بدأ حزب البعث محاولة امتصاص غضب بعض الفئات المدنية المتدينة؛ وذلك بفتح الباب شيئًا فشيئًا أمام ظهور القوى والتيارات الدينية المعتدلة، المتمثلة في الإسلام الصوفي البعيد كل البعد عن التدخل في الحياة السياسية والأطماع السُلطوية.
فكان هذا برأيه هو الحل الأمثل لكل من؛ الجمهور السوري المتدين، وللسلطة السياسية الأمنية التي سعت من وراء ذلك وبشكل أساسي إلى السماح بانتشار هذه الحركات التي تتبنى منهج الإسلام الصوفي في مواجهة أي امتداد لتيارات إسلامية سياسية أخرى.
في السياق ذاته، تنبهت معظم الجماعات الدينية في سوريا؛ إلى أنه لا يمكن لها أن تبسط سيطرتها على المجتمع بشكل كامل، إلا عن طريق السيطرة على المرأة، فعملت على خلق جماعات وتنظيمات نسائية مرتبطة بها فكريًا وعقائديًا، كانت أكبر هذه التنظيمات وأشهرها وأكثرها استقلالية على الإطلاق هو “تنظيم القبيسيات”
يتناول البحث أسباب نشوء التنظيم، ويتعرف على شخصية الآنسة منيرة القبيسي والآنسات البارزات في هذه الجماعة، مستعرضًا علاقتها بالجماعات الإسلامية الأخرى، ومدى انتشارها عربيًا وعالميًا، ويسلط الضوء كذلك على أثرها في المجتمع بشكل عام، وفي مجال التربية والتعليم على وجه الخصوص، وذلك لكون التعليم أحد أكبر اهتماماتها.
كما يتناول علاقتها بالسلطة والأنظمة الأمنية، وعرض التهم المُوجهة لها من قِبل أعدائها؟
وفي الختام يحاول هذا البحث التعرف على موقف هذه الجماعة من أحداث عام 2011 في سوريا بشكل تفصيلي، والأسباب الكامنة وراء هذا الموقف؟