كوامن ما وراء القاصفة (B-52) في أجواء الشرق الأوسط
تمهيد:
خلال الأسبوعين المنصرِمَين تسلّطت أنباء الشرق الأوسط الساخنة – كعادتها منذ عقود – على تحرّكات عدد من القاصفات الأمريكية العملاقة (B-52) من قواعدها في الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط، وسط توتّر إعلامي متصاعد بين واشنطن وطهران، مع مرور عام على مقتل قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الإيراني وأبو مهدي المهندس رئيس أركان “هيئة الحشد الشعبي” العراقي الذي يوافق يوم (الأحد 3 كانون الثاني/ يناير 2021).
فما هذه الطائرة؟ وما ثقلها على المستوى الاستراتيجي؟ وما الكوامن وراء جلبها إلى الشرق الأوسط؟
نبذة عن القاصفة (B-52)
بعد الحرب العالمية الثانية، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها وقد باتت القطب السياسي والاستراتيجي الأعظم في عموم العالم، وغدت بحاجة أكثر من قبلُ لامتلاك أذرع مسلّحة بعيدة المدى تستطيع -باستثمارها- التدخّل السريع في أبعد المناطق الجغرافية عن حدودها.
فإضافة إلى قدراتها البحرية التي لا تُضاهى، فإن قواتها الجوية التي يتم تطويرها باضطراد لتضحى قادرة على الوصول إلى أبعد البقاع عن أرضها، قد حققت أحد أحلامِها بإنتاج طائرة ذات مدى يبلغ نصف محيط الكرة الأرضية بكامل حمولاتها من القنابل الثقيلة وسواها، فاقتنت أعدادًا كبيرة من القاصفات العملاقة طراز (B-52) في أواسط الخمسينيات، ما لبث أن تضاعف عديدها إلى بضع مئات في الستينيات حتى تجاوز الـ(700) في أواسط الثمانينيات.
ويُضافُ إلى ذلك تحديث الطُرُز القديمة، ومواصلة إنتاج الأجدد والأحدث منها، حتى بلغَ الطرازَ الثامن المسمى بـ”العلامة-H” ذا القدرات الهائلة التي سنعرِّج عليها بعد قليل.
أهم مواصفات الـ”B-52″(*)
تحليق نموذجها الأول: يوم 15- أبريل/ نيسان-1952.
النوع: قاصفة استراتيجية ثقيلة وبعيدة المدى.
طائفة القيادة: (6) أشخاص.
القوة الدافعة: هي الوحيدة في العالم ذات (ثمانية) محركات نفاثة.
الأبعاد: الطول (49) مترًا… العرض (56) مترًا.
الوزن الكلّي بكامل الحمولة: (221) طنًا.
السرعة الأفقية القصوى: (957) كلم/ساعة.
الارتفاع الأقصى للعمل: (16765) مترًا.
المدى الأقصى: (16093) كلم، دون التزود بالوقود جوًّا.
حاليًّا في خدمة: “القيادة الجوية الاستراتيجية” لدى القوة الجوية الأمريكية فقط، وبواقع يزيد على (700) قاصفة ما زالت في الخدمة، ومعظمها مُنتَج أو مستحدث أو مُطَوَّر ذات “العلامة-H”.
التسليح والتجهيز:
- مدفع رشاش واحد متعدد الفوهات عيار (20) ملم للدفاع عن الطائرة من الخلف.
- (40) طنًّا من القنابل المتنوعة وبأوزان مختلفة – سواء كانت اعتيادية أو نووية – للإسقاط الحُر المُباشر على مختلف الأهداف وبأوزان تتراوح ما بين (250 كغم- 9 أطنان).
- · (3) نقاط تعليق أسفل كل جناح لحمل قنابل أو مقذوفات اعتيادية أو نووية، أو مقذوفات (جو- جو) لاستهداف الطائرات المقاتلة الاعتراضية.
- وفي حالة الاستغناء عن قنابل الإسقاط الحر، فإن الـ”B-52″ تستعيض عنها بما يأتي:
(20) مقذوفة مُسَيَّرة “كروز” ذات رؤوس اعتيادية أو نووية بمدى (800- 1000) كلم… و(8) مقذوفات مُسَيَّرة “كروز” ذات مدى (3000- 5000) كلم.
- رادار أمامي وراداران جانبيان ورابع خلفي.
- أجهزة متطورة للتشويش الإلكتروني والتشويش المقابل.
- شبكة اتصالات لاسلكية وإنترنت صورية وفيديوية للتواصل مع طائرات الاستطلاع والـ”AWACS” والأقمار الصناعية.
- تجهيزات خاصة لإعادة التزوّد بالوقود جوًّا من “طائرة صهريج” أثناء الطيران لمضاعفة المدى أو ساعات التحليق.
وبذلك نرى أن هذه ليست مجرد طائرة عملاقة، كما يبدو للناظر، بل هي قلعة طائرة حقًّا أو بمثابة سفينة حربية طائرة؛ إذْ بإمكان واحدة فقط تدمير دولة متوسطة الحجم بجميع منشآتها وبُنيَتِها التحتية في غضون ساعة واحدة أو أقل… فماذا لو عرفنا أن (744) قاصفة من هذا الطراز قد أُدخِلَت الخدمة لدى القيادة الجوية الاستراتيجية الأمريكية منذ أواسط الخمسينيات، ولم تُخرَج منها من الخدمة سوى اثنتين؛ بمعنى أن (742) قاصفة ما زالت فعالة(**).
الـ”B-52″ في الشرق الأوسط
في الواقع لم تكن هذه المرة الأولى التي تنتقل فيها الـ(B-52) إلى منطقة الشرق الأوسط الساخنة للمشاركة في مهام معينة هناك، ولن تكون الأخيرة في الغالب، فقد شاركت بعُنفٍ وثقل في قصف القوات العراقية وبمعدلات يومية طيلة (43) يوماً في حرب الخليج الثانية (17 كانون الثاني/يناير إلى 28 شباط/فبراير 1991)، ثم أثناء الغزو الأمريكي لأرض أفغانستان منذ (7 تشرين الأول/أكتوبر 2001)، فغزو العراق واحتلاله (19 آذار/مارس إلى 9 نيسان/ أبريل 2003)،
وفي غضون كل تلك الحروب كانت العشرات من هذه القاصفات تنطلق – بمعدلات يومية – من قواعد جوية أمريكية أو أوروبية، أو من قاعدة “دييغو غارسيا” وسط المحيط الهندي، أو من قواعد أمريكية في المحيط الهادي، ولكن أعدادًا كبيرة منها، وبالأخصّ بعد احتلال العراق، تمركزت – بشكل شبه دائم – وسط قواعد جوية ضخمة لدى عدد من دول الخليج العربي وفقًا لمعاهدات دفاعية بين الطرفين.
وشاء قَدَري أن أشاهد – بالعين المجردة وبالناظور المُكَبِّر – (4) قاصفات (B-52) وهي تلقي قنابلها المتلاحقة واحدة بعد الأخرى – يوميًّا – على وحدات الحرس الجمهوري المحيطة ببغداد، وكان انفلاق القنابل المتساقطة تباعًا أشبه بمدفع رشاش يطلق قذائفَه على شكل صليات طويلة ومتتابعة.
الاستعراضات الأخيرة للـ”B-52″
كلّنا متابعون لأخبار وصول حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة “نيميتز NIMITZ”، وهي محمّلة بـ(93) طائرة من مختلف الطرز والأنواع، ناهيك عن امتلاكها أكثر من (100) مقذوفة “كروز” بأمداء (800-2500) كلم، يُحيطها أسطول يضمّ (8) سفن حربية ضخمة تحمل الواحدة منها كذلك (100) مقذوفة “كروز” مشابهة لما ذكرناه، وقد عبر الأسطول بكامله مضيق “هرمز”، وأضحى يجول في مياه الخليج على بعد (200- 300) كلم من السواحل الإيرانية.
وقد تبعت الغواصة الأمريكية “جورجيا” ذلك الأسطول، وهي تحمل في جوفها (154) مقذوفة “كروز” بالمواصفات نفسها، وتُقذَف من الأعماق، حيث غدت جميع بقاع الأراضي الإيرانية ضمن مدى طائرات الحاملة ومقذوفات الغواصة وسفن الأسطول.
لذلك فإن إقلاع قاصفتين فقط من الولايات المتحدة الأمريكية مؤخّرًا، وقطعهما ألوف الكيلومترات في غضون عشرات الساعات من الطيران المستمر، وتكرار تحليقهما في أجواء الخليج العربي قريبة من السواحل الإيرانية ولثلاث مرات خلال شهر كانون أول/ ديسمبر 2020، يعتبر تصرفًا مستغربًا من القيادة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة للرئيس ترامب بالبيت الأبيض، ما دامت لدى واشنطن عشرات القاصفات من هذا الطراز مستقرة في قواعد متاخِمة لإيران أو بالقرب منها!
ولكن الرؤية العامة مُغايرة لذلك، فالأمر ليس مجرّد مسرحية واستعراض عضلات وتصرّف غير متوازن من لدن الرئيس ترمب، كما يزعم بعض “الخبراء الاستراتيجيين”، بل إن هذه الخطوة تُشير إلى أكثر من رسالة أمريكية، وهي:
- الأولى: إتباع سياسة التلويح باستخدام القوة الهائلة إذا ما أقدمت طهران أو أحد أذرعها، وبالأخص في العراق، على التعرّض لأي من المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط المحيط بـإيران.
- الثانية: أن لدى الولايات المتحدة أدوات استراتيجية مؤثِّرة ومدمِّرة للغاية، تنطلق من أراضيها وصولًا إلى الشرق الأوسط، وتعود للوطن الأم من دون الحاجة لأحد.
- الثالثة: أن واشنطن ليست بحاجة إلى أيٍّ من دول الخليج العربي غير المتسقة تمامًا فيما يتعلق بسياستها مع طهران، ولا تبتغي إحراج حكوماتها فيما لو نشب صراع أمريكي- إيراني، حيث تكون الذريعة الإيرانية ضعيفة وممقوتة في حال عزمها على إيذاء أي منها.
احتمالات في الأفق:
التحدّيات والتهديدات والإنذارات والاستعدادات والتحشيدات، كلّها تُشير إلى أن ثمة أخطارًا قادمة وقريبة قد تداهم الشرق الأوسط في الذكرى السنوية الأولى لمقتل قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” العراقي، الذي يوافق يوم الأحد (3 كانون الثاني/ يناير- 2021) كما سبق.. وأبرزها ما يلي:
- تهديدات إيرانية على لسان كبار المسؤولين والقادة والمستشارين، وإلى جانبهم العديد من قادة الفصائل العراقية المتطرِّفة، “للثأر” من الولايات المتحدة التي استهدفت سليماني والمهندس وقتلتهما.
- مُطالبات كبار مسؤولي طهران من الحكومة العراقية وفصائل “الحشد الشعبي” العراقي بضرورة “الانتقام” في أرض العراق تحديدًا، ما دام قاسم سليماني قد قُتِل في بغداد.
- احتياطات طارئة للسفارة الأمريكية ببغداد وتقليص أعداد موظفيها إلى النصف تحسبًا لهجوم على السفارة وربما احتلالها وارتهان موظفيها وأفراد حماياتها، مثلما وقع في بنغازي يوم (11 أيلول/ سبتمبر2012)، وقبله في طهران يوم (4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979).
- تأجيج المشاعر المُعادِية للأمريكيين منذ أسابيع عن طريق وسائل الإعلام والخُطَب والتوجيهات “الدينية” في أذهان منتسبي الميليشيات التابعة لإيران في العراق على وجه الخصوص، تهيّؤًا لعملٍ ما.
- خرق التهدئة التي اتفقت فيها الميليشيات الإيرانية على التوقف عن القصف الصاروخي للسفارة الأمريكية والمنطقة الخضراء، وذلك بتصعيد مفاجئ وغير مسبوق بواقع (21) صاروخ “كاتيوشا” مساء يوم (20- كانون الأول/يناير- 2020)، والعودة لاستهداف الشاحنات الناقلة لمواد تموينية للقوات الأمريكية والأجنبية بعبوات ناسفة على الطرق الخارجية.
- الزيارة غير المُعلَنة لإسماعيل قاآني قائد “فيلق القدس” الإيراني لبغداد، وعقده اجتماعات مع عدد من قادة الميليشيات الإيرانية الأكثر تطرّفًا، وتداول أخبار تشير إلى نقله توجيهات مشددة إليهم بوجوب التعرض للأمريكيين يوم (3/1/2021) من دون تردُّد… ولو أن هناك من يزعم أنه أتى ليوجّههم للركون لأسابيع قادمة يكتفون خلالها بالمسيْرات والاستنكارات، ريثما تتضح مآرب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حيال الاتفاق النووي والعقوبات الأمريكية على إيران.
- ترؤس الرئيس دونالد ترامب اجتماعًا طارئًا ضمَّ كبار مستشاريه وعددًا من قادة القوات المسلّحة، ومعلومات غير مؤكدة باتخاذه قرارات استثنائية لم تُعلَن.
- تسريبات إعلامية عن تمارين أجرتها وحدات من “المارينز” الأمريكي على أهداف مُفتَرَضة، توحي أن هناك تهيؤًا لأعمال تعرّضية محتملة.
- معلومات مخابراتية أمريكية وعن شهود عيان عراقيين بأن عشرات الصواريخ البالستية قد أُحضرت من إيران وتمترست في منطقة “جُرف الصَخَر” على مبعدة (200) كلم عن قاعدة “عين الأسد” التي تتمركز فيها القوات الأمريكية بكثافة.
- ومن دون التأكد من الدستور الأمريكي في هذا الشأن الشائك، عمّا قيلَ من تشبّث الرئيس ترامب بالبقاء في البيت الأبيض، وعدم قبوله بنتائج الانتخابات العامة التي أُعلن فيها فوز بايدن، واحتمال جدّيته في توجيه ضربات نحو إيران قبل (15) يومًا أو يزيد من تركه المنصب، والتسبّب في إعلان حرب معها تجعله – دستوريًّا – رئيسًا لولاية أخرى، أسوة بما جرى وقتما أعلن الرئيس فرانكلين روزَفِلت الحرب على اليابان وتمتّع بولاية ثالثة من دون انتخابات عامة.
الاحتمالات القائمة
برغم هذه التصعيدات الدرامية، فإننا نرى – من حيث المبدأ – أن الخلافات الأمريكية- الإيرانية ليست مستغرَبة، بعد أن حطت أوزارها على العلاقة بين الدولتَين منذ عام 1979، صاحبتها تهديدات متبادَلة ظلَّت منحسرة في التصريحات الإعلامية من دون أن تطلق إحداهما ولو طلقة واحدة على الأخرى طيلة أربعة عقود لغاية مقتل قاسم سليماني الذي قُتِل في بغداد وليس في طهران، حتى إن بعض المتابعين يذهب إلى أن التصعيد الراهن ليس سوى زوبعة في فنجان سرعان ما تأفل كسابقاتها وتذوب.
ولكننا نرى أن التحشيدات الأمريكية التي كلّفت خزينة واشنطن مئات الملايين من الدولارات ليست اعتيادية، بل إنها قريبة – بعض الشيء – مما حصل قُبَيلَ غزو العراق عام 2003، وبين هذا الرأي وذاك نطرح ما يأتي:
- يعمل القادة الإيرانيون على عدم تعريض بلادهم لمخاطر جليّة النتائج، وهم يقدِّرون جيدًا أن الصدام مع الأمريكيين المتفوقين عليهم في كلّ شيء، لا يستجلب سوى انهيار نظامهم الحاكم ودمار منشآتهم وبنيتهم التحتية، ولذلك سيكتفون بالتصعيد الإعلامي لأغراض الاستهلاك الداخلي والإقليمي؛ كي لا يبدوا ضعفاء غير متحَدّين لأعدائهم.
- ولكن إذا بدا التهديد الأمريكي جادًّا لا تراجع عنه، وأن واشنطن ربما تصطنع ذريعةً ما لتبرير خطواتها القادمة؛ عندئذٍ يُتوقَّع أن تنأى إيران بنفسها عن الأخطار، وذلك بتكليف عدد من أذرعها السياسية المسلّحة بالمنطقة – وبالأخص العراق – كي تقوم باللازم، وتثير حفيظة الأمريكيين، فيستهدفونها في عقر ديارها بدلًا من إيران.
- ولكن المعضلة الراهنة تكمن في تأكيد واشنطن مِرارًا، أن أي اعتداء يتعرّض له الأمريكيون من هذه الفصائل المحسوبة على إيران، فإنها تعتبر طهران مسؤولة عنه وتتحمّل تبعاته؛ لذلك سارع النظام الإيراني لإيفاد قائد “فيلق القدس” كي يوجّه الميليشيات التابعة له في بغداد للركون لأسابيع قادمة، يكتفون خلالها بتنظيم المسيْرات واستنكار السياسات الأمريكية، مع التركيز على ضرورة عدم قتل أيّ عسكري أو مدنيّ أمريكي لأي سبب كان، ريثما تتضح سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حيال إيران.
آخر الكلام
وختامًا يمكن القول إن الضربة الأمريكية المحتملة لــإيران أو أذرعها في العراق على وجه الخصوص، لا يُتوقَّع حدوثها إلا عند أحد الاحتمالات الآتية:
- كون الرئيس ترامب قد قرّر ذلك من دون تراجع تحقيقا لهدف داخلي أو آخر.
- تعرّض أي جندي أو مدني أمريكي للقتل جراء تصرّف إيراني، أو بهجمة على يد أحد الفصائل المسلّحة المؤتمِرة بأوامر طهران.
- احتلال السفارة الأمريكية أو إحدى قنصلياتها في العراق أو الشرق الأوسط وارتهان موظفيها، برغم المجازفة بحياتهم إن أقدمت واشنطن على الضربة.
“الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات“
جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات©2021
(*) يُنظَر التفاصيل في:- صبحي ناظم توفيق، العميد الركن:- أحدث الطائرات الحربية المستخدمة في العالم، الطبعة الرابعة، مطبعة أوفسيت الانتصار، بغداد، 1989، ص ص42-43.
(**) يُنظَر تفاصيل كثيرة عن هذه القاصفة في:- MODERN MILITARY AIRCRAFT, CHARTWELL BOOKS, Amber Books Ltd, LONDON, 2014, PP 64-65.