لبلوغ ميناء ناثانيا على البحر الأبيض.

كان الأمر اللاحق تطبيقًا للخطة العامة العراقية الجريئة والطموحة للغاية؛ بشطر الجزء اليهودي المُعلَن من فلسطين في أعظم بقاعه عمرانًا واكتظاظًا بالسكان إلى شطرين، وحرمانه من استخدام الموانئ المطلّة على البحر الأبيض المتوسط.

استبشرتُ بالواجب الجديد خيرًا، وبلّغتُ ضباطي الأقدمين به، وبقيتُ متقلِّبًا طوال الليل أفكّر في طريقة تنفيذه، حتى خرجتُ برفقة عدد من ضباط الفوج صباح الثاني من حزيران/يونيو إلى قاطع لواء المشاة/1 بمنطقة طولكرم، مُنهِين استطلاعًا مُفصَّلًا للعوارض المهمّة والطرق والنياسم التي قد نسلكها، حتى عدنا إلى نابلس عصرًا، حيث فاجأني مساعدي الرئيس أول (الرائد) شاكر السامرائي الذي ظلّ خافِرًا بمقر الفوج، وقد هَيّأ السرايا للحركة، وهو يعرض عليّ برقية مكتوبة بخط اليد جلبها ساعي البريد قبل ساعتين من القيادة العامة، تأمرنا بالحركة فورًا إلى بلدة دير شرف لنكون قريبين من مدينة جنين.

والواقع أنني قد انزعجتُ كثيرًا من هذا التخبّط، فخلال 24 ساعة بُلِّغنا بتسلّم قاطع فوج آخر، ثم بُدِّلَ إلى هجوم على ناثانيا، وفي أثناء الاستطلاع أنذرونا بالتحرك نحو جنين، ناهيك عن استراقات اليهود اللاسلكية وفكّهم شفرات معظم برقياتنا ومكالماتنا فور بدء الحرب، ما اضطر القيادة لاتّباع وسيلة السعاة راكِبي الدراجات لإيصال الأوامر والبرقيات، مع قبول واقع البطء في إيصالها للمَعنيّين.

صورة المقدم الركن عمر علي تحت راية فوجه في فلسطين.

صورة جمعت الرئيس أول (الرائد) الرائد شاكر محمود السامرائي – مساعد آمر الفوج/2- مع الملازم أول بدر الدين علي – معاون آمر سرية الإسناد – أيام معركة جنين (من أرشيف العميد شاكر محمود السامرائي من دراسته المختصرة عن المعركة).

        وعلى أي حال، فقد استبشرتُ خيرًا، وتصوّرتُ أن هذا الإجراء ربما كان ضمن خطة مُخادَعة للتستر على التعرّض المُزمَع نحو ميناء ناثانيا، ولم يأتِ ببالي ما تُخَبِّئُه قادم الساعات لفوجي.

ساعات ما قبل معركة جنين:

لم يكن ذلك سوى خيال وحلم يقظة، فقد تَردَّت الأمور نحو الأسوأ بسرعة، فحال عسكَرْنا قرب بلدة دير شرف مساء 2 من حزيران/ يونيو، زارني الأخ  شكري محمود نديم، ليخبرني أن اليهود باشروا هجومهم العنيف على جنين التي ينتشر فيها “رتل أسد” بقيادة المقدم الركن نوح عبد الله الجَلَبي بفوج مشاته الآلي التابع للقوة الآلية، وأن القيادة تتوقّع أن يستهدف الصهاينة الإحاطة بجميع البقاع التي تتمركز فيها تشكيلاتنا للوصول إلى جسر الملك حسين، وقطع مواصلاتنا مع شرقيّ نهر الأردن، فرجوتُه أن لا يُضَخِّم الموضوع، بل يُخبر السيد القائد العام بضرورة صمود “رتل أسد” في جنين ريثما ننفِّذ تعرضنا الأخطر والأهم والمُزمَع نحو ناثانيا.

        حلّت ساعات أول الليل لتطرق أسماعنا انفجارات قنابل القصف المدفعي من بُعد 40 كلم، وفيما خَفَّت التفجيرات بعض الشيء مع منتصف تلك الليلة، فقد غفوتُ مُتعَبًا حتى فوجئتُ بالأخ شكري نديم مُتَرَجّلًا من سيارته العسكرية، ومن دون تحية ولا سلام ولا مجاملات يخاطبني لاهِثًا: “سيدي سيدي، المقدم نوح ترك مدينة جنين تحت ضغط الهجوم، وسحب رتل أسد إلى قلعة جنين، فأحاط بهم اليهود بقوة تقدّر ببضعة آلاف، فما عليك سوى التحرك لإنقاذه وإنقاذنا يرحمك الله”!

               مخطط لمدينة جنين يوضح مواقع عَرّابة- قَباطية- جنين.

التهيؤ للمعركة:

صرختُ بأعلى صوتي فانتبه من سمعني، وأيقظ النائمين، فهُرع الضباط الأقدمون نحوي ليستوعبوا الموقف، فيما أوقفتُ المُؤذِّن كريم قوريات إلى جانبي صارخًا سبع مرات: “الله أكبر… الله أكبر… حيّ على الجهاد… حيّ على الجهاد”. وفي غضون نصف ساعة قُبَيلَ فجر الثالث من حزيران/ يونيو كانت سرايا البندقيات الثلاث مع الهاونات والرشاشات “فِيكَرس” المُلحَقة بها جاهزة للحركة.

أمرتُ برفع راية فوجنا فوق رأسي، وأمسكتُ حَربَةَ إحدى البنادق بيدي اليمنى صارِخًا: “يا رجال العراق، با أبطال فوجنا العالي، يا من قهرتم الجبال، هذا يومكم، وأنا في مقدمتكم، فإذا رأيتموني متردِّدًا فلا تتقدموا شبرًا، وإن تلمّستموني متراجِعًا أو خائِفًا اقتلوني، اطلبوا الموتَ توهَب لكم الحياة، لا يجبن أحدكم فَيُخزى، ولَـمّا يُصرَع أحدُنا ففي جنّة الخلود، وإن لم يُصِبهُ شيء فرأسه مرفوع، فلنتوكّل على الله سبحانه، وننقذ رجال الفوج الآلي المُحاصَرين، فلا نَدَعهم أذِلاّء مُهانين… الله أكبر، الله أكبر”.

وكررتُ الخطاب باللغتين الكردية والتركمانية، فردّد الجميع: “الله أكبر… الله أكبر”… وتراكضوا كالمجانين لتلافي أي نقص في أي شيء.

في الطريق إلى جنين:

وفي لحظة مباشرة المسير لم أنسَ تذكير الضباط بضرورة التحدث باللاسلكي بالكردية والتركمانية والآشورية حصرًا قُبَيلَ وَداعِنا قرية دير شَرَف مع إشراقة شمس الثالث من حزيران/ يونيو مُحَمَّلين بسيارات نقل نحو قرى عَرّابة- قَباطية في طريقنا إلى قلعة جنين، سائرين ببطء على الطريق العام، حذِرين ومترقّبين – كما تدرّبنا – لِئَلاّ نقع في كمين.

كان الذي يؤلمنا طوال المسير البطيء منظر الآلاف من أهالي جنين المُشرَّدين بمجاميع تسلك الطريق، بينما بقي آخرون في ديارهم، وتحملوا مشقات الحرب وأهوالها، وقاتلوا ضد العدو.

وبدأت المعركة:

وبعد ساعة ونصف من المسير الحذِر لم نتَلَقَّ نيرانًا، حتى اقتربنا من بلدة قَباطية، فعالَجَتها السرية الأمامية من دون خسائر، وسيطرت على التلال المُطلة على الطريق، في حين التحق بنا 15 مسلّحًا فلسطينيًا ليخبرونا بأن الصهاينة احتلّوا كامل مدينة جنين وجنوبِيّها، وما أمرتُ الجميع بالترجل والانفتاح إلا وقد انهمرت علينا عشرات القنابر من 6 مدافع هاون سوية، وفيما أسرعت السرية الأمامية بتسلّق الهضاب بين بَرقين وجنين، اتخذتُ من إحدى قممها مرصدًا يُشرف على عموم المنطقة، وبالأخص قلعة جنين العملاقة ومحيطها وحتى المدينة ذاتها، لأستطلع آنِيًّا، وأضع خطة سريعة للهجوم، وأوعزتُ لمعاوني المقدم أنوَر فَرَنكُول بفتح مقر خلفي ومنطقة إدارية خلف التلال ليديم زخْم المعركة بدفع الأعتدة إلى السرايا عند الحاجة، ويستقبل الجرحى والمُصابين.

حرماننا من الإسناد المدفعي:

كان هَمّي الوحيد أن أضبط الأمور، ولا أدَع ثغرة تؤَخِّرنا عن تخليص رفاقنا المُحاصَرين، ليس بالسرعة الممكنة فحسب، بل بأقصى سرعة، كي لا يُذَلّوا، على الرغم من أن بطارية المدفعية 25 رطل الموضوعة لإسنادنا المباشر لم تستطع اللحاق بنا لأعذار فنّية! ولذلك سيُحال المسؤول عنها للقضاء العسكري، ويُطرَد من الجيش، ويُسجَن.

مدفع 25 رطلا الذي لم تلتحق بنا بطاريّة منه لإسناد الفوج/2-اللواء الجبلي/5 خلال معركة جنين.

كان الوقت أثمن من تحمل التريّث، فبلوغ قلعة جنين والإسراع في استردادها أعظم بكثير من الإسناد المدفعي؛ لذا قررتُ أن لا آبَه به ولا أنتظره – برغم دوره البالغ – بل أكتفي بما نمتلكه من الهاونات المتوسطة “3 إنج” ورشاشات “فيكرس”، ونعتمد الحركة السريعة والستر بالنار والإسناد المتبادَل كسبًا للوقت، وقد أفدنا من مدافع ضد الجو الملحَقة بإمرتنا في تدمير بعض مواقع العدو الحصينة وتكثيف النيران عليها.

مدفع الهاون “3 إنج” الذي اعتُمِدَ عليه في معركة جنين عوض الإسناد المدفعي.

الرشاشة المتوسطة “فيكرس” التي لعبت دورًا كبيرًا في معركة جنين.

واقتربنا من القلعة:

        ومن دون الخوض في التفاصيل، فقد اقترَبَت السرايا الثلاث من العدو الضارب للحصار على القلعة طوال الظهيرة، وذلك باندفاعات شجاعة بإسناد الهاونات والرشاشات، وبرغم النيران الهائلة التي صبّها اليهود على رؤوس جنودنا عند شنّهم هجومًا مقابلًا فوريًا، فقد أرغمهم جنودنا على التراجع مهزومين وتاركين عددًا من قتلاهم وأسلحتهم، ولربما للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

جانب من قلعة جنين يدل على ضخامتها.

وصول فوج من اللواء/4:

        عصرًا كان جحفل الفوج/2- اللواء الجبلي/4 الذي وصل الأردن لِتَوِّه وحُرِّكَ من دون استراحة إلى قاطعنا، في طريقه إلينا، وقد تسلّق آمِرُه المقدم يونس شليمون إلى مرصدي عارضًا استعداده أن تتخلّل سراياه عبر سرايا فوجي لاستكمال فكّ الحصار، ولكني – بعد أن شكرتُه – رجوتُه أن يدفع إحدى سراياه إلى خانِق جنين؛ لتستُرَ جناحي الأيمن، وأخرى باتجاه هضاب بَرقين لتحمي جناحي الأيسر، وبذلك يُريح بالي المُنشغِل لأتفرغ لاستكمال ما حقَّقَه فوجي من دون تحوير في الخطة الأصل.

        وفي تلك الساعة هاتَفَني آمر جحفل اللواء/4 العقيد الركن صالح زكي توفيق باللاسلكي طالبًا حضوري بالمقر الخلفي لأُطلِعَه على الموقف، فأجبتُه – باللغة الكردية – بما مُلخّصه: “أنا الآن – يا سيدي – أقود معركة بكل فوجي، فلا يُعقَل أن أترك قيادته أمام أنظار جنودي كي ألتقيكَ، فإذا رغبتَ فتكرّم أنت بالحضور إلى مرصدي لتشاهد مجريات الأمور، فـ”الآمرون بالأمام” في كل صفحات القتال عدا الانسحاب، وإذا لم ترغب فابعث أحد ضباط الركن لينقل لك الموقف”.

العقيد الركن (اللواء الركن بعدئذ) صالح زكي توفيق- آمر جحفل اللواء الجبلي/4 إبان حرب فلسطين.

القرار بالصولة في جنح الظلام:

        احتفَظَت سرايايَ الثلاث بما حصلت عليه تجاه قلعة جنين، ولكن شدة المقاومة اليهودية والساحة المفتوحة بواقع مئات الأمتار، والتي على السرية الأمامية قطعها تحت رصد العدو ونيرانه المباشرة، مع توقّع تضحيات كبيرة، جعلتني أرى أن من الأوجَب تأجيل الصولة الأخيرة شريطة تنفيذها بهجمة ليلية سبق وأن تدرّبنا عليها، وأتقَنّاها ولو بشكل نَظَري.

        وبعد الضياء الأخير مساء الثالث من حزيران/ يونيو، زرتُ الرئيس أول (الرائد) عثمان عبد الله – آمر السرية/3 الأكثر تقدّمًا – وأبلغتُه أني سأكون إلى جانبه عند الصولة بالساعة الثالثة فجر الرابع من حزيران/ يونيو.

وبعد زيارتي للسرية/2 – بقيادة الرئيس أول (الرائد) حسين أمين – قبالة بَرقين لأطمَئِنَّ على رصانة موقفه قبل إبلاغه بموعد الصولة، اتفقنا على ضرورة تحقيق المباغتة بشنه هجومًا ليليًا يترافَق مع الصولة الرئيسة المُزمَعة ليستعيد بلدة بَرقين. ثم توجهتُ نحو مواضع الهاونات والرشاشات “فيكرس” الـمُتَمَوضِعة خلف السرية/2، وتأكدت من استعدادها.

المقدم الركن عمر علي يتوسط ضباطه المشاركين في معركة جنين تحت راية الفوج/2- اللواء الجبلي/5 (من أرشيف العميد شاكر محمود السامرائي).

الصولة الفَجرِيّة:

قُبَيلَ الساعة الثالثة فجرًا وقفتُ إلى جانب الرائد عثمان عبد الله في مقدمة الجميع، وحالما باشرت هاوناتنا – مع ساعة الصفر – صَبّ عشرات القنابل المصحوبة بآلاف الإطلاقات لرشاشات “فيكرس” على رؤوس الأعداء، اندفعنا نحو أطراف القلعة، حيث لم يَدُر ببال مُحاصِريها أن يتلقّوا هذا الكم الهائل من النيران التي استثمرناها للاقتراب منهم تحت جُنح الظلام، قُبَيلَ اندفاعنا الأعنف نحوهم بصيحات (اللــــه أكبر…. اللـــــه أكبر).

مخطط معركة جنين من أرشيف العميد شاكر محمود السامرائي.

انقضت ساعتان بين صراخ المَرعوبين وصياح المُستنجِدين وهروب المَصدومين ونُواح الجرحى والمُصابين وتراجع الخائفين وعويل النساء المجَنَّدات وتوجيهات القادة والآمِرين، حتى حلّت الساعة السادسة من صبيحة الرابع من حزيران/ يونيو لأرى باب قلعة جنين مفتوحًا، حيث استقبلني المقدم الركن نوح الجَلَبي بين ذراعَيه قبل ضباطه وسط استبشارهم في ذلك الموقع الذي حوصِروا فيه لأكثر من 30 ساعة، في حين بشَّرَني الرائد حسين أمين وقوفَه على رأس سريته بين منازل بلدة بَرقين، وقتما انشغل جنودنا بلملمة ما تركه الأعداء من هاونات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ورشاشات متنوعة وبنادق وغَدّارات مُهانة وألغام وخُوَذ فولاذية وألوف من مختلف الأعتدة. ولكن اليهود لم يكتفوا بالانسحاب من القلعة، بل أخلوا بلدة جنين بأكملها هاربين خائبين.

مبعوث الوصي عبد الإله:

        لم أكن على دراية بمدى اهتمام قادة العراق السياسيين بما حصل في جنين، حتى حلّ ظهر يوم الرابع من حزيران/ يونيو، حين فاجَأَنا اللواء عبد الوهاب عبد اللطيف بوجوده وسط القلعة، مبعوثًا شخصيًا من الوصي على عرش العراق الأمير عبد الإله بن علي، للاطمئنان على ما حصل، وإبلاغنا تهنئة سموّه على هذا النصر الناجز.

        وبُعَيدَ عودته زارنا العقيد الركن غازي محمد فاضل الداغستاني – ضابط الركن الأقدم للقيادة العراقية – يصاحبه العقيد الركن صالح زكي توفيق – آمر جحفل اللواء الجبلي/4- وتقرر:

  • تسليم مسؤولية قلعة جنين لإحدى سرايا الفوج/2- اللواء الجبلي/4 بقيادة الرئيس أول (الرائد) حسيب علي توفيق.
  • إعادة المقدم الركن نوح الجَلَبي لفوجه الآلي مساءً إلى منطقة آمنة للإسراع في إعادة تنظيمه.
  • تجميع فوجي خارج القلعة وجعله احتياطًا بمثابة قوة ضاربة لأي طارئ.

حضور الأمير عبد الإله:

        ويبدو أن سموّ الأمير عبد الإله لم يَرضَ لذاته أن يُتابع مواقف الحركات ومُجرَيات الأمور من بغداد، بل ولم يَكتَفِ بمبعوثه الشخصي إلينا، فطار إلى عمّان صباح اليوم التالي ليطّلع على الموقف العام من الفريق نور الدين محمود.

سمو الأمير عبد الإله بن علي – الوصي على عرش العراق- بقيافته العسكرية، وقد ظهر خلفه الفريق الركن صالح صائب الجبوري – رئيس أركان الجيش العراقي إبان حرب فلسطين.

        ووقتما علمتُ بذلك – ظهيرة الخامس من حزيران/ يونيو – أمرت أحد ضباطي بالإسراع إليه ودعوتُه لزيارتنا، وفي حين لم أكن أتوقع تلبية دعوتي، فقد وجدتُ سمو الأمير بين ظهرانينا بقيافته العسكرية يرافقه العقيد الركن صالح زكي توفيق، لنتسلّق سويًّا إلى المرصد الذي قدتُ المعركة منه، ليرى قلعة جنين ومدينتها الجميلة وقد حرّرناهما.

وبذلك أثبتْ أنه من أشجع الزعماء العرب في قراراته، وأعظمهم جرأة في خطواته، وأكثرهم اندفاعًا في إجراءاته، وأحرصهم على فلسطين واحتمالات ضياعه. وفي حين لا أزعم كونه شخصًا كاملًا ولم يخطئ، فهذا دَيدَن الإنسان منذ أول الخليقة، ولكنه سيظل – في وجداني – أشرف وأشرف وأشرف من جميع ناكثي الوعود في قادم الأزمان.

خاتمة الحديث:

واختتم العم عمر علي باشا تلك الأمسية الرائعة بقوله: أمّا ما بعد جنين، فأُشَبِّهه بما يُردِّدُه العراقيون وقتما يتوقّعون الأنكى من المعضلات والأَمَرّ من المآسي وتردّي الأوضاع، فيقولون: “هاي وراها حَصبة وجِدري”!

وهذا ما ينطبق على ما حصل بعد هذه المعركة، وقد يتطلّب سردُ مجرد نبذة عنه مجَلَّدات لا قِبَلَ لي بها سوى بشكل مُجمَل في قادم الأيام، فهذا بيتك وأنا بمثابة عمّك، بل وأهنّئك على تشبّثك بهذه الأمور، وأستأنس بذلك، وأشجّعك وأنت ما زلتَ بهذه الرتبة الصغيرة وفجر حياتك العسكرية، لذا أتوقّع – بعد قراءتي لما لَخَّصتَه من حديثي السابق – أن يكون لك مستقبل مُشرِق – إن شاء الله – في الكتابة عن تاريخ العراق المعاصر وأحداثه.

صورة شخصية للعقيد الركن عمر علي أهداها بخط يده للرئيس أول (الرائد) شاكر محمود السامرائي (من أرشيف العميد شاكر وسط دراسته عن المعركة).

قائمة بأسماء ضباط الفوج/2-اللواء الجبلي/5 الذين قاتلوا في معركة جنين 1948، كما سَطَّرَها العميد شاكر السامرائي في دراسته المختصرة عنها.

المقدم الركن عمر علي يتوسط خمسة من ضباطه تحت راية الفوج/2- اللواء الجبلي/5 أيام معركة جنين 1948 (من أرشيف العميد شاكر محمود السامرائي).

الملازم أول بدر الدين علي يتوسط المقاتلين الفلسطينيين المشاركين بمعركة جنين (من أرشيف العميد شاكر محمود السامرائي).

تحت راية الفوج/2-اللواء الجبلي/5… يتوسط المقدم الركن عمر علي مساعدَه الرئيس أول (الرائد) شاكر محمود السامرائي وأحد ضباط الفوج أيام معركة جنين (من أرشيف نجله المقدم الطيار بارز عمر علي).

نصب شهداء الجيش العراقي في معركة جنين وأسماؤهم وقبورهم – رحمهم الله (من أرشيف العميد شاكر محمود السامرائي).

“الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات“

جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات©2021

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى