حزب الله، فقدان البوصلة
لم يصمد حزب الله اللبناني أمام اختبار الطائفية ليحط رحاله أخيراً وبعد سنوات طويلة من بناء الذات المقاومة ضد العدو الصهيوني الأكثر وضوحاً في عدائه للعالم العربي الإسلامي، كانت التجربة التي خاضها في صراعه مع العدو الصهيوني نموذجاً يحتذى به ابتداءً من الخطط والاستراتيجيات الجهادية وليس انتهاءً بالإيقاع والنغم والنشيد. ولكن الاختبار الطائفي الذي تفجّرت صراعاته في المنطقة بعد ثورات الشعوب العربية ضد أنظمة الاستبداد خصوصاً في سورياً قد أظهر الولاءات الحقيقية والأهداف الاستراتيجية الراسخة وكشف الأجندات والخيارات للعديد من الأطراف في منطقتنا العربية دون تزييف أو قدرة كبيرة على المراوغة السياسية.
حزب الله وإسرائيل
اكتسب حزب الله شرعيته الوجودية في لبنان خصوصاً فيما يتعلق بجانبها العسكري من خلال مقاومته ونجاحاته التي حققها تجاه إسرائيل، والتي اضطرته للانسحاب من الجنوب اللبناني عام 2002م بالإضافة إلى عقد أكثر من صفقه لتبادل الأسرى و الجثث مع الحزب. كانت هذه الشرعية ممتدة انطلاقاً من الداخل اللبناني الذي يبدو فيه الحزب كدولة داخل دولة وصولاً إلى أطراف العالم الإسلامي الذي نظر إلى الحزب من زاوية حربه ضد إسرائيل وخطابه الثوري ضد العدو الإٍسرائيلي بعيداً عن الحسابات الطائفية.
وقد بدأت علاقة الحزب بإسرائيل تأخذ خطاً ثابتاً منذ نهاية حرب عام 2006 خصوصاً بعد صدور قرار الأمم المتحدة 1701 والذي ينصُّ على وقف الأعمال العدائية بين الطرفين وانتشار 15000 جندي من قوات اليونيفيل لحفظ السلام في الجنوب اللبناني. لم تتوقف الحرب بين إسرائيل والحزب بعد هذا التاريخ بشكل حقيقي وإنما تحولت وسائلها وأماكنها ولم تعد حتى هذه اللحظة إلى مرحلة الاشتباك المباشر.
تعرض الحزب منذ ذلك الوقت وحتى اليوم إلى ضربات موجهة من إسرائيل عبَّرت عن مدى الارتباك والهوان الذي أصاب الحزب بعد أن تم توريطه في الحرب الدائرة في سوريا بين النظام وقوى المعارضة المختلفة.
أخطر هذه الضربات الأمنية التي تعرض لها الحزب اكتشاف تعاون أحد أعضائه مع إسرائيل حيث كان “محمد شوربة” يتولى مسؤولية التنسيق في وحدة العمليات الخارجية المرتبطة بالأمن العسكري للمقاومة والتي تعرف بالوحدة 910، وهي المسؤولة عن “العمليات الأمنية” التي ينفذها حزب الله في الخارج. حسب المعلومات فإن هذا العميل قد ارتبط بإسرائيل منذ عام 2007 وقد تم إلقاء القبض عليه خلال عام 2014 بعد أن أشير إلى أنه كان سبباً في إفشال العديد من العمليات التي خطط لها الحزب خارج لبنان ثأراً لاغتيال عماد مغنية في دمشق عام 2008 .[1]
صراع العقول لم يتوقف ولكنه ظل بعيداً عن الأنظار، ولكنه اختلف اختلافاً جذرياً بعد مشاركة الحزب في الصراع السوري إلى جانب نظام الأسد، حيث أصبح الحزب في موقف أشد ضعفاً ضمن المستويات المختلفة العسكرية والسياسية. في مطلع عام 2015 في القنيطرة قامت إسرائيل باستهداف مجموعة من حزب الله مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص من بينهم جهاد عماد مغنية القائد في حزب الله، بعد مدة قصيرة ردّ الحزب فأطلق صاروخاً باتجاه دورية إسرائيلية قُتل على إثرها جنديين إسرائيليين وجرح آخرون وانتهى الأمر. مقتل قيادات من حزب الله مقابل مقتل جنديين بطريقة توحي بأن الحزب قد ردَّ الصفعة الكبيرة بالكثير من الصراخ والقليل من الفعل وانتهى الأمر هنا.
لاحقاً، قامت إسرائيل في كانون الأول من عام 2015 باستهداف عميد الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل والذي أفرج عنه في صفقة تبادل مع الحزب عام 2008 ليصبح القائد في حزب الله سمير القنطار في دمشق. قُتِل القنطار وآخرون وأطلق الحزب الكثير من التصريحات ولكنَّ الرد هذه المرة جاء باستهداف آلية إسرائيلية من دون إصابات ولا قتلى وانتهى الأمر.
إضافةً إلى كل هذا فإن الأخبار تتوالى عن عشرات الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الجيش السوري والمليشيات الموالية له، بالإضافة إلى استهداف السلاح والصواريخ المتوجهة إلى حزب الله في لبنان. هاتان العمليتان وما رافقهما من تجاذبات وأخبار تعطيان تصوراً جلياً حول طبيعة المرحلة الصعبة التي يمر بها حزب الله مع توغله في الأزمة السورية. وفقدانه للبوصلة بشكل حاد حين أعلن السيد حسن نصر الله أن: “طريق القدس يمر بالقنيطرة والزبداني”[2]. فقدان هذه البوصلة جعل من التعامل مع إسرائيل أمراً ثانوياً على الرغم من التصريحات النارية التي تطلقها قيادة حزب الله بين الفينة والأخرى تجاه إسرائيل.
بل إن المتابع للأخبار التي تتوارد من إسرائيل والتي تؤكد أن الإبقاء على نظام الأسد الضعيف -حليفَ حزب الله -يشكل مصلحة إسرائيلية عليا اليوم! يعلم إلى أي مدى يمكننا القول: أن حزب الله بانخراطه بالحرب ضد الثورة والشعب السوري لحساب إيران والنظام السوري؛ قد صار مجتمِعاً مع إسرائيل في مصلحة بقاء نظام الأسد الحامي لإسرائيل من المستقبل المجهول.
وتأكيداً لهذا ” نقلت صحيفة “ميكور ريشون” في عددها الصادر بتاريخ 11-2-2015 عن مصدر في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قوله إن هناك إجماع داخل إسرائيل على حيوية بقاء نظام الأسد بالنسبة لإسرائيل. “فقد أورد (أمير أورن) المعلق العسكري في (هآرتس) في مقال نشرته الصحيفة بتاريخ 29-1-2015، المسوغات التي تدفع إسرائيل لتأييد نظام الأسد، كما تراها النخب الحاكمة. وقد اعتبر (مركز: يروشليم لدراسة المجتمع والدولة) الذي يرأس مجلس إدارته (دوري غولد) وكيل وزارة الخارجية، والذي يعد أوثق مراكز الأبحاث التصاقاً بالحكومة الإسرائيلية، في تقدير موقف نشره موقعه بتاريخ 31-5-2015 سقوط نظام الأسد بأنه سيكون كارثة إقليمية لإسرائيل.”[3]
الدائرة الأخرى التي بدأ الحزب يتشارك فيها مع إسرائيل هي المشاركة الروسية في الحرب في سوريا منذ أواخر عام 2015 وقد رحب نصر الله بدخول روسيا إلى الحرب واعتبره عاملاً إيجابياً بل اعتبر أنه وإيران وروسيا والنظام في موقع واحد في سوريا[4]، كان ذلك الترحيب –كما يبدو- مبنيٌّ على قناعة بأن هذا التدخل سيكون في صالح الحزب والنظام السوري ولكن سرعان ما اتضحت معالم هذا التدخل الذي ظهر أنه مهتمٌ جداً بمصالحه الذاتية وحلفائه الأكثر رسوخاً في المنطقة وعلى رأسهم مصلحة إسرائيل حيث: “قالت وكالة أنباء إنترفاكس نقلا عن الجنرال الروسي أندريه كارتابولوف إن عسكريين روسا وإسرائيليين يتبادلون على مدار الساعة المعلومات بشأن الوضع في المجال الجوي السوري.”[5] وهو ما أعطى الفرصة كاملة لإسرائيل لاستكمال عملها في تحجيم وضرب قدرات حزب الله والنظام السوري وكل من يشكل أو سيشكل في المستقبل خطراً عليها.
هكذا انتقل العدو الوجودي الأكبر إلى عدو يجتمع مع الحزب في دوائر مصالح مشتركة أجَّلت المواجهة إلى أمد غير محدود، ففي حين يعجز الحزب عن ردٍّ حقيقي ويكتفي بالكثير من التصريحات التي تدل على عمق أزمته – كتهديد نصر الله مؤخراً بضرب خزانات الأمونيا في حيفا- تكاثرت الضربات على حزب الله وحلفائه بحيث صار من الصعب الرد عليها بل صار إخفاؤها هو الأهم كما صرح الإسرائيليون أنفسهم بأنهم لا يعلنون عن ضرباتهم لأنهم لا يريدون إحراج الأسد وحلفائه حتى لا يضطروا للرد من أجل الحفاظ على ما بقي من كرامتهم أمام جماهيرهم.
الواقع حالياً يؤكد أن حزب الله قد غرق في الحرب السورية، وأدخل نفسه في حرب خاسرة ضد شعبٍ يدافع عن وجوده و لا يمكن أن يخرج منها الحزب كما كان، ويظهر أن إسرائيل قد استغرقت كل وقتها في إيقاف وصول أي أسلحة جديدة إلى الحزب والعمل على كسر ظهر حليفه الاستراتيجي نظام الأسد في نفس الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تطويق قوة الحركات الجهادية السنية التي تشكلت في سوريا عقب بداية الثورة، وهي لا تزال حتى اليوم تحقق ما تريده في مقابل القضاء الممنهج على كل أعدائها في المنقطة.
خسائر حزب الله المالية والبشرية
لا يوجد إحصاءات رسمية قدَّمها الحزب أو حلفاؤه تفيد بحجم الخسائر التي نزفت من الحزب خلال المدة التي قضاها مشاركاً في الحرب في سوريا. ولكن العديد من التقارير صدرت من جهات مختلفة يمكن أن تعطينا مؤشرات على طبيعة الخسائر وحجمها وهي بالتأكيد خسائر كبيرة تعبِّر بازدياد عن تورط الحزب في مشاركته في الحرب التي امتدت وتوسعت خلال السنوات الأخيرة.
تفيد بعض التقارير إلى أن الحزب اليوم يشارك ببضعة آلاف مقاتل بشكل مباشر، خسر الحزب الكثير من القتلى في سوريا ففي استطلاع رأي أجريَ على مناطق الشيعة في لبنان أفاد 50% أنهم يعرفون شخصاً منهم قتِل في الحرب في سوريا[6]، كما تشر مصادر أخرى إلى خسارة الحزب ما يزيد على 700 من مقاتليه في هذه الحرب[7]. وتعتمد مصادر أخرى على مصادر أقرب تفيد بأن عدد القتلى أكبر من ذلك إذا يزيد عن 865 عنصراً حتى أوائل 2016 [8] وهو رقم كبير جداً إذا ما عرفنا أن الحزب قد خسر في حربه مع إسرائيل عام 2006 أقل من مئة من عناصره فقط. ونحن هنا لا نقارن بين المعركتين بكل تأكيد من جانبهما العملياتي وإنما نقارن عدد القتلى الذين تم تجهزيهم للموت في ساحة القتال ضد إسرائيل والذين هم يموتون اليوم في غير معركتهم وعلى أرض غير التي عاشوا هاتفين للدفاع عنها.
خسائر الحزب البشرية ومشاهد الجنازات التي صارت مشهداً مألوفاً في مناطق الحزب في لبنان تحمل قيمةً كبيرة جداً ليس من ناحية الاستنزاف الدامي لقوة الحزب البشرية وخيرة شبابه الذين كان يجهزهم للمعركة القادمة مع عدو الأمة الأول إسرائيل ولكنها تحمل قيمةً لاستنزاف معنوي أشدَّ وطأة على الحزب وأثراً في نفوس أتباعه وكسراً لكل مسلمات الحزب التي رسمها عن نفسه أمام الشعب اللبناني والأمة العربية الإسلامية بأن بندقية المقاومة هي بندقية نقية لن توجَّه سوى إلى المحتل الإسرائيلي وأعوانه.
من جانب آخر وفي الحديث عن الناحية المالية للحزب فإن الدعم المالي الإيراني لحزب الله لم يتوقف بل – لا بد-أنه قد تطور بعد أن وضعت إيران ثقلها في سوريا وسحبت الدعم عن كل الجهات التي رفضت المشاركة في الحرب السورية بشكل مباشر. خصوصاً بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى 2015، ومع ذلك فقد أشارت بعض التقارير[9] إلى أن الحزب قد مرَّ بأزمة مالية لا يُستهان بها ناتجة عن توسُّع دائرة عملياته في سوريا وتوسُّع دوائر السيطرة في ظل الظروف التي انتقل فيها الحزب إلى الحرب المعلنة في سوريا إضافة إلى المشكلات الداخلية التي مر بها الحزب.
في الغالب لا يتيح الحزب ولا حلفاؤه الحديث عن المصادر المالية والمصروفات ولكن ذات المصادر السابقة في تقرير الجزيرة تتحدث عن مليار دولار كميزانية سنوية للحزب يسعى الحزب – فيما يبدو-إلى تنويع مصادرها وعدم الاعتماد الكلي على الممول الإيراني أو العراقي. من ذلك ما تحدثت عنه الولايات المتحدة الأمريكية من كشفٍ عن شبكة عالمية لتجارة المخدرات يعمل فيها أفراد من حزب الله بشكل مباشر[10].
القاعدة الشعبية لحزب الله
يمكننا الحديث عن وفاءٍ كبير من جمهور حزب الله الشيعي في لبنان تجاه الحزب سواءً كان هذا الوفاء نابعاً من قناعة ٍحقيقة بمواقفه في سوريا أو من خلال حالة الاصطفاف الراسخة التي يعمِّقها الولاء للمذهب.
ومع هذا فقد ظهر خلال الفترة الأخيرة العديد من الأصوات الشيعية والتي تسأل حزب الله، إلى أين، وإلى متى؟ هذه الأصوات على الرغم من أنها لا تمثل الكثير في داخل الحزب نفسه وجمهوره بشكل مباشر إلا أنها تعطينا تصوراً – لا شك-أنه موجود كنقاش ولو على صعيد داخلي في الحزب، بالإضافة إلى أنها أصوات شيعية لها اعتبارها، من أهم هذه الشخصيات التي تعارض تدخل الحزب في سوريا: صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله، محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر، والمرجع علي الأمين. [11]
هذه الأصوات وغيرها من الكتَّاب الشيعية[12] واللبنانيين عموماً والذين يزداد عددهم كلما زاد تورط الحزب في الدم السوري وكلما زادت التبعات التي جرَّها الحزب على لبنان يجعلون من خيارات الحزب تضيق بشكل يجعل من تراجعه أمراً صعباً في المستقبل.
خيارات الحزب
توغل حزب الله تدريجياً في حرب طائفية قذرة ضد الشعب السوري انتصاراً لخياراته الخاصة وإعلاناً لحالة الاصطفاف الطائفي التي تقودها إيران ضد العالم الإسلامي السني بشكل سافر. لذلك بات من غير الممكن الحديث عن مقاربة تعيد هذا الحزب إلى سابق عهده من حيث اعتباره مكوناً أساسياً صلباً من مكونات لبنان والأمة العربية الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
بل صار المزاج العام رافضاً حتى لفكرة التعاطف مع الحزب في حربه ضد إسرائيل، على الرغم من أن الأمة لا يمكن لها أن تقف في المربع الذي تقف في إسرائيل ضد أي عدوٍّ كان إلا أن حالة التعاطف قد اختفت مع الحزب حتى في مواجهة عدو الأمة المركزي إسرائيل. كل ذلك ناتج عما أفرزته عذابات الشعب السوري التي صار الحزب جزءاً منها بإرادته الكاملة. ثم ظهور مشاركة الحزب الطائفية في غير مكان في العالم العربي والتي كان آخرها الاتهامات التي وجهت إلى الحزب بدعمه للحوثيين في اليمن[13].
بذلك أصبحت خيارات حزب الله اليوم خيارات إيرانية صريحة غير قابلة للتأويل، وتم تثبيت كل الاتهامات الطائفية التي كان الحزب متهماً بها سابقا من خصومه وتم إخفاؤها تحت عباءة مقاومة إسرائيل في السابق. هذا العداء السافر للأمة أعطى المبرر لإعلان جامعة الدول العربية عن تسمية حزب الله حزباً إرهابيا بعد قرار مشابه صدر عن مجلس التعاون الخليجي.[14] وهو ما اعتبر قطيعةً تامة مع الحزب وانحيازاً لخيار صعب يفتح الباب لشرعنة أي هجوم يتم شنَّه على الحزب حتى لو كان من طرف إسرائيل. كما تم التأكيد على إدانة الحزب ووليته إيران في مؤتمر القمة الإسلامية في تركيا 2016 وإدانة ما اعتبر دعما لجماعات إرهابية تزعزع استقرار المنطقة[15].
هذه المواقف التي صدرت عن الدول العربية والإسلامية مجتمعةً تأتي في سياق تحجيم دور الحزب والدفع به باتجاه مواقف أكثر اعتدالاً تجاه قضايا الأمة من ناحية وسعيا في تصفية حسابات بين الدول العربية الكبرى كالسعودية مع إيران وحلفائها في المنقطة. والواقع أن هذه الدول لا تحمل العداء للحزب كونه قد شارك في الحرب السورية أو اليمن أو غيرها ولكنها – كما يبدو – تصفية حسابات قديمة لها أكثر من تفسير وانسجام مع الموقف ضد تغول إيران في المنطقة ومن جانب آخر انسجام مع الموقف الإسرائيلي الذي بات حليفا استراتيجياً خفياً للكثير من الدول العربية التي تحاول بناء محور ضد إيران تكون إسرائيل واحدة من أركانه. يؤكد ذلك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: “إن دولاً عربية كثيرة بالمنطقة أصبحت تدرك الآن أن إسرائيل ليست عدو لها وإنما هي شريكة إسرائيل في الصراع المشترك ضد المتشددين الإسلاميين وإيران”. وغيرها من التصريحات التي تؤكد على بناء شبكة علاقات قوية بين العديد من الدول العربية وإسرائيل في الفترة الأخيرة.
أخيراً فإن حزب الله اليوم مدعوٌّ إلى مراجعة حساباته في المنطقة والنظر إلى الواقع بشكل أكثر توازناً يعيد ترتيب أوراقه ووضع نفسه في المكان الحقيقي المتناسب مع حجمه كجزء من طائفة صغيرة –الشيعة في لبنان حوالي مليون ونصف المليون شخص-وليس بناءً على حجم سلاحه أو ولاءاته الطائفية التي تتلقى أوامرها من إيران. وفي حال لم يتم ذلك فالحزب مهدد بالاندثار في ظل وجوده في بيئة رافضه تحمل له كل العداء والثارات التي تشكلت عقب اعتدائه على الشعب السوري. بالإضافة إلى تربص عدوٍّ أكثر شراسةً وأحملَ للثارات ضد الحزب وهو العدو الإسرائيلي القريب.
في المقابل فإنه وعلى الرغم من كل ما سبق فإن المطلوب اليوم من كل الأحزاب والتنظيمات السياسية والدينية أن لا تقفل الباب أمام عودة الحزب إلى موقعه كفصيل سياسي مقاوم يملك الكثير من القوة التي يمكن استثمارها في المعركة ضد العود الإسرائيلي. وإلا كان الخيار مزيداً من الحروب والدماء والجهود المبذولة في غير صالح الأمة، والظاهر أن خيار النفخ في الحرب الطائفية والتركيز عليها من جانب بعض الدول العربية يخفي خلفه الكثير من المواقف المرتبطة بولاءات أسوأ من ولاءات إيران أو موازية لها في عدائها للأمة، ولذلك وجب عدم الانسياق خلف هذه الدعاوى والنظر بعقلانية أشد إلى حزب الله كجزء – شئنا أم أبينا – سيظل موجوداً في منطقتنا العربية ولا يمكن القضاء عليه.
[1]من أجل تفاصيل أكثر عن هذه العملية ينظر: صحيفة النهار. 25-12-2014. تم استرجاعه بتاريخ 16-4-2016.
http://cutt.us/nZI1S
[2] السيد نصر الله : طريق القدس يمر في القلمون والزبداني والحسكة. تم استرجاعه بتاريخ 16-4-2016.
https://www.youtube.com/watch?v=WcXW9AbMS3c
[3] صالح نعامي. نظام الأسد كمثال لـ “العدو المثالي” في نظر إسرائيل. تم استرجاعه من الموقع بتاريخ 16-4-2016.
http://cutt.us/7nbCU
[4] مقابلة مع الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله على قناة الميادين بتاريخ 21 اذار 2016. استرجع بتاريخ 16-4-2016.
[5] غارات إسرائيلية بسوريا بعد التنسيق مع روسيا. 12-11-2015. تم استرجاعه بتاريخ 16-4-2016.
http://cutt.us/TtMyw
[6] المحن الداخلية المتزايدة لـ حزب الله. منشور بتاريخ 21-7-2015. استرجع بتاريخ 17-4-2016.
[7] الحرب بسوريا تكلف حزب الله خسائر فادحة. منشور بتاريخ 10-7-2015. استرجع بتاريخ 16-5-2106.
[8] معهد واشنطن: ما الذي تكشفه إحصاءات قتلى حزب الله بسوريا؟. منشور بتاريخ 23-2-2016. تم استرجاعه بتاريخ 17-4-2016.
[9] حزب الله يواجه شبح أزمة مالية متصاعدة. تم نشره بتاريخ 27-1-2016. تم استرجاعه بتاريخ 17-4-2016.
[10] أمريكا: حزب الله يموّل حربه بسوريا عبر تجارة المخدرات واعتقالات حول العالم بعد كشف شبكته. تم نشره بتاريخ 2-2-2016. تم استرجاعه بتاريخ 17-4-2016.
[11] نموذجاً على هذه الأصوات ينظر: مقابلة مع صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله منشورة على موقع اليوتيوب بتاريخ 5-3-2013. تم استرجاعه بتاريخ 17-4-2016.
أيضا تقرير قناة سكاي نيوز عربية.
[12] كاتب لبناني شيعي: الشعب عند حزب الله هو جمهوره فقط. منشور بتاريخ 3-10-2015. تم استرجاعه بتاريخ 18-4-2016.
[13] الحكومة اليمنية: حزب الله متورط بالحرب في اليمن. منشور بتاريخ 24-2-2016. تم استرجاعه بتاريخ 18-4-2016.
[14] الجامعة العربية تعلن حزب الله منظمة إرهابية. تم نشره بتاريخ 11-3-2016. تم استرجاعه بتاريخ 18 -4-2016.
[15]القمة الإسلامية تدين تدخلات إيران وحزب الله بالمنطقة. تم نشره بتاريخ 15-4-2016. تم استرجاعه بتاريخ 18-4-2016.
للتحميل من هنا
جميع الحقوق محفوظة لدى مركز برق للدراسات والأبحاث ©2016