الاصدارات

أسباب التطرف

نَشَأت وتنشأ عبرَ التاريخ تنظيماتٌ كثيرة تُوصف بأنّها “متطرّفة”، تؤثر في الواقع السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي بصورة واسعة وعميقة وممتدة في كثير من الأحيان، مِمّا يُوجب الاستمرارَ في وضعِ دراساتٍ جادةٍ وواقعية لتوصيف هذه الظاهرة وأسباب نشأتها؛ بغيةَ الوصولِ إلى وصفةٍ فعّالة تقاومُ التأثيراتِ الكارثية لهذه الظّاهرة على المجتمعات.

تتنوّع أسبابُ التطرّف بتنوعِ أشكاله وظروفهِ ودوافعهِ، ومكان نشأتِه، ولكن يمكنُ تصنيفها من خلالِ نظرة عامّةٍ إلى ثلاثِ فئاتٍ رئيسة، وهي كما يلي:

  1. أسبابٌ بيولوجية:

يؤدّي الاختلال الصِبغي (الكروموسومي) أحيانًا كثيرة إلى مزاجٍ متطرّفٍ، واضطرابٍ عاطفيّ، سببُه عوامل التركيبة الوراثية غير المتزّنة، أو عيوبٌ خَلقية، أو إصاباتٌ مخيّة، منها ما ينتجُ عنه نوباتُ غضب، وفتراتُ حيويةٍ مفرطة تجرُّ الهوس أو الاكتئاب.

  • أسبابٌ نفسيّة:

 تَتشكّل مِن معاناةِ الفردِ اضراباتٍ عصبيّة، ومشكلاتٍ في الشخصية، أو الانعزالية والإحساس الزائد بالأنا، والتناقض بين قيمة الخير وسطوة الشرّ، وبين كبتِ الغرائزِ ومراقبةِ المحرّمات، ثمّ الشعور بالذنب والخطيئة، وصولًا إلى القلق والفزع والميل إلى العدوان، ليجدَ المرءُ التطرّفَ طوقَ نجاته المثاليّ للتخلّص من دوّامة الاكتئاب، وإن لم يشعر بذلك بشكل مباشر.

  • أسبابٌ اجتماعية:

يشكّل محيطُ الفرد وحالته الاجتماعية والمادية سببًا في تكوينه اتجاهاتٍ متطرفة، ينمّيها الجهل والتفكّك الأسريّ، يُضاف إليها تعاسةُ طفولته المبكرة، وانعدام الثقة بالدولة، وتمرّد فترة الشباب، ثمّ المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع كَكلّ.

  • أسبابٌ سياسيّةٌ واقتصاديّة:

مثل تأثير البطالة وانتشار الفساد والفوضى الإدارية، وتسلط الاستبداد الذي لا يُعدّ فقط سببًا يؤدي إلى التطرّف، بل وجهًا آخرَ له.

  • أسبابٌ ثقافية:

عندما تعارِضُ الثقافةُ السائدة حريّات الفرد، ورغبته بالتعلّم والتطوّر، والانفتاح على العالم المُعاصِر، ومثالُ ذلك ممارساتُ الكنيسة في أوروبا خلال ما يُسمى العصور الوسطى.

ما أسباب التطرف الديني؟

لعلّ أكثر أشكال التطرف خطورة هو التطرف الديني؛ لانتشاره الواسع في العالم، وارتباطه شبه الدائم بالقتل، وكونه سببًا رئيسًا لِحروبٍ كثيرةٍ على مرّ الزمان.

ترتبطُ أسباب التطرف الديني  في مجملها بعدم تحكيم العقل، ورفض المتطرّف وزنَ معتقداتهِ وآرائه الدينية بميزانٍ علميٍّ وفكريّ دقيق. ويمكنُ تفصيل هذه الأسباب بما يلي:

  • التمسّك بِحَرفيّة النصّ:

أي أخذ اللفظ على ظاهره، دون التعمّق في معناه وفهم مقاصده، إلا في حالات  العبادات – مثلًا – فيجبُ الامتثال لأوامر الله دون ضرورة معرفة القصد منها، أمّا في العادات والمعاملات فلا بدَّ من رؤية العلل وإعمال العقل بتفاصيلها، كما لا يجبُ اقتطاع السياق والأخذ بالجزء دون فهم الكلّ، هُنا يُذكر على سبيل المثال ما رواه ابن عمر – رضي الله عنهما – في الحديث الشريف: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى أن يُسافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ، مخافةَ أن ينالَهُ العدوُّ”، فالحكم – من ظاهر النّص – يقتضي ألَّا يُحمل المصحف إلى أرض الأعداء، ولكن من أعمل عقلهُ واجتهد سيجد أنَّ العلة هي رفع المصحف عن إساءة الجاهلين، إذًا بات الوضع الآن مختلفًا عن السَّابق؛ فإن أمِن المسلمون الإهانة انتفت الحرمة.

  • الفهم الخطأ للنص:

إنّ سوءَ فهمِ النصّ الشرعيّ يجرُّ إلى عواقب وخيمة، وذلك ما حدثَ للخوارج عندما أخطأوا فهمَ نصوصٍ من الشريعة، وحمَلوها على غير ما هي له؛ فأحلّوا لأنفسهم مقاتلةَ عليّ – كرّم الله وَجهه – وَهُم في الأصل جزء من جيشه، ولمَّا ناظَرهم عبد الله بن عبَّاس – رضي الله عنهما – منهم من قذفَ الله النور في قلبه ورجع عن غوايته، ومنهم من تمسّك بِضلالِه.

  • التمسك بالرأي الشخصيّ:

عادة ما يؤدّي التمسك بالرأي الشخصي بدون مسوِّغ كاف إلى التطرّف، ويظهر هذا أكثر ما يظهر حين يُتبعُ الرأي بلا درايةَ ولا علم ولَا فهم لمقاصد الأمور ومراميها، فينتج لدينا شخص شخصٌ معرفته ضحلة فقيرةٌ بأصول العلومِ، وبعيدةٌ عن ترجيحِ الأحكامِ، تلتبسُ في فهمِ اللغةِ العربية والشريعةِ، وقد ذكر ذلك الصنفَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ اللهَ لا يقبِضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُه ولكنْ يقبِضُ العلمَ بقَبضِ العلماءِ، حتَّى إذا لم يُبْقِ عالِمًا اتَّخذ النَّاسُ رؤساءَ جهَّالًا فسُئِلوا فأفتَوْا بغيرِ علمٍ فضَلُّوا وأضَلُّوا).

  • عدم الرجوع إلى القواعد الشرعية:

حيثُ يُخالفُ الشخص المتطرف علماءَ السَّلفِ الذين لا يُطلقون الحرام على أمرٍ إلا ما عُرف أنَّه حرامٌ قطعًا، وحُجَّة المتطرّف في إطلاق الأحكامِ المتشدّدة هي الوَرع والاحتياط، وهذا لا يصحّ؛ لأنَّ الأصلَ في الشريعةِ نقْلُ الحكم عن العلماءِ دون التشدّدِ الذي يدخلُ دائرة الكذبِ على الله، قال الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}.

  • غياب النّظرة الشّموليّة:

ما مفهومُ النظرةِ الشمولية في الدين؟ النظرةُ الشّموليّة هي امتلاك المسلم نظرةً تكامليةً عن الأمرِ الذي بينَ يديه، حتّى يتمكَّنَ مِن فهمهِ ويكونَ مُنصِفًا فيه. وينشأ التطرّف الدينيّ من ضعف هذه النظرة للأحكام، وعدم تمثّلها بكليَّتها، بل تتعمد بعض الفِرق تربيةَ ناشئيها على بعض أفعالِ السَّلف، مع حجب أمورٍ كثيرةٍ أخرى لا تخدُم مصالحهم الشخصيّة، فينشأ تطرف الرجل من جهلهِ بشمولِ جوانبِ الأحكام، واطّلاعه على بعضٍ منها فقط، وذلك كله يؤدي إلى خلل في المنهج.

  •                                ح‌-         عدم فهم العلاقة بين النصوص والواقع:

هل النصوص الدينية مرنة وتصلح لكل الأزمنة والأمكنة؟ تحتوي الشريعة الإسلاميّة على مُحكمات وثوابت لا تتغيّر باختلافِ الزّمان والمكان، وَأتت كذلك بِأحكامٍ أخرى تتغيّر تبعًا لواقعِ الإنسان، ولا يعني هذا تغييرًا في أصلِ الشريعة، بل تجديدَ بعض المتغيراتٍ دونَ المساسِ بالثوابت، ولمَّا جاءَ الإسلام بالتشريع أتي بنصوصٍ تحملُ دلالاتٍ وغاياتٍ ومفاهيم، ولفهم النَّص وتنزيله على الواقع بشكل صحيح، لا بدَّ من معرفة الأصول التي يجب مراعاتها في هذا التنزيل، وأوَّلها: أن الإنسان هو أصلُ جميع القضايا على وجه الأرض، وكل القوانين والتشريعات نزلت لحمايته، والثاني: المحيط، أي زمان ومكان عيشِ الإنسان، مثال ذلك أنَّ الله حرّم الخمر، شُربها وتقديمها وبيعها وشراءها، وغير ذلك، ولكن قد يضطر الإنسان أن يُقيمَ في مكان يقدّم الخمور؛ مثل بعض الفنادقِ مثلًا، هنا يكون تطبيق الحكم في حدود القدرة الإنسانية، وعندما تنتفي قدرته على التطبيق يأتي التخفيف من الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، فلو حُكِم على ذلك الإنسان من ظاهرِ النصّ دون توفيقه مع الواقع لأدّى ذلك إلى التطرف الديني.

  • عدم احترام العلماء:

كيف يؤدي ازدراء العلماء إلى التطرّف؟ تتولّد قلّة احترام العلماء عند المتطرفين من اعتقادِهم أنَّهم أفضل منهم، فهُم لا يقبلون معارضةً منهم، ولا يرضَون حوارهم أو مناظرتهم، وكثيرٌ من المتطرفين لم يتلقوا علومهم عند ثُقاتٍ معروفين، بل أخذوها من الكتب فورًا أو عن مجهولين ، فبذلك يسيئون الفهم.

  • اتّباع المتشابهات:

ما المقصود بالآيات المتشابهات؟ إنَّ دأب المتطرفين هو الركون إلى المتشابهات من النصوص الشرعية، وترك المُحكمات البيّنات، وهو فعلٌ لا يُقدِمُ عليه إلا من أراد أن يُطوّع غيره لمآربه الشَّخصيَّة. والمقصود بالمتشابهات ما كان مُحتمل المعنى، ومدلوله غير منضبط، وأمَّا المُحكمات فهي واضحة الدلالة مفهومة المعنى، فيأتي المتطرف إلى المتشابهِ فيجعلُ منه ضابطًا في الحكم بالكفر أو الإيمان والاستقامة أو الانحراف، ويحدّد علاقاتِه مع الآخرين بناءً على ذلك. وقد اتَّبع الخوارج هذه الخطّة حينما خرجوا على الصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، فعندما قبِل عليٌّ التحكيم حقنًا للدماء، قالوا: لا حَكَمَ إلا الله، متبعين قول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلهِ}، فقال عليٌّ قوله المشهور: “كلمة حق أُريدَ بها باطل”، إذ إنّ ردّ الأمر إلى الله – تعالى – وأنَّه وحده الحاكم – سبحانه – لا يتعارضُ مع حكمِ العباد للأمور الجزئية بين بعضهم البعض، ومن ذلك قول الله تعالى في التحكيم بين الزوجين: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}.

  • ضعف الفهم بالتاريخ الإسلامي:

كيف كانت دعوة النبي – صلى الله عليه وسلّم – في مكة؟ من الأسباب التي تؤدي بالشخص إلى التطرف الديني: محاولةُ تغيير الأمّة بأكملها بوسائل غير منطقية، لها نتائج عكسية؛ فيقع في نفْسِ الشخص مثلًا أن ينفّذ هجومًا انتحاريًّا يهزّ به – من وجهة نظره – أركانَ الكفر، ولكن المتأمّل في التاريخ النبوي يجد أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقيَ في مكّة يدعو إلى الإسلام ثلاثة عشر عامًا، ولم يقطع شجرة ولا عرّض أصحابه لخطرِ معركةٍ غير متكافئة القوى، بل عمدَ – عليه الصلاة والسلام – إلى تليين النفوس وتطبيبها وتأليفها حوله، وثبَّت فيها الإيمان، وفهّم تلك القلوب عن ظهرِ قلبٍ أركان الإسلام، ثَم أقدم بعدها – عليه الصلاة والسلام – على قتالِ المُعتَدين، وكانت العينُ بالعين والسنّ بالسن؛ إذ لا يمكن تغيير مجتمعٍ كاملٍ بأنظمتهِ السياسيّة والفكريّة والاقتصاديّة وعاداتهِ وأخلاقهِ ومشاعرهِ بالقوّة، بل لا بدَّ من كسبِ القلوب لترسيخ المفاهيم الصحيحة.

الوسطية سبيلُ السلام:

كشفت دراسةٌ علميةٌ حديثةٌ أن الوسطيةَ من أبرز خصائصِ ومميّزاتِ الشخصيةِ المسلمة التي ترتكز على القيم الحضارية للإسلام، وأن غياب مفاهيم الوسطية يؤدّي إلى الانحرافاتِ الفكريةِ والأمراضِ النفسية التي تدفعُ نحوَ الغلوّ والتطرّف والاعتداء على الآخرين واضطراب السّلوك.

وأكّدت الدراسة التي أعدّها الدكتور مبروك بهي الدين رمضان، الأستاذ بكلية التربية بجامعة طنطا، وعضو كرسي الأمير سلطان للدراسات الإسلامية المعاصرة، والمشارك في مؤتمرٍ عُقد بكلية دار العلوم بجامعة المنيا مؤخرًا تحت عنوان: (وسطية الإسلام في علاج الضغوط النفسية)، – أكدت الدراسة أنّ قاعدة التمسّك بالقيمِ الحضاريّة والوسطيّة الدينية هي الوسيلة الوحيدة للإشباع النفسيّ والروحيّ، وإحداثِ توازن بين الملذّات والماديّات والأخلاقيّات والروحانيّات؛ كي يتمّ التوافق النفسيّ، لتحقيقِ الإيمان والسلام النفسيّ، والقناعة والارتياح والطمأنينة والسعادة.

كما أوضحت الدراسةُ أنّ الوسطيّة تعني العدل (الوسط)، بمعنى أنّه لا إفراط ولا تفريـط، ولا غلــوّ ولا تقصير، ولا تشُدّد ولا انفلات في العقائد والعبادات والقيم السلوكية، وتقوم ركائزها على العقل والفطْرة السليمة، والبراهين المحْكَمة.

وبينت الدراسة أن أصول الشخصيّة الإسلاميّة ترتكز على القيم الحضارية الثابتة في تعاليم الدِّين، كون هذه القيم من العناصر الرئيسة الواقية من المرض النفسي، والمخفّفة لوطأتهِ عند حدوثه. ولقد ذمّ الإسلامُ التشدّد وعابَ أهله، ونهى عن التنطُّع والغلو.

وكشفت الدراسة أن الانحرافات الفكرية، وممارسة مفاهيم خاطئة بدونِ ضوابط شرعيّةٍ، ينتج عنها سفْك دماء المعصومين من المسلمين وغيرهم.

وتتفاقم نتيجة الغلوّ وكوارثُ العصبياتِ المذهبية والقبَليّة والشعبويّة والحزبيّـة، وتنتشر الغيبة والسخـرية والّلمْز وسوء الظن والشدة على المُخالِف بشكلٍ واسع، بِالمقابلِ نجد من أمثلة التساهلِ والتفلُّت قطْع الأرحام، والاستخفاف بذوي العلْم والفضل، وتبجيل المنحرفين والمستهترين، وإهمال قيم العمل والإتقان، وتضييع الأوقات فيما لا يفيد.. وغيرها، كل ذلك بدعوى الوسطية، وهى في الحقيقة نكوص عن المفهوم وتراجع في القيم الحضارية.

وحول كيفيّة علاج الإسلام للضغوط النفسيّة، قال الدكتور بهي الدين: إنّ هذا المسلك أكّده الكثير من العلماء قديماً كالغزاليّ والماورديّ، وحديثًا يرى بعضُ علماءِ النفس مفعولَ تعاليم الدّين بقصدِ ترضية النفس واطمئنانها بواسطة التوبة والاستبصار واكتساب الاتجاهات الجديدة الفاضلة؛ لأن شخصيّة المسلم ترتكز على الإيمان بالقضاء والقدر، والبرّ والتقوى، وعلى مسؤولية الاختيار وطلب العلم، والصدق، والتسامح، والأمانة، والتعاون، والقناعة، والصبر، والقوة المتوازنة، والصحة.. إلخ.

 وعليه، لا بدّ من التمسك بالقيمِ الحضاريّة والأخلاقيةِ والوسطيةِ الدينيّة سبيلًا للإشباع النفسيّ والروحيّ، وتحقيق الإيمان والسلام الداخليّ والمحبة، والقناعةِ التي تبعثُ الارتياح والطمأنينة والسعادة، والكفّ عن سباقِ الشهوات ونِتاجها من حسدٍ وحقدٍ وصراعٍ بين الأشخاص، والبدءُ من الفردِ ذاتِه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى