أخبارفعاليات

الصالون الثقافي حول أفكار مالك بن نبي

3
نظم مركز برق للأبحاث والدراسات ضمن فعاليات منتدى برق الشبابي وبالتعاون مع جمعية الأندلس للعلم والتبادل الثقافي -والذي يعد أحد ثمار شراكات برق التي عقدها مؤخرًا- صالونًا ثقافيًا حول أفكار الأستاذ مالك بن نبي. أشرف على الصالون الأستاذ عيسى يحيى -باحث في علم الاجتماع، يحضّر الدكتوراه في علم الاجتماع بالجزائر (تخصص علم اجتماع التغير الاجتماعي)-، إذ تناول مقدمة كتاب “شروط النهضة” وذلك يوم الجمعة 21 تموز/ يوليو بمقر المركز بمنطقة الفاتح.
 
جاء اختيار كتاب شروط النهضة لما له من أهمية في واقعنا الحالي، وتناول الأستاذ مالك بن نبي في بداية كتابه عدة أدوار ونماذج لمواجهة الاستعمار أو الاستبداد السياسي تم مناقشة دورين وهما:

  • دور البطولة والذي استدل عليه بالأميرين عبد الكريم الخطابي وعبد القادر الجزائري والذي يميز هذا الدور انه يعتمد على الفكر الأسطوري ولا يوجد له هدف محدد وما يحركه هو الدافع الأخلاقي والنفسي لكنه يغفل مسببات الاستعمار، كذلك لا يرجع الظواهر الاجتماعية إلى أصولها لذلك فهو لا يفكر بطريقة علمية منهجية مما يؤدي إلى وصوله للهدف لكن بشكل نسبي.

ويرى أن المشكلة الأساسية في هذا الدور هي مشكلة حضارة حيث أنه لا يمكن دفع ومقاومة الاستعمار ما لم تفهم كيف نبنى الحضارة وعلى أي أساس تبنى وتهدم.

  • دور الإصلاح الفكري وهو الدور الذي يعتمد الكلمة أساسا للتغيير ويؤمن أنها تساهم إلى حد بعيد في خلق الظاهرة الاجتماعية ويكون مبدء سالكي هذا الطريق قوله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” واستشهد بذلك بالطريق الذي اتخذه كلًا من “جمال الدين الأفغاني” كذلك الشيخ “صالح بن مهنه” و “بن باديس” وكيف انتقلت كلمتهم بين الشعوب التي تغط في نوم عميق رغم محاولات الاستعمار إسكاتهم.

 
كما أثري الصالون بالحضور النوعي والطرح العميق للأفكار لجمهور أغلبه من شباب الجامعات والذي تميز بالتنوع بين (اليمني والجزائري والمصري والسوري والليبي والمغربي) فنجد الرابط المشترك فيما بينهم جميعًا الإيمان بفكرة نهضة الأمة ومحاولة فهم الواقع بشكل منهجي وعلمي.
 
واختتم الصالون بعرض فيلم قصير يستعرض حياة مالك بن نبي بداية من ميلاده في الأول من  يناير 1905 في مدينة قسنطينة الموجودة في الجزء الشرقيّ من البلاد الجزائريّة مرورًا بدراسته وسفره مع أحد أصدقائه المقربين إلى فرنسا ثم هروبه من فرنسا إلى مصر ودمشق، إلى أن عاد مرة أخرى إلى فرنسا مع زوجته، حتى وفاته في الجزائر يوم 31 أكتوبر 1973م الموافق ل 4  شوال 1393 هـ، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة والمؤلفات النادرة. وتم دفنه في مقبرة سيدي أمحمد بوقبرين بالجزائر العاصمة.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى