الاصداراتتقارير جديدمتفرقات 1

هيئة تحرير الشام، ابتلاع الشمال، أم ضرورات مرحلة!؟



إن تشكيل هيئة تحرير الشام، كَـ جسم عسكري سياسي، بغطاء شرعي، ذو توجه جهادي، جاء بعد سلسة أحداث تشظّي أو اندماج جزئيّ تجلّى في اصطدام كتائب وفصائل فيما بينها أعقبتها خسارات عسكريّة كبرى أمام النظام السوريّ وخصوصاً في الشمال، حيث نناقش هنا أسباب وخلفيات الحدث، المباشرة وغير المباشرة، ضمن المنطقة الزمانيّة، والمكانيّة التي ستشملها النتائج والتداعيات، سواء في الداخل السوريّ أو الإقليم أو على المستوى الدولي.
1-مقدمة:
بين ابتلاع الشمال، عبر حكم المشيخات، وبين ضرورات المرحلة في توحيد الصف، اختلفت رؤى المعارضين والمؤيدين لِمشروع (هيئة تحرير الشام) الذي يضمّ جبهة فتح الشام- (النصرة سابقاً) ومعها مجموعة فصائل عاملة في الشمال السوريّ، الذي تحررت أجزاء كبيرة منه على يد ” جيش الفتح الذي تأسس في آذار مارس 2015م؛ كَـأوّل محاولة اندماج جزئي نفذتها فصائل ذات توجهات متقاربة وذلك بعد إعلان عدّة فصائل عسكريّة سوريّة تشكيل غرفة عسكريّة مشتركة ضمّت: (أحرار الشام، جند الأقصى، جيش السنة، فيلق الشام، جند الحق، أجناد الشام، وجبهة النصرة) وسمّيت غرفة النصر، لتكون هذه الغرفة هي نواة جيش الفتح الذي أعلن عن تحرير مركز محافظة إدلب 28/ أذار مارس/ 2015م[1]، كَـأوّل إنجاز لِهذا الاندماج الذي تتابعت نتائجه في تحرير مدينة “جسر الشغور” بعد كسر خطوط النظام الدفاعيّة، وتقهقرها تجاه معسكري القرميد والمسطومة الاستراتيجيَّان في الريف الجنوبي لِإدلب[2].
– على أنّ الساحة الشماليّة السوريّة عادت بعدها لتدخل في حالة سبات عسكري أدى لتآكل البنيّة الداخليّة لغرفة عمليات جيش الفتح، وتحوّل وجهة الصراع من النظام، إلى حالة محاصصة نفوذ، أدّت في مرات عديدة إلى صدامات واشتباكات داخليّة بين الفصائل التي بقيت على هذه الحالة إلى حين وصول النظام السوري لتطويق حلب أواسط تموز/ يوليو 2016م، من محوري الكليات في منطقة الراموسة جنوباً، وطريق الكاستلو الذي يعتبر طريق الإمداد الوحيد نحو الشمال لحلب الخارجة عن سيطرة النظام، والواقعة تحت سيطرت قوى عسكريّة ومدنيّة معارضة[3].
– حاولت القوات المعارضة السوريّة وعلى رأسها الفصائل ذات التوجّه الإسلامي ممثلة في غرفة عمليات الفتح وبعض الفصائل المساندة من الجيش السوري الحرّ كسر حصار حلب الشرقيّة بعمليتين عسكريتين كبرى بين مطلع آب أغسطس/2016مـ[4]، ومطلع أيلول سبتمبر/2016مـ[5]، ذلك الحصار المفروض براً من قبل قوات النظام السوريّ مدعومة بِمجاميع من حشود طائفيّة عراقيّة، وأفغانيّة، وإيرانيّة، ومسنودة جواً بالقدرات الناريّة والاستطلاعيّة لسلاح الجو الروسي، ولكن دون جدوى حيث تمّكن النظام من تثبيت الحصار على حلب الشرقيّة، ومن ثم عزلها إلى جزئيين عبر كارودر ناري امتد بين دوار الصاخور ومساكن هنانو الواقعة وسط الأحياء المحاصَرة، لينهي بعدها أي تواجد عسكري أو مدني معارض له في المدينة بعد اتفاق إخلاء لمقاتلي المعارضة نحو إدلب رعته كلّ من روسيا وتركيا.
– أثار سقوط الجزء المحرر من حلب بيد النظام ردّات فعل داخليّة سواء بين الفصائل على مستوى العناصر أو القيادات، وكذلك موجة من المظاهرات الشعبية التي تنادي بمطلبين رئيسين أولهما محاكمة قادة الفصائل المسؤولين عن خسارة عمق الثورة الاستراتيجي في حلب، والثاني إنشاء جسم موحد يمثل آمال وتطلعات الشعب السوري، محمِّلِين القادة أسباب الهزيمة في حلب ومنها السماح للنظام بقضم الأراضي في محيط حلب بينما انشغلت الفصائل بالمعارك الجانبيّة، وأنّ المعارضة لم تمتلك خطة واضحة للدفاع عن الأحياء المحاصرة والصمود بداخلها، وعلى رأس كلّ هذا وذاك كان تشرذم الفصائل، واختلاف القيادات فيما بينها مما تسبب بخسارة في مناطق كان من الممكن أنّ تعيق تقدّم قوات النظام، كما حدث في معارك 1070 و3000 شقّة في حلب.
2-ما بعد حلب، الطريق نحو هيئة تحرير الشام:
– “كانت معركة حلب هي المفصل الأبرز في ضرورة تغييّر النهج الذي أفضى لسقوط القسم الشرقي من المدينة بيد قوات النظام، والمليشيات الداعمة، كانون الأول 2016[6] وما عزز هذه الضرورة هو الأحداث الإقليمية، والمحليّة، المترافقة كتوسع عملية درع الفرات، والتحاق العديد من الفصائل المسلحة بغرفة عمليتها، وصولاً لِـاغتيال أبو عمر سراقب على يد طيران أمريكي، 9/9/2016 [7]، وهو القائد العام لِـ جيش الفتح، والرجل الأقدر على رسم استراتيجيّة عسكرية جامعة لِـ فصائل ما بعد حلب، وما أعقب ذلك من صراعات داخلية ضربت الفصائل الكبرى، كان منها إعلان أبو جابر هاشم الشيخ[8] القائد العام السابق لِحركة أحرار الشام الإسلاميّة تشكيل جيش الأحرار، بما يشبه حركة الاستقلال الداخلية في أحرار الشام، التي استبدلت قائدها أبو يحيى المهندس، بوجه جديد هو علي العمر، في مسعى لِـمنع تهشّم الحركة، حسب وصف العضو السابق للهيئة الإعلامية في جيش الفتح محمد الحوراني بِـ تصريح خاص حول موضوع هذا التقرير.
– لكنّ الأحداث تسارعت في عموم وضع الشمال السوري، نظراً لحالة التشظي، والفوضى بين الكتائب، والمرفقة بحالة من الغليان الشعبي الذي قد يساند أيّ حركة توحيد واندماج تؤدي لتشكيل جسم يردع تغوّل النظام دون البحث مطولاً في أجندات هذا الجسم التي قد تطابق أو تخالف التوجه الذي نادى به الحراك الشعبي السوري بوجه الأول أواسط أذار مارس/2011مـ، وفي هذه الأثناء قامت فتح الشام (النصرة سابقاً) بِـ الانقضاض على جيش المجاهدين، وتصفيته أسوةً بِـ مجموعة العمليات السابقة التي قامت بها النصرة ومنها على سبيل المثال القضاء على جمال معروف، وفصيله جبهة ثوار سوريّة[9]، بما بدا لِبعض المراقبين أنّه محاولة للسيطرة على الشمال السوري.
– هذه العمليات أدّت لِـانقسامات بين كتائب مساندة لِـ جبهة النصرة أو فتح الشام، وبين أخرى ترى في عملها بغي يجب ردّه، بينما اتخذت حركة أحرار الشام طريق الحياد الإيجابي، بِـ اعتبارها جبهة فتح الشام باغية، مكتفيتا بِـأن تكون قوات فصل بين الأطراف المتصارعة[10]، قبل أنّ يعلن أبو جابر الشيخ، وقف الاقتتال بين الكتائب، وإقرار تشكيل (هيئة تحرير الشام)، 28/ كانون الثاني يناير/2017[11].
3-هيئة تحرير الشام، والفصائل التي كونّت نسيجها السياسي والعسكري:
هي جسم عسكريّ سياسيّ، تشكّل نتيجة لاستحضار وتطوير تجارب سابقة لكن دون أن تكون امتداد لها كَـتجربة جيش الفتح الذي نجح بتكوين غرفة عمليات عسكريّة مشتركة تضم العديد من الفصائل أصحاب توجّه فكري متقارب، ولكنه لم يستطع التحوّل إلى ما صارت عليه هيئة تحرير الشام من اندماج كامل “ينادي بالقضاء نهائيّاً على النظام الحاكم في سوريّة، ويهدف إلى تحرير كافة الأراضي السورية، والحفاظ على وحدتها وعلى هوية شعبها المسلم”، كما جاء في الكلمة الأولى لما بات يُعرف بِـ الأمير العام لهيئة تحرير الشام المهندس هاشم الشيخ أبو جابر[12]، التي تضم جبهة فتح الشام، وحركة نورالدين زنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السُنَّة، ولحق بهم مجموعة فصائل أخرى في بيانات منفصلة ومنهم: مجاهدو أشداء، كتيبة صقور العز، كتيبة أسود الرحمن، لواء أحرار الجبل)[13]، وهكذا كانت الصراعات الداخليّة، والخشيّة من الذوبان في كيانات صغيرة يسهل اصطيادها هي الأسباب المباشرة لِلإعلان المذكور.
4-الأسباب غير المباشرة لتشكيل هيئة تحرير الشام:
– لم يكن وصول شخص مثل دونالد ترامب، وسياساته المارّة عبر القرارات التنفيذيّة إلى البيت الأبيض سوى دفع أخر نحو مواجهات مستمرّة أخذت في التصاعد أواخر عهدة الرئيس الأمريكي أوباما، بين جبهة النصرة، أو جبهة فتح الشام من جهة، وبين الإدارة الأمريكيّة التي أعطت الضوء الأخضر لسلاح جوّها في استهداف القيادات العسكريّة، والسياسيّة لمن تعتبرهم امتداد لتنظيم القاعدة في سوريّة من جهة أخرى[14]، وكذلك جاء التبرؤ التركي من جبهة النصرة (فتح الشام)، بِـ الإعلان رسميّاً أنها جهة إرهابية[15]، بما يوافق الرؤية الأمميّة الحاضرة في أدبيات مجلس الأمن الدولي[16]، ليكمل الخشية لدى القيادات المؤسسة لهيئة تحرير الشام عن وجود توافق دوليّ وإقليميّ يهدف للقضاء على ما يوصف بالإسلام المتشدّد صاحب النظرة الراديكالية حسب تعريف الغرب.
5-التأثير الزماني لِإعلان هيئة تحرير الشام:
– سيمتد من ساعة تشكيل الهيئة، أواخر الشهر الأوّل من العام الجاري، إلى حين حدوث تبدلات على الأرض يرتقبها فرقاء المشهد السوري تتلخص في: 1-دخول القرار التنفيذي لِلرئيس الأمريكي إقامة مناطق آمنة للسوريين المُعلن 26/ كانون الثاني يناير/2017[17]، حيز الوجود. 2-نقل القاعدة التركية للاستطلاع والإسناد الموجودة في كركميش التركيّة إلى داخل الأراضي السوريّة، وتحديداً في منطقة جرابلس، مع ملاحظة أنّ نقل القاعدة لا يمكن أن يتمّ دون تطهير الباب من تنظيم الدولة، كون مدينة الباب تعتبر عمق القاعدة الأمامي. 3-البدء الفعلي لِـ عمليات الرقّة، والتي قد تقتضي وجود قوات أجنبية على الأرض[18]، مما يعني احتمالية إعلان الجهاد ضدها من هيئة تحرير الشام المتأثرة بفكر تنظيم قاعدة الجهاد.
6-أين ستتواجد هيئة تحرير الشام، وما حيّز المكان الذي تستطيع شغله!؟
– بما أنّ بيان تشكيل الهيئة كان من إدلب في الشمال السوري، تكون هي القاعدة الأصلح لِقيادة العمليات العسكرية والأمنيّة، والاقتصاديّة الماليّة، وكذلك السياسيّة لهيئة تحرير الشام، وهذا يعود لأسباب نذكر منها: 1-إدلب محافظة محررة بشكل كامل من قبضة النظام، مما يعطي حريّة تحرّك واسع وقدرة على تجميع القوات لأي سُلطة عسكريّة تسيطر عليها. 2-لا يوجد أيّ قوّة عسكريّة تنافس نفوذ الهيئة بشكل حقيقي، سوى أحرار الشام الإسلاميّة التي تتطابق مع الهيئة في العقيدة القتاليّة والأيدلوجية وإن اختلفت معها نسبيّاً في آليات التطبيق، مما يخفف ويضعف احتمال المواجهة القريبة بين الطرفين. 3-إدلب أحد أهم بوابات التواصل مع الجانب التركي الذي يحتاج أن يفتح قنوات للتنسيق مع من يسيطر عليها لضمان حركته التجاريّة ونقل بضائعه، عن طريق معبر باب الهوى “شريان النقل البريّ بين أوروبا وسورية والأردن والخليج العربي، والمصنّف رقم (1) بالنسبة لحركة عبور البضائع والمسافرين من حيث المساحة الجغرافية”[19].
– أمّا مناطق النفوذ والتواجد لهيئة تحرير الشام على باقي الجغرافيّة السوريّة فهي محكومة بعاملين أولها الأيدلوجيا: حيث يقف التوجه العقدي والرغبة في إقامة إمارة إسلامية عائق أما تمدد فكر الهيئة الذي مثلته جبهة النصرة سابقاً في عدّة مناطق سوريّة، وبالذات في ريف حمص الشمالي، حماه الجنوبي، والغوطة الشرقيّة التي يتزعّم بها جيش الإسلام المشهد، إضافة لحوران، التي تقع تحت نفوذ فصائل الجبهة الجنوبيّة المنضويّة في غرفة العمليات الدوليّة المشتركة ومقرُّها الرئيس في الأردن ، والمعروفة اصطلاحاً (الموك)[20]، ذات التوجه المعادي للتشكيلات الاسلاميّة.
7-نتائج وتداعيات تشكيل هيئة تحرير الشام، على المستوى الإقليمي والدولي:
– قبل النظر إلى الموقف الإقليمي أو الدولي من تداعيات وجود جسم ذو صبغة إسلاميّة جهاديّة حسب مؤيديه، أو سلفيّة راديكاليّة حسب خصومه، قد نحتاج إلى الخوض في بدائل الحياة التي باتت تضيق على هذه الأجسام العسكريّة الدينيّة ليس فقط في سوريّة، بل في العراق، وقبلها أفغانستان، والقوقاز… فما بدائل هيئة تحرير الشام في فرض وجودها وضمان استمراره!؟
– تبقى خيارات الأعمال العسكريّة الواسعة، هي الأقوى لدى هيئة تحرير الشام، كونها سبيل الخلاص من إمكانيّة التطويق في إدلب، وتحويل المدينة وضواحيها إلى غزّة أخرى، ضمن نطاق عمليات قصف جوي وحصار بري سيكون خانق لو ساعدت في فرضه وتعزيزه تركيا الجار الشمالي، لهذا قد تكون حلب أحد الخيارات الصعبة في توجيه دفّة العميات والضغط العسكري من قبل الهيئة اتجاه النظام، ولكن هذه الرغبة التي صرّح لنا بها الإعلامي محمد الحوراني، المقرّب من هيئة تحرير الشام، يحول بينها وبين تنفيذها قوات روسيّة ثقيلة باتت على الأرض في محاور حلب، مدعومة بِـ فِرَق من الشرطة العسكريّة، إضافة لآليات، ومنصات إطلاق صاروخي مثبتة في قاعدتي جورين وحميميم موجهة إلى حلب وأريافها، أمّا القيام بِـ عمليات تطهير لِلشريط المشترك بين الساحل وجنوب إدلب عبر بداما فهذا ممّكن للهيئة من خلال تعزيز وجودها العسكري في مدينة جسر الشغور ثمّ التحرّك اتجاه بداما، واستخدامها منصة توجيه ناري ضد قاعدة النظام الأساسيّة في كنسبّا مما يعني إعادة فتح طريق حلب اللاذقية الدولي أمام قوات هيئة تحرير الشام.
– إلّا أنّ حجم التأثير الإقليمي يكاد يتركّز على الجانب التركي، كونه المتأثّر المباشر بِـ نتائج وجود هيئة لا تحالفه وتدير شؤون جزء هام ومشتبك مع حدوده الجنوبيّة التي تعاني أساساً من ضغط قوات (pkk) و(pyd) الكرديّة المتهمة بالعداء لتوجهات وأمن الدولة التركيّة[21]، وبهذا لن تظهر النتائج السياسيّة، والعسكريّة والاقتصاديّة لِـ قيام جسم يضم كُبْرَيات الفصائل الشماليّة تحت مسمّى هيئة تحرير الشام دون تلمّس التبعات الإقليميّة، على سياسات الدولة التركيّة المهتمّة ببوابات الشمال السوريّ، كذراع العثمانيين الجدد نحو العمق الاستراتيجي العربي، الذي مهّدت لإحيائه الأيدلوجيا التي جاءت بحزب العدالة والتنميّة عبر صناديق الاقتراع إلى سدّة السلطة التركيّة بوجهها الجديد.
– ولكن ماذا عن التأثير، الدولي بقرار جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) تذويب نفسها ضمن كيان جديد يحوي بداخله كتائب سبق ووصفت بالمعتدلة حسب تصنيف الغرف الدوليّة لأصدقاء الشعب السوري (كما تسمّي نفسها)، مثل حركة نور الدين الزنكي على سبيل المثال لا الحصر!؟
– بما أن الأمريكان قرروا العودة إلى الشرق الأوسط وهذا على الأقل حسب ما يظهر من تصريحات رئيسهم الجديد تكون الولايات المتحدة هي المؤثَر الدولي الأكبر في مستقبل الجماعات الجهاديّة عموماً وهيئة فتح الشام على وجه الخصوص كونها مناط بحثنا هذا، لنكون ضمن عدّة خيارات منها سيناريوهين يختلفان بِـ اختلاف التوجّه الذي ينتظر العالم أن يراه من دونالد ترامب وفريقه الرئاسي:
– السيناريو الأوّل: تكون هيئة تحرير الشام التي تُعْتَبَرُ النصرة هي قوامها وعصبها الرئيس عدو لا يختلف عن تنظيم الدولة، وفتح معارك واسعة اتجاهها أو استمرار احتوائها ناريّا على الأرض عبر الطيران، وأعمال التصفية والاغتيال السريّة… وهذا يرتبط بحجم ودور القوات الأمريكيّة وحلفائها على الأرض في خلق أعداء آخرين، تحتاج مواجهتهم زيادة عديد القوات، وتوسيع رقعة العمليات العسكريّة مما قد يغرق المنطقة بفوضى تعيق تحقيق أيّ اتفاق دولي حول سوريّة، ويزيد امكانيّة انتقال الصراع لدول الجوار.
– السيناريو الثاني: نظراً لما يراه بعض المراقبين من تقارب بين سياسات الرئيسين الأمريكيين رونالد ريغان، ودونالد ترامب، فإن استنساخ ما كان في أفغانستان ثمانينيات القرن الفائت من دعم المجاهدين ضد السوفييت، وتطبيقه على جزء من الأرض السوريّة هو أحد الحلول التي قد يلجأ لها البيت الأبيض وجهاز المخابرات المركزيّة في ظل وجود عدو مشترك بين الهيئة والإدارة الأمريكيّة الجديدة هو إيران، التي بات شغبها يطال الجميع في سوريّة، مما يهيئ استنزاف الخصوم لبعضهم والمقصود هنا هيئة تحرير الشام، والقوات المدعومة إيرانيّا.
– على أنّ الداخل السوريّ، بوجهه الفصائلي سيبقى منقسما بناء على تصريحات قياداته التي تراوحت بين ترقّب، واستنكار لقيام تشكيلات ذات أيدولوجية إسلاميّة بِـ فرض وجودها الفكري والميداني على صفحة الحدث السوري.
– فقد صرح النقيب عمّار الواوي، أمين سرّ الجيش السوريّ الحرّ لَنا: “أن تغيير جلد النصرة لا يعني تغيير جوهرها، معتبراً إياها جسماً معتديّاً ومتطفّلاً على الثورة السوريّة، داعيّا باقي فصائل الحرّ لِلاندماج لردّ ما وصفه بغي البغاة، وإسقاط نظام طاغية الشام”.
– بينما صرّح لَنا المتحدث الرسمي بِـ اسم قوات الشهيد أحمد العبدو، السيد سعيد سيف، أنّهم مع حل ينهي الخلافات الداخلية، ويكفل عودة الحقوق، عن طريق محاكم تنشئ لهذا الغرض متوافق عليها وتخضع لها كلّ الأطراف، في إشارة منه لِـ صراعات الشمال، مستثنيّاً من الحديث تنظيم الدولة بِـ اعتباره جهة معادية تطابق نظام بشار أسد.
– وعليه سيبقى الوضع السوري، مشغولاً في صراعات الأضداد الداخليين، من حلّ هيئات، وإيجاد أخرى، بِـ انتظار ما قد تسفر عنه قرارات الدول الكبرى، وخطوط عملها الدبلوماسي الفاعل والمتأثر بشكل وبنية التحالفات العسكريّة على الأرض، في طريق التسويّة السياسيّة التي تفرضها القوة العسكريّة.

[1]https://goo.gl/aB9Tnu // يوتيوب/ YouTube: موقع تسجيلات مرئيّة، تحرير إدلب. شوهد 11/2/2017مـ.
[2]https://goo.gl/Xxi3B7 // أورينت نت: (جيش الفتح) اتحادٌ يصنع أمــــلاً، رامي زين الدين، 26/4/2015مـ.
[3]https://goo.gl/5dVyJK // FRANCE24: الشرق الأوسط: قوات النظام تسيطر على الكاستلّو، 17/7/1016مـ.
[4]https://goo.gl/L3Mx1F // الجزيرة نت: جيش الفتح يسيطر على كلية المدفعية جنوبي حلب، 5/8/2016مـ.
[5]https://goo.gl/3watmV // RT وكالة روسيّة: الجيش السوري يعاود محاصرة الأحياء الشرقية لحلب، 5/9/1016مـ.
[6]https://goo.gl/fLH66e // ويكبيديا، الموسوعة الحرّة: معركة حلب/2012-2016/. 30/1/2017.
[7]https://goo.gl/UNrAXw // FRANCE24: من أبو عمر سراقب القائد العام لـ”جيش الفتح” الذي قتل بسوريا، 9/9/2016.
[8]https://goo.gl/OfyfMZ // ويكبيديا، الموسوعة الحرّة، هاشم الشيخ. 30/1/2017.
[9]https://goo.gl/R2kSXU // المصدر السابق: جمال معروف، جبهة ثوار سوريّة. 30/1/2017.
[10]https://goo.gl/Ql6hb3 // رأي اليوم، صحيفة: بيان حركة أحرار الشام الأسلاميّة، حول أحداث الشمال، 25/1/2017.
[11]https://goo.gl/V6IvT7 // إيران اليوم الإلكترونيّة: وثيقة: بيان تشكيل هيئة تحرير الشام، مسلم سليماني، 29/1/2017مـ.
[12]https://goo.gl/SgaNHw // صحيفة رأي اليوم الالكترونيّة: هاشم الشيخ في أوّل كلمة له، 9/2/2017مـ.
[13]https://goo.gl/hsMM7l // وكالة خطوة الإخباريّة: هيئة تحرير الشام ما بين الانضمام إليها ونفيه، 29/1/2017.
[14]https://goo.gl/G1Vcit // الدرر الشاميّة: عن الواشنطن بوست، أوباما أمر باستهداف قادة فتح الشام، 11/11/2016.
[15]https://goo.gl/i8MbhR // المدينةnews: تركيا تعتبر جبهة النصرة جماعة إرهابية وتتصرف وفقاً لذلك. 26/1/2017.
[16]https://goo.gl/v0V7Mp // الجزيرة نت: الأمم المتحدة: جبهة النصرة ستبقى بلائحة الإرهاب. 30/1/2017.
[17]https://goo.gl/GM9meR // العربيّة الحدث: مسودة قرار لترمب تطالب بإنشاء مناطق آمنة في سوريا، 26/1/2017مـ.
[18]https://goo.gl/TSMgKJ // BBC عربي: تصريحات وزير خارجية بريطانية عن عمل مشترك مع الروس لكنس تنظيم الدولة. 26/1/2016.
[19]https://goo.gl/Mh5XcL // معبر باب الهوى، الصفحة الرسميّة لإدارة المعبر من الجانب السوري. شوهد12/2/2017مـ.
[20]https://goo.gl/IE16Xh // أورينت نت: غرفة (الموك) في الجنوب السوري، دعم أم تحكم؟، محمد سيف، 9/11/2015مـ.
[21]https://goo.gl/kGHwtC // الجزيرة نت: تركيا توسّع عملياتها ضد المقاتلين الأكراد، 15/3/2016مـ.
لتحميل التقرير من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى