الأوربيون وإسرائيل وسورية، ثلاثة مواعيد عالية الخطورة في عام 2019
لن يكون عام 2019 أكثر هدوءًا من العام الذي سبقه على المستوى الدولي خاصةً فيما يخصّ الاستحقاق الأوربي في الربيع القادم.
١-الانتخابات الأوربية الحاسمة:
سيكون موعد الانتخابات الأوربية -البرلمان الأوربي- في نهاية شهر أيار/مايو من هذا العام (سيتم التصويت في فرنسا يوم الأحد 26 أيار/مايو).
هذا الحدث سيكون أكثر حسمًا من سابقه قبل خمس سنوات، حيث يمكن اعتباره أكثر من مجرد اختبار، ليس فقط لأنّ الشعبويين الأوروبيين قد وصلوا بالفعل إلى السلطة في بعض العواصم الأوربية منذ عام 2014(في النمسا والسويد وإيطاليا ..) ولكن بشكلٍ رئيسي لأنّ فرنسا وألمانيا غارقتان تمامًا بين أيدي هذا اليمين القومي المتطرّف.
سبق أن وصل حزب مارين لوبان إلى القمة في عام 2014، والآن من المرجح أن يصل من جديد في أيار/مايو القادم.
غير أنّ هذا الحزب يواجه اليوم رئيسًا “أوروبيًّا” أكثر من سلفه فرانسوا هولاند، رئيسًا جعل من الاندماج الأوربي فرسًا لمعركته.
ومع ذلك لا يمكن أبدًا أن نقول ذلك بهذه الثقة العالية، والسبب أنّه لكي تكون مقنِعًا في أوروبا ولكي تكون محركًا رئيسيًّا يتعين عليك أن تكون قويًّا. لا يخفى على أحدٍ أنّ فرنسا متخلفة على المستوى الاقتصادي اليوم.
صحيحٌ أنّه فيما سبق كانت الأفكار التي تحتل المقدمة في أوروبا هي أفكار الإصلاح وإحياء الاتحاد والدفاع عن الأوربيين ضد الإرهاب، إلا أنّ كلّ ذلك لم يعد كافيًا الآن.
في حالة (بريكسيت قاسية) ستكون العواقب على أوروبا موجعة:
ذلك لأنّ العداء في ألمانيا ضدّ أوروبا يتصاعد بشدّة، اليمين المتطرف (حزب البديل من أجل ألمانيا AFD)) موجود بالفعل في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ويمكنه أن يسيطر على منطقة ألمانيا الشرقية(ex RDA) في الصيف القادم.
يُضاف إلى ذلك كلّه البريكسيت في 29 آذار/مارس: إذا ما تمّ إعداده بدون اتفاقٍ مسبقٍ فإنّ (بريكسيت قاسٍ) سيكون له عواقب خطيرةٌ على أوروبا بأكملها، لأنّه ليس من مصلحة أحدٍ أن تكون أوروبا ضعيفةً في مواجهة التهديدات الروسية وعدم الانتظام الأمريكي.
الخاصرة الجنوبية لأوروبا لا تزال غير مستقرة كفاية:
مع بداية الربيع القادم سيتم إجراء انتخابين هامين، أولهما في الجزائر مع ترشحٍ جديدٍ لعبد العزيز بوتفليقة لولايةٍ خامسة، إذا كان هو الحال فذلك لأنّ النظام الجزائري غير قادرٍ على تجديد نفسه، وهذا ما قد يؤدي إلى أزمة ثقةٍ كبيرةٍ وخطيرةٍ داخل المجتمع الجزائري، وبالنتيجة سيسبب موجة هجرةٍ جماعيّةٍ لجزء من السكان، وفي هذه الحالة ومرّةً أخرى ستكون أوروبا في المقدّمة.
2-الانتخابات في إسرائيل، هل سيكون الفلسطينيون ضحية الضمانات:
ثاني الانتخابين سيكون في إسرائيل في نيسان/أبريل القادم، بنيامين نتنياهو يريد تحطيم الرقم القياسي الذي حصل عليه ديفيد بن غوريون كأطول رئيس وزراء يبقى في الحكم لفترات متعاقبة، إلا أنّه لا يمتلك نفس مزايا بن غوريون.
سيخاطر الفلسطينيون مرةً أخرى بأن يكونوا وقودًا لهذا الطموح، لم يحدث أن توفر لأحد غير نتنياهو مثل هذا الوقت ومثل هذه الوسائل ليضمن أن يتقدّم على خصومه في هذا الصراع دون أن يجرّب ولو قليلًا أن يدخل التاريخ كرجل سلام.
3-إشغال الفراغ في سورية:
في سورية تشير التوقعات أيضًا إلى حدوث اضطراباتٍ خطيرةٍ أخرى، لأنّ الحروب لا تحبّ الفراغ، وإذا قامت الولايات المتحدّة الأمريكية بالفعل بإفراغ المكان شرق وشمال البلاد، فإنّ آخرِين يريدون إشغال هذا الفراغ.
تحلم تركيا بإنهاء تهديد الجماعات الكردية على حدودها، والسعودية ترغب أيضًا بالتصدي لإيران في سورية أو بالأحرى وبتعبير أكثر دقةٍ خارج اليمن.
في النهاية، في هذا العالم المستمر في التأزّم، سيكون من صالحنا ربط أحزمتنا بشدّة لأنّنا لا يبدو أنّنا سنتوقف عن الاهتزاز.
فرانسوا كليمانصو، ل (لو جورنال دو ديمانش) 30 كانون الأول/ديسمبر 2018
رابط المقال الأصلي من هنا
“الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر برق للسياسات والاستشارات “
جميع الحقوق محفوظة لدى برق للسياسات والاستشارات © 2019