الاصداراتالدراسات الاستراتيجيةترجمات

الانتخابات الرئاسية الأمريكية ٢٠٢٠

لماذا دونالد ترمب محقٌّ في توخّي الحذر من جو بايدن؟

نهاية نيسان هو موعد إعلان جو بايدن ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو المرشح الأول بالنسبة للاستطلاعات في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي، وأيضًا بايدن نائب الرئيس السابق أوباما هو المرشح المفضّل لدى ترمب.

بعد انتظاره أسابيع يُعلن أخيرًا جو بايدن ترشحه للبيت الأبيض وذلك من خلال تسجيلِ فيديو لإضفاء الطابع الرسمي على إطلاق حملته.

يتابع ترمب بانتباهٍ شديدٍ إطلاق المرشح الديمقراطي حملته، فهو وعلنًا يقول أنّه يحلم بمواجهة بايدن.

المرشح الأول في الانتخابات التمهيدية حسب استطلاعات الرأي:

قبل أن يتمّ ترشيحه رسميًّا وحسب استطلاعٍ قام به موقع ريال كلير بوليتيك هيمن جو بايدن على صناديق الاقتراع بين حوالي ٢٠ مرشحًا من الديمقراطيين، حيث حصل على ٣٠٪ من الأصوات – وفقًا لاستطلاع الرأي – مقابل ٢٢.٥٪ للسيناتور المستقل بيرني ساندرز وبفارقٍ كبيرٍ عن المرشحين الآخرين.

يبلغ سيناتور ولاية ديلاوير السابق من العمر ٧٦ عامًا، وفي حال وصوله إلى البيت الأبيض عام ٢٠٢٠ سيكون أكبر الرؤساء المنتخبين عمرًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

في الآونة الأخيرة قامت عدّة نساءٍ باتهامه بإزعاجهن بسبب إشاراته العاطفية أكثر من اللازم، من قبلة على الرأس ووضع يديه على الكتف، في الحقيقة فإنّ عضو مجلس الشيوخ السابق معروفٌ بحركاته التي تحمل الكثير من المشاعر العاطفية.

فرصةٌ اعتمد عليها دونالد ترمب في تشويه صورة الشخص الذي قد يكون خصمه للبيت الأبيض بعد عدّة أشهر، وإذا كان الأمر كذلك فإنّ الرئيس يعلم أنّ المهمة لن تكون سهلة.

يُعتبر بايدن من الديمقراطيين الوسطيين، هذه الصفة لا تتناسب مع الاتهامات بالاشتراكية التي وجهها له الملياردير بيري ساندرز، خاصّةً مع ما يحظى به كذلك من شعبية كبيرةٍ في ولايات الحزام الصناعي.

أشار عضو سابقٌ في حملة دونالد ترمب كما نقل عنه موقع أكسيوس في نهاية آذار/مارس الماضي “رجلٌ يحب كل أسلحته، لن يقف الله مع كاملار لاهاريس_المرشحة السابقة عن ولاية كاليفورنيا في الانتخابات التمهيدية_” ويتابع “سيقفُ الله مع جو بايدن لأنّه لا يمكن لأحدٍ أبدًا أن يُشيطنه”.

في حاشية دونالد ترمب هناك خشيةٌ أنْ يكون جو بايدن خصمًا أكثر صرامةً من غيره من الديمقراطيين في ولايات حزام الصدأ التي ساهمت كثيرًا بانتخاب ترمب عام ٢٠١٦.

مقطع الفيديو الذي يعلن ترشح بايدن يُظهر صورًا لبلدة سكرانتون في ولاية بنسلفانيا وهي ولايةٌ من الحزام الصناعي الشهير الذي مال لصالح الملياردير الجمهوري بعد سنواتٍ طويلةٍ من الانتصارات الديمقراطية.

هذا الخوف من رؤية جزءٍ من ناخبيه يتسرب من بين أصابعه شعر به دونالد ترمب منذ بداية نيسان/أبريل عندما غرّد على موقع تويتر في غير سياقه: “لقد قمتُ بتوظيف الآلاف من عمال الكهرباء وسيصوتون لصالحي”.

تبيّن حينها أنّ هذه الضربة لم تحصل عن طريق المصادفة، ففي نفس الوقت كان جو بايدن يتحدث إلى ممثلي اتحاد قطاع الكهرباء في واشنطن.

في كانون الأول/ديسمبر الماضي سألت مجلة فانيتي فير المستشارين الجمهوريين حول من سيكون أسهل مرشحٍ لترمب، كانت الإجابة تتكرر أنها إليزابيث واين والتي قارنوها مع هيلاري كلينتون، وأيضًا كوري بوكر بيرني ساندرز حيث اعتبروهم وجوهًا سهلةً أمام ترمب.

على العكس جو بايدن، فقد تمّ وصفه بأنّه خصمٌ قوي، حيث قال أحد المستشارين “إنه هادئٌ وكلاسيكي وهو ما يحلم به الناس في فوضى إدارة ترمب”.

على بايدن أن يحافظ على هذه المسافة:

بايدن نائب الرئيس أوباما لمدة ثماني سنوات، يتمتع بمكانةٍ مميزةٍ عن خصومه الديمقراطيين وكذلك دعم الرئيس السابق وفقًا لموقع بوليتيكو.

طلب دونالد ترمب من مساعديه تزويده بآخر استطلاعات الرأي بشكلٍ منتظم لمتابعة تطور جو بايدن، رأى الرئيس أنّ كل الاستطلاعات تُشير إلى أنّ بايدن سيهزمه إن واجهه في انتخابات ٢٠٢٠.

بقي أن نعرف قبل كل ذلك ما إذا كان سيفوز في الانتخابات التمهيدية، إذا كان الأمر كذلك ففي أي حالةٍ سيخرج لمواجهة ترمب.

لا ننسى أنّ الحزب الديمقراطي أبدى اهتمامًا بالتجديد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال التجديد النصفي، وعليه لن يفشل المرشحون الشباب مثل بيتو أوروك أو ببت بوتجيج في تسليط الضوء على فارق السن مع بايدن.

لكن وفقًا لاستطلاعٍ للرأي أجرته قناة فوكس_القناة المفضلة عند ترمب_ أواخر آذار/مارس فإنّ الديمقراطيين سيصوتون بأولويةٍ للمرشح القادر على هزيمة ترمب وليس للمرشح الذي يفضلونه، وهذا أيضًا خبرٌ سارٌّ جديدٌ لبايدن.

توماس ليابو (لو جورنال دو ديمانش) ٢٢ نيسان/أبريل ٢٠١٩

رابط المقال   الأصلي

 

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات

جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات © 2019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى